الحكومة الكويتية تريد احتواء التوتر بين السنة والشيعة عقب تصريحات مهينة لشيخ شيعي بحق ام المؤمنين عائشة

الكويت

حظرت الكويت الاحد التجمعات العامة في البلاد للحد من تصاعد التوتر بين الشيعة والسنة على خلفية تصريحات ادلى بها ناشط شيعي في الخارج، فيما ستقرر الحكومة في اجتماع مجلس الوزراء المقبل برئاسة الشيخ جابر المبارك ظهر اليوم الاثنين مصير جنسية المتهم ياسر الحبيب وخطة الإجراءات الحكومية تجاه كل من يثير الفتن في المستقبل.
وأكد رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ جابر المبارك أن 'المسؤولية تحتم على الجميع التصدي لمن يدعو للفتنة، ويجب أن نعتبر من الدول المحيطة التي تأثرت بالتوتر الطائفي منوها أن لا توجد فئات في الكويت وأن جميعنا مواطنون كويتيون' حسبما ذكرت وكالة الانباء الكويتية.
وأعرب المبارك أنه لن تمس الحريات العامة التي كفلها الدستور، مؤكدا أن 'الحكومة لن تمنع أي ندوة أو تجمع ولكننا حازمون فيما يتعلق بإثارة الفتنة'.
وأصدرت وزارة الداخلية صباح امس بيانا استنكرت فيه الندوات والتجمعات ودعوات للتجمعات تمس بالوحدة الوطنية، أهابت وزارة الداخلية بالمواطنين التقيد بالقواعد المنظمة للتجمعات وذلك حرصا على أمن واستقرار البلاد وصونا للوحدة الوطنية ودرءا للفتن وفقا لقانون رقم 65/79 في شأن الاجتماعات العامة وفقا لحكم المحكمة الدستورية 1/5 لسنة 2006.
وقال مدير الادارة القانونية في وزارة الداخلية الكويتية العميد اسعد الرويح في مؤتمر صحافي قرأ خلاله بيان الحظر 'هذه فتنة ويجب ان توقف'. واشار البيان الى حظر 'اي موكب او مظاهرة او تجمع في الشوارع والميادين العامة والتي يزيد عدد المشاركين فيها عن عشرين شخصا'. واشار الرويح الى ان المخالفين يواجهون عقوبة بالسجن سنتين مشددا على ان وزارة الداخلية 'تمارس دورها' انطلاقا من 'حرصها على امن واستقرار البلد'.
وكانت الحركة الدستورية الإسلامية أجلت ندوتها المقرر عقدها امس ليوم واحد فقط وذلك بعد تلقيها تأكيدات مباشرة من رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ جابر المبارك بإصدار قرارات هامة تجاه ياسر الحبيب. وكان النائب جمعان الحربش قال بأن الحركة الدستورية ستقيم ندوة دفاعاً عن أم المؤمنين يوم الأحد في ديوان الدويلة مؤكدا أنهم لن يطلبوا الإذن من أحد. وتابع الحربش نحن أحرص الناس على الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن على الحكومة أن تتوقف فوراً عن الإجراءات غير الدستورية.
من جهته أكد النائب وليد الطبطبائي مد يد التعاون مع الحكومة وعلى أثرها تم تعليق الندوات لهذا الاسبوع إلى حين انتظار قرارات اجتماع مجلس الوزراء يوم غدا. ونوه الطبطبائي أنه سيقيم تلك القرارات وبعدها سيتجتمع يوم الثلاثاء المقبل بمكتب النائب هايف المطيري ليرى مدى قناعة ورضى الشارع الكويتي بها.
وكان الناشط الكويتي ياسر الحبيب قد ادلى بتصريحات مهينة تناول فيها عائشة زوجة النبي محمد، واقام في شهر رمضان احتفالا في لندن والسبب الداعي للاحتفال هو يوم وفاة أم المؤمنين عائشة بنت ابي بكر الصديق، ووصفها بعدوة الله وعدوة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم. واتهمها بانها 'هي من قتلت رسول الله عليه الصلاة والسلام'، واتهمها 'بأنها تتعذب في النار وتأكل الجيف وهي معلقة من رجليها وهي تأكل من لحم جسدها'.
ويقيم الحبيب في لندن منذ 2004 هربا من حكمين بالسجن عشرة اعوام صدرا بحقه. واثارت تصريحاته عن زوجة الرسول عائشة موجة تنديد في الاوساط السنية التي دعت الحكومة الى طلب استرداد حبيب او نزع الجنسية عنه، في حين طالب نواب شيعة باتخاذ اجراءات مماثلة بحق ناشطين سنة ينتقدون الشيعة.
وهدد نواب اسلاميون سنة بطلب استجواب رئيس الوزراء او وزير الداخلية في حال لم تتحرك الحكومة ضد ياسر الحبيب. وافادت مصادر امنية بان الشرطة الكويتية استجوبت ناشطا سنيا متهما بتهديد بقتل نائب شيعي. ويشكل الشيعة ثلث الكويتيين البالغ تعدادهم 1,1 مليون نسمة. وهم ممثلون في مجلس الامة بتسعة نواب من اصل 50، وفي الحكومة بوزيرين من اصل 16.
وهاجم عدد من أبرز رجال الدين الشيعة في السعودية، الشيخ الحبيب والسيد مجتبى الشيرازي المقيمين في العاصمة البريطانية ووصفوهما بالانحراف وإثارة الفتنة والجهل والسفاهة والعمالة للقوى المعادية للاسلام.