.صبحي زعيتر

إنها زيارة تاريخية بكل المعايير ، موجهة إلى الداخل اللبناني.
فلا الموالاة ،إذا كان بقي هناك من موالاة ، ولا المعارضة ، إذا كان يمكن أن نطلق عليها هذه التسمية ، بعد وجودهما سوية في حكومة quot;وحدة وطنيةquot; قادرتان على رفض نتائج ما ستسفر عنه القمة الثلاثية التي جمعت في قصر بعبدا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني ميشال سليمان.
إنها رسالة مباشرة إلى من يهمه الأمر , أن الأمن والاستقرار في لبنان خط أحمر لا يمكن لأي طرف تجاوزه.
معادلة quot;سين سينquot; ، وكما أطفأت النيران التي كانت مشتعلة ، أو كادت تشتعل ، لن تسمح لبعض الأبواق أن تنسفها.فهذه المعادلة ومع اختلاف التفسيرات والتأويلات تبقى حاسمة في الحياة السياسية اللبنانية.
لا يهم المواطن اللبناني الذي ذاق الأمرين من الخلافات الإقليمية ، على ساحته ، ودفع ثمنا باهظا لحسابات لا علاقة له بها ، سوى أن يرى بلده متعافيا من أدران ما يحيط به.
أزمة لبنان كانت وما زالت في موقعه الجغرافي . ربما من رسم خريطة سايكس - بيكو أخذ بعين الاعتبار المسألة الجغرافية للبنان وتنوعه الطائفي ، وربما ساهم أهل البلد في إذكاء الروح المذهبية بوعي منهم أو من دون وعي.ولكن بات على اللبنانيين أن يعرفوا أن الخطر الأساسي على مصير بلدهم هو فقط من العدو الجار ، وأن المحيط العربي الشامل الذي كان خادم الحرمين ، والقيادة السعودية منذ إرساء اتفاق الطائف ، ومن بعده اتفاق الدوحة , الحاضن للبنان ، والإطفائي الذي آلى على نفسه أن يبقي لبنان نوارة الشرق.