منصور محمد سرحان

على رغم أن الأمة الإسلامية بما فيها الأمة العربية خير أمة أخرجت للناس، إلا أنها تعاني من أزمات حادة ومشكلات لا حصر لها، كما أنها تعيش حالة تخلف تقني وعلمي جعلها تحتل صدارة الدول المتخلفة بامتياز.

وفي خضم ما تعيشه الأمة العربية من مشكلات وأزمات وتخلف، يتمسك البعض بالتاريخ ويتعلق به وهو في الحقيقة تاريخ مشرف للحضارة العربية الإسلامية، إلا أنهم ينسون أننا نعيش حاضراً ونترقب مستقبلاً.

فالدين الإسلامي هو دين التعاليم السماوية السمحة، ودين القيم الصحيحة، ودين العلم والحياة والبناء والعمل... إلا أنه عندما نمعن النظر في خريطة العالمين العربي والإسلامي في الوقت الراهن ونقارنها بخريطة بقية الأمم، سنقف عاجزين عن إحصاء الأزمة والفوضى وأعمال التخريب التي تعم العالم الإسلامي بما فيه الأمة العربية التي تعاني أكثر من غيرها أزمات ومشكلات لا حصر لها.

إن أزمات الأمة العربية بدأت في العصر الحديث بمعاهدة سايكس بيكو ونكبة فلسطين في العام 1948م، وهزيمة حزيران في العام 1967، وبالحرب العراقية الإيرانية، وبغزو العراق الكويت، وبالاحتلال العراق من قبل القوات الأميركية، وبالحرب الأهلية اللبنانية، وبالانفلات الأمني حالياً في الصومال، وبالمجازر التي يتعرض لها الشعب العراقي من قبل الإرهابيين والمتطرفين، وبما يدور من حالة عدم استقرار في دارفور بالسودان وبالنزاعات الجانبية بين الدول العربية بعضها ظاهر والبعض الآخر خفي.

وإذا ما أضفنا إلى الدول العربية الأزمة التي تعصف بالدول الإسلامية وخصوصاً الحرب في أفغانستان التي أتت على الأخضر واليابس، وما تتعرض له باكستان من حوادث دامية ودوامة عنف لا نهاية لها، وما يدور بين الدولة التركية والأكراد... فإن خلل ما تعاني منه هذه الأمة. ويزداد الأمر حيرة وإرباكا تفشي ظاهرة الانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم من العرب والمسلمين وسط الأسواق والتجمعات السكانية، يقتلون ويزهقون أرواح الأبرياء والبسطاء من الناس مع علمهم أن هؤلاء يتلقون معهم في الدين والعقيدة... بل وفي كثير من الأحيان برباط اللغة والدم.

ولماذا هذا التخصص في قتل النفس التي حرم الله وإراقه دماء الآخرين من قبل العرب والمسلمين؟ لماذا هذا الخراب والدمار الذي تشهده تلك اللبدان؟ تنتشر ظاهرة الفقر في الدول العربية والإسلامية التي انعم الله عليها بالثروات الطبيعية؟ لماذا تعم حالة الجهل والتخلف العديد من أجزاء الأمة العربية والإسلامية؟ مع أن الدين الإسلامي بدأ بكلمة :اقرأraquo;.

لماذا أخذت الأمم الأخرى البحث عن مصادر بديلة للطاقة والتفكير في مستقبل أجيالها... بينما يقتنع العرب بما يملكونه في الوقت الحاضر دون إعارة اهتمام إلى المستقبل؟

لماذا أمة مكونة من أكثر من 300 مليون عربي وأكثر من مليار مسلم تقف عاجزة عن حل مشكلة فلسطين؟

إن تلك الظواهر الشاذة والغربية على الإسلام وقيمة جعلت الشعوب الأخرى تنظر إلينا باستغراب شديد وهي تشاهد العرب والمسلمين يتقلون بعضهم بعضا ويتقربون إلى الله في نظرهم بقتل أبناء جلدتهم ودينهم وفق نظرة تكفيرية بائسة... فإلى متى تستمر هذه الأزمات؟