سمير عطا الله

هل يجوز، أو يليق، أن تصف بلدا بأكمله، أو شعبا برمته، وصفا واحدا؟ ليس على ما أعرف. لذلك أطلب السماح في أن أنتقد اليونانيين. برمتهم؟ أجل، ربما باستثناء رئيس الوزراء، جورج باباندريو، الذي قابلت غير مرة والده، أندرياس. وهذا الشبل ليس من ذلك الذئب.

لا أعرف، إذا كنتم تتابعون أخبار اليونان، أو إن كان يهمكم متابعتها. أنا أفعل ذلك لأسباب، بعضها مهني إلزامي، وبعضها عاطفي وحكايات زمان! زمان أوي. ولا تمر فترة قصيرة إلا وأرى الشعب اليوناني نازلا إلى ساحة الدستور في أثينا، يتظاهر، أو يحرق السيارات (3 قتلى في آخر مظاهرة) مطالبا بإلغاء إجراءات التقشف التي فرضها جورج باباندريو، الذي تعلم التوفير من أمه الأميركية، لا من والده الاشتراكي الذي بذر أموال الناس وأموال البنوك وأموال الدولة.

11 مليون بشري عليهم ديون مجموعها 1.2 تريليون دولار. كل يوناني عامل مدين بربع مليون دولار. ثلث العاملين يدّعون أن دخلهم السنوي دون 12 ألف يورو، لكي لا يدفعوا الضرائب. بمن فيهم جراحو التجميل الذين يحصلون على أكثر من مليون دولار. شركات العقار التي يفترض أن تدفع 15 مليون دولار، تدفع 2000 دولار. كل موظف ضرائب يحاول التحقيق في مداخيل كبرى وتزوير كبير، تكف يده ويكف لسانه.

أرسل الصندوق الأوروبي على عجل 140 مليار دولار لإنقاذ 11 مليون راقص ومغنٍّ وعازف على laquo;البوزوكيraquo;. ماذا ستؤثر 140 مليارا في 1.2 تريليون؟ أي ألف و200 مليار. واليونانيون يتظاهرون في ساحة الدستور في النهار لأنهم يريدون السهر على تلة laquo;البلاكاraquo; في الليل. 11 مليون صرّار يريدون أن يرقصوا على أمجاد أجدادهم وحساب بقية الأوروبيين. ولم يكفوا عن إصدار سندات على خزينة فارغة. ولا توقفت شركات التدقيق الأميركية المتخصصة عن خفض قابلية اليونانيين للتسديد أو للوقوف على أقدامهم. لأنهم كلما وقفوا رقصوا وغنوا وكسروا الصحون في بلاد البوزكوكيا. أو البزق. وعليهم اللعنة، فالبزق أحب آلة موسيقية عندي. وذات زمن كان العشاء في laquo;البلاكاraquo; هو أيضا كذلك.