صالح إبراهيم الطريقي


دخلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة القصيم مجال إنتاج الأفلام، وأنتجت فيلما سينمائيا باسم laquo;إنها الحياةraquo;، لترغيب الشباب في الصلاة.
وأدخلت صوت المرأة في الفيلم، مع أن صوت المرأة لدينا كان ومازال ملتبسا، فالبعض يرى تحدث المرأة أمام الرجل حراما إلى حد ما، أو يؤدي إلى مفاسد، لهذا تم تحذير المرأة بألا يخرج صوتها إلا بالضرورات، وفي الضرورات تباح المحرمات.
ودخول الهيئة لمجال الإنتاج السينمائي، وخروج صوت المرأة رغم غياب الضرورات، أي لم يخرج صوتها بحثا عن فتوى في أمورها، مؤشرات على أن الهيئة بدأت تعيد النظر في آلية عملها، وأنها بدأت تتبع سياسة الترغيب والدعاية و laquo;تحبيبraquo; الجيل الجديد في الصلاة.
وهذا ما يجعلني أتمنى من الهيئة إعادة النظر في آلية دعوة المواطن والمقيم على الصلاة، وأن تلغي آلية الإجبار من سياستها إلى الأبد، أما لماذا؟.
فالمنطق أعني ما أراه منطقا يقول: إن ترك المسلم لإحدى الصلوات من أجل أمور دنيوية يعني ارتكابه معصية / خطيئة واحدة، وحين يتم إجباره على الصلاة في تلك اللحظة، يعني إدخاله دائرة النفاق، فهو ذهب للصلاة ليس تعبدا بل خوفا من أن يذهب لمركز الهيئة فيتم إيقافه، بمعنى أن الإجبار أضاف له خطيئة ثانية، وأهداف الهيئة كما أعتقد تقليل معاصي المسلم وليس زيادتها.
لا أعني هنا أن تترك الهيئة الأمر برمته، بل تتبع تلك السياسة القديمة التي كان يتبعها الآباء إذ يخرجون للصلاة، وكنا أطفالا نلعب في الشارع، فيذكروننا بالصلاة وهم متجهون للمسجد، وكان بعضنا وبسبب الجهل ومتعة اللعب ينسى، وحين يخرج الآباء من المسجد ويشاهدوننا نلعب، يتمتمون laquo;الله يصلحكمraquo;.
بسؤال أوضح: هل تتبع الهيئة سياسة التذكير فقط، وأن تدعو المواطن والمقيم وإن ترك فرضا، بالهداية، أو كما قال سيد الخلق: laquo;هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليهraquo;؟.