خلف الحربي


متى نقتنع بأن إسرائيل دولة إرهابية ؟، هل ننتظر حتى تستخدم الأسلحة النووية قي إبادة الشعوب العربية كي نتأكد أن أسرائيل عدو متوحش لا يعرف الرحمة؟، فما قام به الجيش الإسرائيلي يوم أمس ضد أسطول الحرية، يثبت للمرة المليون بأن هذا الكيان العنصري يقوده مجموعة من عتاة المجرمين الذين لا يترددون أبدا في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو كيان يؤكد في كل أدبياته أن جرائمه سوف تمتد لتطال جميع الشعوب العربية التي تكتفي بالتفرج على جرائم إسرائيل دون أن تحرك ساكنا. نحن نعرف أن الدول العربية اليوم أضعف بكثير من أن تحرك جيوشها لنصرة إخواننا في فلسطين، لذلك يجب ألا نضيع وقتنا في بيع الكلام الكبير، بل في المطالبة بأن تقوم الدول العربية بإجراءات عملية كي لا تمر هذه الجريمة النكراء بردا وسلاما على الصهاينة. وفي أقل إجراء يمكن أن تقوم به الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل هو قطع علاقاتها الدبلوماسية مع هذا الكيان الإرهابي فورا، فمهما كان لهذه الخطوة من ثمن سياسي، إلا أنه أقل بكثير من ثمن تحريك جيوشها لردع هذا العدو الغاصب، كما أن الدول العربية يجب أن تسقط مبادرة السلام العربية وتعلن بصراحة عن رفضها لكل المبادرات الدولية الأخرى مثل خارطة الطريق وأن تعود إلى موقفها الأساسي الذي يتضمن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. ولعل أفضل شيء يمكن أن تقوم به الدول العربية في زمان العجز وقلة الحيلة أن تتحرك بشكل جماعي مع الدول الإسلامية والدول الصديقة المحبة للسلام لوضع عضويتها في الأمم المتحدة على طاولة التفاوض؛ فإما أن تطرد إسرائيل من هذه الهيئة الدولية أو أن تنسحب هذه الدول أو تعلق عضويتها في هذه الهيئة الأممية التي لم تتردد في منح الغطاء الشرعي لاحتلال العراق وأفغانستان أو محاصرة السودان بينما تقف هذه الشرعية الدولية المزعومة عاجزة عن إصدار بيان إدانة واحد ضد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل. كما أن دعم حركات المقاومة أصبح واجبا لن يرحمنا التاريخ إذا تخلينا عنه، خصوصا أننا نعرف قبل غيرنا أن حركات المقاومة ليست منظمات إرهابية، بل هي تدافع لاسترداد حقها المغتصب. نعم، بإمكاننا أن نفعل الكثير دون أن تتحرك جيوشنا النائمة في مهاجعها ودون أن نضيع الوقت في الصراخ والعويل والعنتريات الكلامية، وإلا فإن صواريخ إسرائيل سوف تسقط فوق رؤسنا دون أن نفعل شيئا أكثر من الشتائم، قديما قال المتنبي laquo;من يهن يسهل الهوان عليه.. مالجرح بميت إيلامraquo;، فهل نغادر موتنا وننتصر مرة لحياتنا؟!