بعد فشله في التشكيك في صور قدمتها دبي

القاهرة

فشل محامو رجل الأعمال المصري البارز هشام طلعت مصطفى على مدى خمسة أيام في تفنيد الأدلة الرئيسية التي قدمتها شرطة دبي بإدانة شريكه في القضية محسن السكري ضابط الشرطة السابق بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم ما اعتبره خبراء انتكاسة في محاولتهم لإنقاذ الاثنين من حبل المشنقة.
وأصيب المحامون الذين يعتبرون الأغلى أجرا والأكثر شهرة في مصر امس الأربعاء بنكسة بعدما فشل فنيون استعانوا بهم كشهود للدفاع في إثبات بطلان أشرطة أفلام كاميرات قدمتها النيابة في دبي تظهر السكري في مشاهد عديدة داخل العمارة التي قتلت داخل إحدى شققها تميم في صيف عام 2008.
فقد عجز متخصصون فنيون جاء بهم المحامون من القيام بتجربة بأجهزتهم أمام المحكمة لمحاكاة لقطات للصور التي جهزتها نيابة دبي في محاولة لإثبات ان تلاعبا قد وقع في الصور واللقطات التي تم التقاطها للسكري.
وكان المحامون لجأوا الى أساليب الهجوم بدل الدفاع منذ بداية إعادة المحكمة هذا الشهر في مسعى منهم لتفنيد الأدلة التي قدمتها نيابة دبي لإدانتهما ومن ثم الحصول على براءة.
فمنذ بدأت إعادة المحاكمة الشهر الماضي بعد نقض الحكم السابق بالإعدام على المتهمين والمحامون لا يتورعون عن استخدام كل التكتيكات الهجومية بهدف دحض الأدلة التي قدمتها شرطة دبي وخاصة الأفلام التي صورتها الكاميرات العديدة والتي تبين حركة السكري المتهم بالقتل داخل العمارة التي كانت تقطنها تميم وأماكن تواجده الأخرى في دبي.
وكان أحد الفنيين عجز عن إثبات شهادته العلمية كمتخصص ببرامج تشغيل الكاميرات في الجلسة السابقة.
وفي جلسة المحاكمة يوم السبت حاول المحامون تفنيد الشهادة التي أدلى بها الشاهد الباكستاني 'خير زادة وجيه الدين' الخبير الفني بشركة (هاني ويل) التي قامت بتركيب وضبط نظام المراقبة الأمنية ببرج الرمال (1) حيث كانت تقيم تميم.
ففي حين قطع الشاهد بشهادته بأن الصور ومقاطع الفيديو المصورة التي تم التقاطها للسكري بمعرفة كاميرات المراقبة للنظام الأمني بالبرج المذكور سليمة مائة بالمائة، مع عدم وجود أدنى احتمالية أو إمكانية للعبث فيها طعن المحامون بإمكانية العبث بها وكذلك اختلاف التوقيتات المثبتة على الصور مع تلك التي تظهر على صور أخرى للسكري في الفندق الذي كان يقيم فيه.
ولم يقتصر الأمر على المحاميين بل ان مصطفى نفسه تدخل من قفصه ليعقب بان شركة (هاني ويل) قامت بتركيب نظام المراقبة الأمنية بسلسلة فنادق الفور سيزونز التابعة له بمصر مشيرا إلى أن نظام مراقبتهم كشفت التجارب عليه في عدة مواقف انه قابل للتعديل والتلاعب والعبث، مطالبا المحكمة بسماع أقوال المدير التنفيذي لفرع الشركة بمصر لمناقشته في هذا الأمر.
المحامون حاولوا أيضا الطعن بوجود إشارات إيضاحية وعلامات على الصور ولقطات الفيديو، غير ان ممثل النيابة المصرية مصطفى سليمان تصدى لهم بان تلك العلامات وضعت من قبل الخبراء الفنيين بوزارة الداخلية بعد أن تم تسلم تلك اللقطات سليمة.
واشتكت محامية الدفاع بالحق المدني عن عادل معتوق زوج سوزان تميم أيضا من ان محامي مصطفى استلم صور الأفلام من المحكمة السابقة الأمر الذي اعتبرته بمثابة السماح له بالتلاعب في احراز القضية.
وكان طبيب شرعي استعان به محامو هشام طلعت قد أثار لغطا الاثنين عندما تنبهت المحكمة والدفاع عن الحق المدني للمجني عليها بأنه يقرأ من ورقة دون عليها ملاحظات مسبقة وانه يبتعد عن جوهر موضوع شهادته.
وبعد المحاولة الفاشلة للفنيين امس الأربعاء قرر القاضي محمد عبد السلام جمعة تأجيل المحاكمة الى 26 حزيران/ يونيو المقبل للاستماع الى مرافعة النيابة والدفاع.