الاجتماع الاستثنائي لهيئة كبار العلماء لمناقشة تحريم فتاوى التكفير التي زادت في الآونة الأخيرة، حيث تجرأ أشخاص غير مؤهلين على إصدار فتاوى تكفِّر شخصيات عامة وفكرية وأدبية، وهو ما يتطلب مواجهة من قبل أهل الشأن وهم في هذا الخصوص في المملكة العربية السعودية علماء متخصصون ينضوون تحت مظلة هيئة كبار العلماء الذين يمتلكون علماً وافراً وإحاطة تامة بالضوابط الفقهية، حيث تضم اللجنة علماء أكفاء من المذاهب الأربعة، وهم بها يمتلكون من علم وخبرة جديرون بمعالجة كل القضايا الفقهية التي تواجه الأمة.

موضوع فتاوى التكفير أصبح معضلة بسبب أقدام ممن لا يحق لهم إصدار مثل هذه الفتاوى، ليس فقط كونهم غير مؤهلين لمثل هذا الموضوع الخطير، بل أيضاً لا يجوز تدخلهم في أعمال لا يجوز أصلاً التدخل فيها؛ لأنها تتعلق بأرواح الناس وتماسك المجتمعات وتثير الفتن. وقد كان مجلس الشورى قد فتح المناقشات حول هذا الموضوع المهم، فكانت استجابة هيئة العلماء بعلمائها الأفاضل استجابة مباركة وموفقة، ولابد أن تفرز موقفاً فقهياً ويجب أن يلتزم به كل من يتصدى للنصح والإرشاد والدعوة، فهيئة العلماء وبما تضمه من علماء متخصصين وأكفاء يحظون بتقدير واحترام والمسلمين ليس فقط في المملكة العربية السعودية، بل وفي كل أرجاء العالم الإسلامي، فالعلماء الذين تضمهم هيئة كبار العلماء، هم علماء الحرمين الشريفين الذين يأخذ عنهم الكثير من العلماء، وإصدارهم فتوى جماعية تحرم إطلاق فتاوى التكفير من غير المختصين، وضمن الشروط المشددة التي تفرضها الشريعة الإسلامية، واجب على كل المسلمين، وأولهم من يتصدى للنصح والإرشاد ويتطوع بالدعوة إلى الدين الإسلامي.