أحمد بن سعيد الرميحي


قرار وزارة الثقافة والإعلام البحرينية مثلما أثار الدهشة والاستغراب فإنه كذلك كان موضع تندُّر وسط الإعلاميين، إذ كيف يتم تجميد نشاط مكتب غير موجود أصلاً؟! كذلك كان غريباً حديث وزارة الثقافة والإعلام البحرينية عن مبدأ المعاملة بالمثل، في ممارسة العمل الصحافي الإعلامي بالبلدين الشقيقين، في وقت تعلم فيه البحرين الشقيقة وكل دول العالم أنه ليس هناك أي تدخل رسمي من جانب قطر في سياسة قناة الجزيرة، باعتبارها قناة مستقلة تحترم الرأي والرأي الآخر.
وهنا تساؤل: إذا استاءت وزارة الثقافة والإعلام البحرينية من برامج تبثها هيئة الإذاعة البريطانية أو قناة (سي.أن. أن) الأميركية هل ستعامل بريطانيا والولايات المتحدة بالمثل؟
وأخيراً ماذا تعني وزارة الإعلام البحرينية بحديثها عن إخلال قناة الجزيرة بالأعراف المهنية وعدم الالتزام بالقوانين والإجراءات المنظمة للصحافة والطباعة والنشر؟ هل الأعراف المهنية في عرف الوزارة البحرينية هي تطييب الخواطر وإخفاء الحقائق وحجب الآراء؟!
وقد كنا نعتقد أن الإعلام العربي قد تجاوز بعد إنشاء قناة الجزيرة المفاهيم البالية، وعبر إلى عصر إعلامي جديد، ولكن وزارة الثقافة والإعلام البحرينية تأبى إلا أن تسيرنا إلى مربع رقم (1).