عايدة النجار
مستمرة ألاعيب إسرائيل والتناقضات السياسية التي تشير الى أن الطريق مسدود بالنسبة لحل القضية الفلسطينية . ولا أدل على ذلك من صوت نتنياهو القبيح وهو يؤكد أن القدس المحتلة بالنسبة لليهود quot;مثل تل أبيبquot;. وبكل وضوح يرفع صوته عشية ذهابه لأمريكا للقاء أوباما ، وأثناء حضوره مؤتمر أكبر مؤسسة للوبي الصهيوني الاسرائيلي اليهودي في أمريكا ،quot;ايباك quot;.
لم يأت هذا مفاجأة لمن يقرأ نوايا وخطط إسرائيل المتشابكة والمتواصلةquot;والصاحية دوماquot;للتمسك بخططها لتهويد ما تبقى من فلسطين . ذاهب هو دون وجل الى أمريكا التي قيل أنهاquot;زعلانة منهquot;على أثر إهانة بايدن في زيارته الاخيرة . ويأتي الزعل كما يبدو ليس لأن إسرائيل مصّرة على مواصلة بناء المستعمرات اليهودية بالتقسيط وكان ما أعلنته مؤخرا 1600 مستوطنة ، بل للتوقيت الذي نشرت الخطة فيه . ويبدو أنه لا يهتم لرضا أو غضب أمريكا ، وها هو يعيد التحدي ، بل ويؤكد هذه المرة أنquot; القدس المحتلة مثل تل أبيبquot;ولا فرق بين المدينتين من حيث البناء . يعلن هذا و قد وقّت إعلانه عشية ذهابه لمقابلة أوباما .
ولا تأتي هذه الجرأة أو الوقاحة من عبث ، ولعله يشعر بقوة مضاعفة وهو يستعملquot;الايباكquot;كورقة يلّوح بها لأوباما الذي يحتاج للدعم من المواطنين بعد تدني شعبيته عما كانت عليه منذ توليه الرئاسة . وكان أوباما لغاية أمس ، يحتاج لأصوات الكونجرس الأمريكي علىquot;خطة أوباما للرعاية الصحية quot; التي يعتبرها تاريخية . والمعروف أن بين مجلس الشيوخ عددا من المتعاطفين مع إسرائيل ، وكما هي بسياستها الاستعمارية المعادية للسلام . فهل كان هناك صفقة بين أوباما والمتنفذين في إيباك ساهمت في نجاح أهم مشروع على أجندته الداخلية . ؟ لا بد أن تكشف التناقضات التي تتفاعل على الساحة الامريكية هذه الظنون .،
يجري كل هذا مع الاسف والصوت العربي خافت أو لا وجود له وهوفي غفوة عميقة لا يصحو منها إلا قليلا. أوباما يريد أن يثبت للعرب والعالم أنه حريص على تنفيذ ما أخذه على نفسه من إقامة دولة فلسطينية . وهو يتحايل أيضا على ما يجري ليس برفض الاستيطان بالفم الملآن والصوت العالي ، بل يرى أن المشروع لن يكون في هذه المرحلة لأنه مخطط له البدء بعد ثلاث سنوات .
العرب والمسلمون نيام .. نيام ، بينما الكل يتحرك هنا وهناك تحركات مهزوزة ، الرباعية تجتمع وتقرر ، واسرائيل لا تسمع .. ميتشل في إسرائيل يحمل دعوة رسمية لننتنياهو لمقابلة أوباما . .ويسبق ذلك تأكيد أن القدس الشرقية مثل تل أبيب .. والأدهى أن بان كي مون زار غزة ليرى بأم عينيه الدمار والخراب الذي حل بالبيوت والشجر والحجر والإنسان . ولكنه .. في نفس الوقت يساوي الضحية بالجلاد ..
أوباما وهيلاري كلنتون وطاقمهما في وشنطن ينتظرون أن يحمل نتنياهو أجوبة لمقترحاتهم حول القضايا العالقة ؟ فهل سيحملها أو ينساها وراءه ؟ . والعرب في حيرة من أمرهم وقد تجمدوا خوفا وعجزا ، وربما هم مذهولون لما جرى للمسجد الاقصى وما سيجري له من نوايا لهدمه . وربما لأنهم لا يجرؤون أن يواجهوا العدو quot;بالاسلحةquot;التي لديهم وهي كثيرة وهي أسلحة سلمية ولكنها فاعلة . وربما لأنهم لا يثقون بالقريب فكيف بالغريب .؟ والفلسطينيون في ورطة أكبر وهم لا يزالون في خصام مع بعض ومع العدو المستمر بقتل الشباب المدافع عن الأرض . ولعل قول أمي رحمها اللهquot;إن ما خربت ماعمرتquot;قول فيه عبر ، ولا أظن أننا سنصاب بأكثر من هذا الخراب ..فمتى يصحو العرب ويعمرون هذا الخراب والخطر المتعاظم كل يوم . سيظل سؤال يُطرح من المظلومين والمحرومين من الحياة بسبب الاستعمار الجديد وتحت الاحتلال الصهيوني ، فهل يستيقظون ويسمعون . ؟
التعليقات