أحمد عبدالرحمن العرفج

ذَات حِوَارٍ -أو لِنَقُل دَردشة- سَألني الصَّحفي laquo;النَّشطraquo; laquo;شقران الرشيديraquo;، المُحرِّر في صَحيفة laquo;عَناوين الإلكترونيّةraquo;، التي تُعتبر مِن الصُّحف المُعتبرة في عَالَم النَّشر الإلكتروني، سَألني قَائلاً: قُلتَ في إحدَى مَقالَاتك: إنَّ هُناك مَن يَنشر laquo;جنُون الارتيَابraquo; في مَفاصل المُجتمع.. فمَن هُم هَؤلاء النَّاشرون..؟! وكَانت إجَابتي: إنَّهم laquo;مُطلّقات الإرهَابraquo;، الذين اشتَركوا في الإرهَاب بأجسَامهم ثُمَّ تَراجعوا، وكَذلك laquo;رَجيع الصَّحوةraquo; وغيرهم.. والمُطلّقات أقصد بِهم، أُولئك القَوم الذين كَانوا مُتطرِّفين في مَرحلةِ مَا وتَراجَعوا، ثُمَّ انتقلوا مِن النَّقيض إلى النَّقيض، وأبرز ما يُميّزهم حَاليًا: laquo;الظّهور في الإعلامraquo;، وتَعاطيهم مع laquo;المَلذَّاتraquo; بشَكلٍ وَحشي، وكُلّ هَمّهم الآن تَحريض النَّاس عَلى أصدقَاء الأمس، أمَّا laquo;رَجيع الصَّحوةraquo; فهَؤلاء قَوم كَانوا يَعيشون في الظُّلمات، ويُحرِّضون على الإرهَاب دون الاشتراك فِيه، لكنَّهم استيقظوا بَعد أحدَاث 11 سبتمبر، ووَجدوا أنَّهم في ضَلالٍٍ مُبين، وأصبحوا الآن يَتسابقون عَلى خَلع الأقنعَة، ويَتنافَسون في تَذويب مَفاهيم الدِّين، حتَّى أصبح مَا كَان laquo;بالأمسraquo; مِن أشد المُحرَّمات، هو laquo;اليومraquo; مِن ألذّ المُباحَات.. هَذا ما قُلته لصَديقي الصَّحفي laquo;شقران الرشيديraquo;..! والآن أُضيف أنَّ هُناك صَنفًا ثَالثًا؛ يُضاف إلى laquo;مُطلّقات الإرهَابraquo; وlaquo;رَجيع الصَّحوةraquo;، ألا وهو laquo;الطَّالباني المَهزومraquo;، وهَؤلاء مِن أشدِّ النَّاس خَطَرًا، وتَعرفهم بحَركاتهم، فهُم يَظهرون وكأنَّهم مِن دُعاة الحِوار وأهل التَّجديد، ولكنَّهم في الأعماق يَحنّون إلى laquo;عَهد الفِكر الطَّالبانيraquo;.. تَأمَّل هَؤلاء تَجدهم نُشطاء في الحِوارات، ولَهم laquo;مَجموعات بَريديّة كَبيرةraquo;، يُحاولون مِن خِلالهم اللعب عَلى تَناقضات رِجَال الدِّين، ومِن ثَمَّ تَوجيه هَذا التَّناقُض لخدمة المَشروع الطَّالباني الذي يُضفي عَليهم بَعض المَكاسب حين الالتزَام بِه..! لَن أُسمِّي أحدًا هُنا مِن مَنسوبي أي فِئة، لَيس خَوفًا، بَل حتَّى لا يَظن ظَان أنَّ مَن ذَكرتُ أسماءهم هُم -فقط- المَعنيّون..! حَسنًا.. مَاذا بَقي..؟! بَقي القَول: إنَّ الأحدَاث الكَبيرة تُخرج إفرَازَاتها، لذلك لَيس عَجبًا أن يَنقسم النَّاس شيعًا وطَوائف؛ بَعد أحدَاث 11 سبتمبر، ومَا عَليك أيُّها القَارئ أو القَارئة، إلَّا أن تَتأمَّل المَشهد، وتُقارن بين الأمس واليوم، ستَجد مَا وَجدتُ وأكثَر.. والله الهَادي إلى سَواء السَّبيل..!.