أبها، الخرطوم: إدريس عبدالباقي

رد مسؤول سوداني كبير بغضب على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي قالت فيها إن السودان يواجه quot;قنبلة موقوتةquot; مع استمرار العد التنازلي للانفصال quot;المحتومquot; للجنوب. وقال ربيع عبدالعاطي المسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أمس إن كلينتون جانبها الصواب وإن السودان سيعارض أي محاولات أجنبية للتدخل في التصويت.
وأضاف أن السودانيين سيعملون من أجل تحقيق الوحدة حتى اللحظة الأخيرة وأنهم لا يعتقدون أن الانفصال مسألة محتومة. وأردف أنهم لا يرون أي مؤشر على تفجر مشكلات بين الشمال والجنوب أو أن الحرب ستندلع. وقال عبدالعاطي إن بعض سكان الجنوب يفضلون الوحدة لكن أصواتهم تضيع وسط قلة من الزعماء الانفصاليين من الحركة الشعبية لتحرير السودان.
ولا تزال الخلافات قائمة بين الشمال والجنوب بشأن توزيع عائدات النفط بعد الاستفتاء. وقالت كلينتون إنه سيكون من الصعب على الشمال قبول استقلال الجنوب وأضافت quot;يتعين علينا البحث عن بعض السبل التي تجعل القبول السلمي لاستقلال الجنوب أمرا يستحق العناءquot; دون أن تشير إلى حوافز بعينها.
وأضاف عبدالعاطي إن الشمال لا يريد أي حوافز أو إغراءات من الولايات المتحدة أو أوروبا أو فرنسا وأنه ليست هناك حاجة للقبول بأي تدخل. ولم يتبق سوى أربعة أشهر على موعد إجراء الاستفتاء الذي سيدلي فيه سكان الجنوب بأصواتهم بشأن الانفصال عن شمال السودان وإعلان الاستقلال وهو الاستفتاء الذي نص عليه اتفاق السلام وأنهى عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
وفي السياق نفسه اتصلت وزيرة الخارجية الأمريكية مساء أول من أمس بالأطراف السودانيين في محاولة لنزع فتيل ما اعتبرته quot;القنبلة الموقوتةquot; لانفصال الجنوب quot;الحتميquot;. وأعلن المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أن كلينتون اتصلت بنائب الرئيس السوداني علي عثمان طه ورئيس جنوب السودان سلفا كير quot;لتشجعهما على مواصلة القيام بكل ما في وسعهماquot; لتطبيق اتفاق السلام الشامل والتحضير للاستفتاء. وسيقوم سكوت جريشن الموفد الأمريكي إلى السودان بزيارة المنطقة quot;لمواصلة الحوار على أعلى مستوىquot; الذي كانت بدأته وزيرة الخارجية.
وقالت كلينتون أثناء تبادل لوجهات النظر مع محللين في مركز quot;سي إف آرquot; للأبحاث إن الولايات المتحدة طلبت مشاركة الاتحاد الأفريقي وجنوب أفريقيا وبريطانيا والنرويج في الجهود لضمان تنظيم الاستفتاء دون مشاكل. وأشارت إلى أن quot;الوقت المتبقي قصير جدا وتنظيم الاستفتاء دون مشاكل سيكون صعباquot;. وحذرت قائلة quot;إذا كنت في الشمال وفجأة بدأت تعتقد أن خطا سيرسم وستفقد 80% من عائدات النفط، فلن تكون مشاركا متحمساquot;. وقالت إن الجنوب quot;عليه أن يقر بأن عليه القيام ببعض التسويات مع الشمال إلا إذا كان يريد سنوات حرب أخرىquot;.
وفي نيويورك، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس أن أوباما سيشارك مع رؤساء ووزراء خارجية دول أخرى في اجتماع حول السودان يعقد في 24 سبتمبر quot;لتوجيه إشارة مهمة إلى الشعب في السودان، في الشمال والجنوب، وفي دارفور وأبعد من ذلكquot; بالنسبة إلى الالتزام الدولي لصالح السلام في السودان.