غابي شيفر

غالبية الإسرائيليين، رجال المؤسسة الأمنية والسياسيون، وعلى رأسهم رئيس الحكومة ووزير الخارجية، يجزمون أن رئيس الولايات المتحدة براك اوباما لن يحقق شيئا في كل ما يتعلق بحل النزاع الاسرائيلي العربي. عدم الثقة وغياب المودة تجاه أوباما يرافقانه، من غير حق، منذ أن خاض سباق الانتخابات الرئاسية، ولكن بوتيرة أشد بعد أن انتخب. لا شك في أن الامر يتعلق بخلفيته الإثنية. إن عدم الثقة والاستهانة به وبإدارته ليسا في محلهما.
ينبغي ان نتذكر ان رؤساء أميركيين، ولا سيما الديمقراطيين مثل جيمي كارتر وبيل كلينتون، حققوا انجازات مثيرة السلام مع مصر والاردن حتى عندما لم يتمتعوا بتعاطف الجمهور الأميركي او عندما كانوا في quot;مآزقquot; سياسية. أي حتى لو تورط أوباما أكثر، فانه سيستطيع مواصلة العمل لحل النزاع في الشرق الاوسط.
كذلك الادعاء ان ادارة اوباما كفت عن الاهتمام بالنزاعات الضالعة فيها اسرائيل ليس دقيقا. فاهتمام الولايات المتحدة مستمر، والدليل على ذلك الزيارات التي لا تحصى لممثلي الولايات المتحدة المختلفين نائب الرئيس، ووزيرة الخارجية، ورئيس الأركان، والشيوخ واعضاء مجلس النواب. صحيح ان احدى البؤر الرئيسة التي يبحثونها هي ايران، لكن كل واحد منهم يتدخل ويبحث في القضايا المتعلقة ايضا بالنزاع الاسرائيلي- الفلسطيني. كما أن المبعوث جورج ميتشل لا يزال نشيطا جدا، وله طول نفس كما برهن على ذلك في ايرلندا. وبحسب المبادرة الأميركية يزداد التعاون بينه وبين طوني بلير، وهذا ايضا يستطيع ان يفضي الى اجراءات لا تتطابق بالضرورة مع مواقف حكومة اسرائيل.
صحيح ان الموضوع الايراني يسبب تدخلا كثيفا للادارة الأميركية، وبناء عليه يجب على اسرائيل الامتناع عن أي عمل عسكري هناك. لكن لا يوجد اي امكان لفصل هذه المشاركة عن موضوعات أخرى تتعلق بالوضع في المنطقة كلها، مثل حرية الابحار في الخليج الفارسي، وأمن السعودية والامارات المتحدة، والوضع في لبنان وعلاقات سورية تركية ايران. ثمة لكل هذه الموضوعات وسيكون مغزى عميق بالنسبة لاسرائيل وعلاقاتها بالفلسطينيين والسوريين.
وفوق كل شيء، العلاقات بين ادارة اوباما والدول العربية والفلسطينيين لا تبرد. فتعيين سفير أميركي جديد في سوريا والعلاقات الجيدة لادارة اوباما مع ملكي الاردن والسعودية، ومع رئيس مصر وأبو مازن، يجب ان تثير انتباه السلطات الاسرائيلية التي تريد تجميد ادارة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
مثل ادارات أميركية في الماضي، ستلعب إدارة أوباما دورا في قضايا اقتصادية وسياسية كثيرة تتعلق باسرائيل. بدل نعي اوباما، وتجاهل النزاع وبذل الطاقة كلها في القضية الايرانية، ينبغي ان نستأنف فورا الانشغال في حل النزاع الاسرائيلي العربي الفلسطيني.

هآرتس
ترجمة: عباس اسماعيل