الرياض - أيمن الحماد

أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن المجتمع السعودي مجتمع منفتح يحرص على حقوق الانسان وصون كرامته، وهو منفتح على الحوار بين كافة ابنائه لخدمة قضايا الوطن بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، واوضح سمو وزيرالخارجية ان حديثه عن الليبرالية جاء في سياق المقارنة مع (اسرائيل) وليس كمبدأ سياسي والتي تمارس كل أنواع القمع السياسي والفكري والاجتماعي، وتضييق الحريات، بل وانتهاك أبسط الحقوق الإنسانية التي جاءت بها الأديان كافة، ونصت عليها النظم والقوانين الدولية.

جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به ل (الرياض):

* يتزايد الحديث مؤخراً حول فرض عقوبات دولية ضد إيران، وتزايد الضغوط الدولية على المملكة لممارسة تأثيرها على الصين في هذا الصدد، وهو الأمر الذي نفته المملكة مؤخراً، هل لسموكم أن يعطينا توضيحاً لهذا الأمر؟

- أعتقد أن البيان أوضح موقف المملكة في هذا الشأن، والصين دولة عظمى، تربطنا بها علاقات جيدة، تقوم على الاحترام المتبادل، وخدمة المصالح المشتركة، وخدمة الأمن والسلم الدوليين. وتدرك تماماً حجم مسؤولياتها وواجباتها من واقع مكانتها الدولية، وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن، وأيضاً عضويتها في اللجنة السداسية الدولية المعنية ببحث أزمة الملف النووي الإيراني، ونحن ندعم جهود اللجنة، من منطلق دعمنا لحل الأزمة سلمياً وعبر الحوار، خاصة وأنها ترتكز على ضم حق إيران وكافة دول المنطقة على استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وفق معايير واجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت اشرافها، لذلك نحن نأمل تجاوب إيران مع هذه الجهود، وإنهاء هذه الأزمة بالشكل الذي يخدم أهداف خلو المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل، والأسلحة النووية على وجه الخصوص.

* في الوقت الذي فوضت فيه الجامعات العربية السلطة الفلسطينية بإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، أعلنت إسرائيل بناء عدد ١٦٠٠ وحدة استيطانية جديدة، كيف ترون تأثير ذلك على المفاوضات؟

- هذا مثال آخر على رعونة السياسة الإسرائيلية وعنجهيتها، وإفشالها لأي جهد عربي ودولي مخلص لتحقيق السلام، ونحن ننوه بالمواقف الدولية الواضحة في إدانة هذا الاجراء، وخصوصاً الولايات المتحدة، غير أن المواقف الدولية تظل قاصرة إذا لم تواكبها اجراءات تتصدى لهذه السياسات الإسرائيلية الأحادية الجانبة، والمناهضة لجهود السلام في المنطقة، والولايات المتحدة عليها مسؤوليات كبيرة في هذا الشأن، خصوصاً وهي راعية عملية السلام، كما أنها سبق وان صرحت بأنها ستنتهج مبدأ الشفافية في الإعلان عن الطرف المعرقل للمفاوضات.

* نشرت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية مؤخراً حديثاً لسموكم، جاء فيه أن عجلة التقدم والانفتاح لا رجعة فيها، وان جهود مجتمع ليبرالي بدأت، هل ترون سموكم أن مجتمع المملكة يتجه نحو التغيير؟

- الحديث عن الليبرالية جاء في سياق المقارنة مع إسرائيل، وليس كمبدأ سياسي، والليبرالية تحمل معنيين كمنهج سياسي، وكصفة محددة لمجتمع متفتح يحرص على احترام حقوق الإنسان وصون كرامته، ومجتمعنا - ولله الحمد - منفتح على الحوار بين كافة أبنائه لخدمة قضايا الوطن بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، كما أن مجتمعنا انطلقت منه مبادرة الحوار بين اتباع الديانات والحضارات، وهو المجتمع الذي يستند على القرآن الكريم والسنّة النبوية تشريعاً، والبيعة نظاماً ونهجاً، وهو الأمر الذي يجمع عليه كل سعودي، وانفتاحنا على العالم منضبط بمعايير الأخذ بكل ما هو مفيد لمجتمعنا وثقافتنا، ورفض كل ما يسيء إلى قيمنا ومعتقداتنا، وفي المقابل نجد إسرائيل تمارس كل أنواع القمع السياسي والفكري والاجتماعي، وتضييق الحريات، بل وانتهاك أبسط الحقوق الإنسانية التي جاءت بها الأديان كافة، ونصت عليها النظم والقوانين الدولية، ولا بد لنا أن نفضح هذه الممارسات للعالم بشكل واضح وخصوصاً الولايات المتحدة بما لا يقبل الشك أو الجدل.