جهير بنت عبدالله المساعد


حوار منشور في صحيفة سعودية مع شيخ وقع عليه الاختيار لمناصحة laquo;هيلة القصيرraquo;، قال عنها وصفا يسيل له اللعاب! فهي متدينة، رزينة، عاقلة، مفكرة، وصفات أخرى تحمد لها.. فمن منا لا يرغب أن يكون بهذه الصفات الجميلة؟! مما يعني أن الرفق أخذ كل مأخذ من الشيخ الجليل تجاه المذنبة الإرهابية هيلة القصير، بالطبع لا أريده أن يشتمها أو يوبخها في حديثه، إنما أردت إضاءة النور كي نرى ما يحدث في العادة بين بعض المجموعات المتدينة التي انشقت على نفسها إلى نصفين.. نصف تعبر عنه مجموعة تتشدد في الوصاية على المجتمع، ومجموعة تقف في الوسط تحاول تطبيق الوسطية في تشددها المتطرف!
المجموعة الأولى ترى كل من ليس على شاكلتها مذنبا ومتهما ومذموما، والمجموعة الثانية ترى الناس على اختلافهم مثل نظرة الحكم للفريقين الخصمين في الملعب! لا تحاول أن تكون مع زيد أو عبيد، لكنها في نفس الوقت تتحاشى التصادم مع المجموعة الأولى حتى لو أخطأت تلك المجموعة لا تحبذ إلقاء اللوم عليها أو التشدد في إصدار الأحكام.
وهذا ما جرى مع عضو المناصحة الذي رأى أن هيلة ضحية أكثر من مذنبة، وقد وقعت فقط تحت وطأة الانتقام لزوجها الأول الراحل في ليلة دموية دفع فيها الثمن الباهظ! تبرير رومانسي لعمل إجرامي، لولا أن التي ارتكبته محسوبة على التيار الديني المتشدد ما لقيت مثل هذا التبرير الملطف! هنا تبرز أهمية ثقافة الداعية، والمؤسف أن بعض الدعاة والمفكرين لا يتثقفون إنما يمارسون العمل الميداني! وإذا تثقفوا وقفوا عند حدود الثقافة الإسلامية فقط، بينما لا يعرفون أدنى شيء من كل شيء؛ لان الثقافة اتساع وليست اختصاصا! لكن المؤسف أن المعايير ليست ضابطة لذا تحولت الساحة إلى فوضى!
فعندما أجاب عضو المناصحة عن هيلة القصير هو في الحقيقة أجاب عن النصف الذي يريد نصف هيلة المتطرفة، لكنه لم يلقِ بالا لنصفها الآخر! كذلك الإجابة تشم فيها رائحة الإعجاب أكثر من الإدانة، وهذه الخطورة التي لا نحسب لها حسابا.. أن الإنسان فيها إنسان! يضعف ويتعب ويحب ويكره وأنه ليس على الأرض ملاك كما أن ليس عليها معصوم!!
الجانب المسكوت عنه في المناصحات هو تثقيف عضو المناصحة قبل أن يكون عضوا، ومن الخطأ تصور أن ثقافة الداعية أو الناصح هي الثقافة الإسلامية فقط، بل الثقافة الشمولية حتى لا تكون المناصحة تبادل مجاملات! إن التطرف إذا تركناه طليقا قتلنا جميعا، وفي هذا المرة لا يمكننا الاختيار!!