محمد التهامى
معلوم أن الله سبحانه وتعالي خلق الانسان في أحسن تقويم وميزه بالعقل وترك له حرية الإرادة في النطاق الإلهي ليعمر الأرض ويكون خليفة الله فيهاrlm;,
rlm; وكان المفروض في حدود التفكير العادي أن تكون المسيرة البشرية الإسلامية مثالية ولكنها إرادة الله التي تعيا أمامها المدارك اقتضت ما كان من ايجابيات مذهلة وسلبيات مذهلة أيضا والذي يقودنا الان اننا نري عالمنا الاسلامي المعاصر كله وقد أصبح علي حد تعبير الرسول الكريم كغثاء السيل
مع ان تعداده قارب المليارين من البشر ضائعين في محيط عالم استطاع بعلمه وتقدمه أن يصل الي القمر والكواكبrlm;.rlm; وان يحاول سكناها استغلالها وأصبح واجبا الان بمجرد ابراء الذمة ان يصرخ كل قادر صرخة مدوية في جوانب الركب لعلها تكون مجديةrlm;.rlm;
والمعروف أن الشيخ فضل الله ولد في النجف في العراقrlm;1935rlm; ودرس هناك وتعلم وانتقلrlm;1966rlm; إلي لبنان ودرس وعلم حتي مات في بيروتrlm;2010rlm; وقد كتب عنه الكثير في الصحف العالمية والمحليةrlm;,rlm; ولكن الذي يثيرني جدا ويحرك أشجاني انني أذكر جيدا اني رأيت الشيخ فضل الله قبل وفاته باسبوعين تقريبا في برنامج علي قناة المحور وسمعته بأذني وهو الشيعي الكبير يقول إن مهاجمة الخلفاء الراشدين قبل سيدنا الإمام علي جريمة كبري لا تغتفر كما قال حرفيا أيضا ـ والتسجيل موجود ـ إن ولاية الفقيه عفا عليها الزمن وهذا في حدود معلوماتي والشائع بين غالبية المسلمين هو اساس الخلافات بين الشيعة وأهل السنةrlm;,rlm; فلماذا أمام قول هذا الإمام الجليل ذلك الخلاف الذي فرق صفوفنا وجعلنا ـ والعياذ بالله ـ الغثاء؟ وعادت بي الذاكرة الي عامrlm;1966rlm; وكنت مشاركا في مهرجان الشرق في بغداد والقيت قصيدتي حسب البرنامج في اليوم الأول واقتضي التنظيم ان يعقد المهرجان اليوم الثالث في مدينة الكوفة في حديقة قصر الملك وقد لفتني أن الاستقبال الشعبي للشعراء كان حافلا جدا ومتجاوزا بمقدار كبير حفاوة بغدادrlm;.rlm;
وفوجئت وكنت أجلس بين الشعراء في الصف الأول بأن مقدم الحفل غادر المنصة وهمس في أذني عما إذا كنت أرغب في المشاركة مع اني لست في البرنامج والغريب جدا اني وافقت دون ان أفكر وعجبت من نفسي ولكني ـ وصدقوني ـ عندما صعدت الي المنصة تذكرت أبياتا من قصيدة قديمة قلتها في المشهد الحسيني في القاهرة فانطلقت وكأني أقرأ في كتاب مفتوح وقلت في اندفاع شديد يا أهل الشيعة أريد أن اسمعكم كيف نغني نحن أهل السنة للحسين بن علي في القاهرة وكان المطلع
النور حولك مشرق يتدفقrlm;...rlm; ياقبر هل صم الحجارة تشرق
الكل يشهد ان ضيفك ميتrlm;...rlm; لكنه في القلب حي يرزق
وعند البيت
إني انا الحق الذي تخشونهrlm;..rlm; والحق ما طال المدي يتحقق
لاحظت ان الحاضرين علي كثرتهم كانوا لا يصفقون بل يلطمون علي وجوههم فخفت ونزلت وبعد ذلك حملوني علي الأعناق وطافوا شوارع الكوفة وكانوا يقولونrlm;:rlm; إشرب ماء الفرات واستمرت الكتابات بيني وبين بعضهم واختلفنا حول المقصود بكلمة الحق فكانوا يقصدون به الفقيه وأنا أكرر لهم اني اقصد الحق بمعني عام يرتفع عن الاشخاصrlm;,rlm; والغريب جدا ان هذا الموقف بحذافيره تكرر تماما في الثمانينيات من القرن الماضي في طهران إذ كنت في زيارة لإيران بين وفد جماعة البابطين وألقيت نفس القصيدة وحملت أيضا علي الأعناقrlm;.rlm;
وقد حدث في أوائل السبعينيات من القرن الماضي وكنت مديرا لمكتب الجامعة العربية في اسبانيا وسكرتيرا لمجلس السفراء العرب هناك وقد تقدمنا بطلب الي الجنرال فرانكوا وكان يناصر القضية الفلسطينية ولا يعترف باسرائيل ـ لإقامة مركز اسلامي ومسجد في مدريد ومنحنا مكانا متميزا جدا في وسط المدينة وقد أصر السفير السعودي الشيخ ناصر المنقود علي ان يشترك في المركز سفراء الدول الاسلامية أيضا فاشترك سفيرا ايران وباكستان وأثناء الدراسة أصر سفير ايران علي أن يكون في المسجد محراب وقبلة خاصة بالشيعة وعارض بقية السفراء واستمر الخلاف الذي استغرق سنين ومات فرانكو وتبدلت الحكومة الاسبانية واعترفت باسرائيل وجاهدنا حتي حصلنا علي قطعة أرض صغيرة خارج نطاق المدينة واقمنا عليها المسجد القائم الانrlm;.rlm;
والذي يتابع الاراء المعلنة للشيخ فضل الله يعجب لذلك الصراع المرير الذي عاش فيه المسلمون سنة وشيعة احقابا من الزمن حتي أصبحنا بمزيد الاسف غثاء وحتي ضاعت أو كادت تضيع مقدساتنا في القدس الشريف وغيره وأصبحنا في حاجة ماسة الي النظرة الفاحصة والارادة الشجاعة في محاولة جادة للخروج من الوهدة المخزيةrlm;.rlm;
وعالم التخلف لسوء الحظ أصبح شاملا علي المستوي الفردي والجماعي باستثناء قليل مشرق تتعلق به الآمال التي نتشبث بها ولولاها ما عشناrlm;,rlm; فقد كدنا نكره الحياة لولا رحمة الله ومن واجبنا مادمنا نعيش العصر ان نتأمل فيه وان نستثمر كأفراد مسلمين بكل ما قدر لنا من ايمان وما تسني لنا من معرفة في أن ندعو الي كل ما نعتقد انه خيرrlm;.rlm;
وبهذه المناسبة نتقدم الي علماء الأزهر الشريف وجماعة التقريب بين المذاهب ان يجدوا في صرخة الشيخ فضل الله زادا وزوادا لطريق الدعوة لعلها تقض مضاجع النوام قبل ان تحرقها نيران القدس الشريف التي علا أوارها ولله في خلقه شئونrlm;.rlm;
التعليقات