علي مجيد

لمن نوجه اللوم بعد تفجيرات الاسكندرية الدامية ليلة رأس السنة الميلادية، التي خلفت مصرع اكثر من 20 وجرح اكثر من 50.
هل نلوم الفاعل الذي راح يفجر الابرياء ناسفا كل معاني الانسانية وكل نقاط حقوق الانسان؟ أم نلوم المجتمع الذي يقصد أو بغير قصد يورث لنا مثل هؤلاء الذين تكون ادمغتهم مغسولة ومختلطة بالحابل والنابل، فلا يميزون ما هو انسانيا ولا ما هو حيوانيا.
حين تتجدر ثقافة laquo;اقتلوهم حيث ثقفتموهمraquo; دون تبان المعنى الحقيقي ومعرفة أسباب النزول، فإنك تهيئ الارضية لارتكاب أبشع انواع الظلم البشري، بارتكاب أسخف الأعمال وأجرمها.
حين يصعد على المنابر من لا يعرفون الناسخ والمنسوخ، ولا القريب والاقرب، ولا الصعب والاصعب، فإن النتيجة ستكون عكسية على المجتمع.
فتراه في خطابه يشرق ويغرب، ويحسب الناس جميعا اعداء، وهم الناجون من عذاب الله فقط، ويقسم الناس بحسب هواه وكأنه قسيم الجنة والنار، فكل الناس له أعداء ومشركون، ومن يتبعه فإن طعامه وشرابه في الجنة من كف أطهر وأشرف الناس.
أبهذا المنطق والحكم تريدون ان تسود المحبة ويعم الفلاح، وبهذا الخطاب تريدون ان ينتشر السلام؟! كلا والله فلن نورث إلا العار على أمتنا مادام جهالها أصبحوا أعلاما، وأعلامها أصبحوا في صمت وسبات.
لن أقول إلا كفوا عن دغدغة مشاعر الناس، وتعلموا كيف تنشرون ثقافة المحبة التي جاء بها السلف الصالح، فحين يقول سيد البلغاء ان الناس صنفان، فتصنيفه خلاف تصنيف السفهاء منا، الذين لا هم لهم إلا تصنيف معي وعدوي، ان تصنيفه البليغ الحكيم خلاف ذلك تماما، فيكمل خطابه ويقول laquo;الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلقraquo;.. أتفهمون معنى الحديث ياسادة .. أتمنى ذلك!.