إسحاق الشيخ يعقوب

الذين يقومون بأعمال الإرهاب والحرق والتخريب وإثارة الفتن وتعكير أجواء الأمن تراهم صبية من المراهقين الذين يتسكعون في أجواء الغوغائية.. وهم لم يبلغوا من العمر عشرين عاماً على أكثر تقدير.. تُرى من هو الأكثر تأثيراً عليهم والأخذ بأيديهم إلى ساحات إرهاب وتطرف وما يقترفونه من حرق وتدمير وتخريب.. ومن يُزين لهم جرائمهم.. ويشحن نفوسهم بأوهام كبرياء الانتصار الطائفي.. لا أحد يزيّن لهم ما اقترفوه بحق أمن الوطن.. وما أشعلوه من حرائق وأثاروه من فتن وقلاقل.. إلا أولئك البعض من المتنفذين في المؤسسات الدينية الذين يُديرون خطابهم الديني على ايقاع من التطرف والتشدد وإثارة النعرات الطائفية وشحن النفوس وتأجيج المشاعر وإثارة الكراهية والبغضاء تجاه الأديان والمذاهب الأخرى.. وكانت دور العبادة ليس في مملكة البحرين.. بل في مجمل دول الخليج والجزيرة العربية بؤر تخريج أفواج من الشباب المراهق المتطرف الذين ينازلون المجتمعات المدنية ومؤسساتها بإشعال حريق الإرهاب واثارة القلاقل في اطرافها والاعتداء على اجهزة أمنها.
وكانت قوى الحرية والتنوير والاقلام الشريفة تشير إلى مخاطر الإرهاب والتطرف وتضع أصابعها على نقاطها سواء في قطاع التعليم أو في قطاع المؤسسات الدينية.. كما تشير إلى انشطة الإسلام السياسي المعبئ اللوجستي والمحرض الاعلامي في ميادين الإرهاب والتطرف وإثارة الفتن والقلاقل وتهديد الأمن الأهلي ودعم التوجهات الإرهابية في المجتمع بشكل عام!!
وقد قال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز ما معناه وهو في خضم مكافحة الإرهاب laquo;بأن كل بلاء الإرهاب من الإسلام السياسي وجماعة الاخوان المسلمينraquo;.
وتأتي الأحداث الإرهابية والتحريضية والتآمرية تباعاً في مملكة البحرين وينهض الحكم بعزم لقطع دابر التطرف والإرهاب والأخذ بيد المؤسسة الدينية إلى طريق التسامح والإصلاح.. ووجه جلالة الملك الجهات الحكومية المسؤولة عن الشؤون الدينية إلى laquo;إيلاء مزيد من العناية لمنابرنا الدينية والحرص على ان لا يعتليها إلا من تتوفر فيه الكفاءة العلمية اللازمة والمواطنة الصالحة والخُلق الحسنraquo;، وأكد صاحب السمو ولي العهد laquo;على استرداد المنابر للحيلولة دون اختطافها من مُسيس غير مؤهل أو من خطيب أضل طريقه بعيداً عن مصالح الأمة، وقال صاحب السمو رئيس الوزراء: laquo;ستقوم الحكومة ممثلة في الأجهزة المعنية بالشؤون الدينية على جعل المنبر الديني البحريني مكاناً يعتليه فقط من هو قادر على تكريس قيم التسامح والاعتدال.. ومُنبذا لكل من يستغله ويطوعه لتحقيق مآرب فئوية ضعيفة لا تخدم المصلحة الوطنيةraquo;.
لقد بلغ زبى التحريض والإرهاب والتآمر على مقدرات أمن الوطن مدى خطورته بحيث لا يمكن السكوت عليه أو الارتخاء أمامه وهو ما راح يتضافر عزماً وطنياً حكومة وشعباً على تحييد منابر العبادة عن السياسة والتدخل في شؤون القضاء وتطهيرها من أهواء التطرف والإرهاب والطائفية.. وانه من الضرورة بمكان أن لا ننجرف في منطلقات طائفية ndash; كما نراه في بعض الصحف ndash; ونحن نقوم بهذا العمل الجليل في تحييد المؤسسات الدينية عن المؤسسات السياسية وتصفية بؤر الإرهاب والتطرف.. من واقع عقلاني ورؤية موضوعية بأنه لا يمكن تحرير المؤسسات الدينية وتجفيف منابع الإرهاب والتطرف والطائفية بأساليب متطرفة وتدابير يُشمُ منها روائح الطائفية البغيضة!