محمد خالد
ldquo;بالسيف جاءوا، بالسيف يذهبونrdquo;
( . . .)
إنه أضعف الإيمان . . أسْمِعوا العالم بأعلى الصوت ldquo;نسحب اعترافنا بrdquo;إسرائيلrdquo; . . فلسطين كلها . كلها لناrdquo; . شعار واحد: ldquo;الأرض مقابل الرحيلrdquo; فليعد لصوص الأوطان إلى أوطانهم الأصلية .
قاوموا أي ضغط أمريكي أو غير أمريكي من أي جهة كانت، فالشعب العربي مرفوع الرأس لا ينحني لأحد . تذكروا موقف ديغول أثناء قيادته -وحيداً من لندن- حركة المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي لبلاده أثناء الحرب العالمية الثانية . كان أثناءها يتعرض لإملاءات تشرتشل ومضايقاته . . يومها قال كلمته المشهورة: ldquo;لقد كنت أضعف من أن أنحنيrdquo; .
لا تكونوا أقل من ldquo;ديغول فلسطينيrdquo; . اصلبوا هاماتكم أمام العدوين الصهيوني والأمريكي .
الوصايا الفلسطينية العشر مقسومة مناصفة إلى اثنتين:
خمس وصايا: اسحبوا الاعتراف بrdquo;إسرائيلrdquo; .
وخمس وصايا: لا تصالح، لا تصالح، لا تصالح، لا تصالح، لا تصالح .
ldquo;إسرائيلrdquo; استعمار استيطاني مجرم، وكل استعمار -يُعلّم التاريخ- إلى زوال . هل هذه الدعوة هي أحلام وردية لحالمين فقدوا ارتباطهم بالواقع والواقعية؟ على جدار برلين قبل أن يُهدم كتب أحدهم: من لا يحلم لا يستطيع أن ينتصر . . نعم، نحن نحلم جيداً بتحرير فلسطين، ونحن نعتقد أن القيادة الفلسطينية أيضاً تحلم بتحرير فلسطين، ولكن الشرط الأساس ldquo;لكي تحقق أحلامك، عليك أولاً أن تستيقظrdquo; .
وأول اليقظة هو سحب الاعتراف بrdquo;إسرائيلrdquo; وعدم الإقرار بشرعية امتلاكها لشبر واحد من فلسطين .
إن المشروع الصهيوني، المتفوق حالياً، يسير بخطى حثيثة نحو مأزقه التاريخي في الخيار بين اثنين: الاندماج بالأغلبية أو الاقتلاع من الجذور . ويبدو أن عقلية ldquo;الغيتوrdquo; التاريخية لدى اليهود وفائض القوة الذي يعتقدون أنه في خدمتهم حالياً، ستقلص خيارهم بالاندماج إلى الصفر ولا يبقى أمامهم سوى الرحيل ثم الاقتلاع من الجذور .
شجاعة التصرف:
نُهدي القيادة الفلسطينية نصيحة جيمس كالاغان قوله: ldquo;القائد يجب أن يمتلك شجاعة التصرف ضد نصيحة خبيرrdquo;، وربما ضد نصائح خبراء يلتصقون بكراسي مصالح شعارهم ldquo;المفاوضات أقل تكلفة من المقاومةrdquo; . وباعترافكم فإن 20 سنة ldquo;مفاوضات بلا مقاومةrdquo; قد أوصلتكم إلى الحضيض .
إن خمسة أخوة لكم في الجزائر قادوا حرب تحرير مظفرة ضد طغيان فكرة عارمة تقول: كيف لمجتمع زراعي متخلف أن ينتصر على مجتمع استعماري استيطاني عمره 130 سنة؟ مجتمع صناعي متفوق بكل المقاييس السياسية والعسكرية والاقتصادية والنووية ما عدا قوة إرادة البقاء التي تفوق فيها الشعب الجزائري على الغزاة، وقاد حرباً من أشرس حروب التحرير في التاريخ ودفع ثمنها مليون ونصف المليون من الشهداء .
فلسطين ليست استثناء، ويستحق تحريرها ملايين الشهداء . هل نحلم؟ نعم نحلم، فليس لدينا أي شك بأن أحفادنا العرب سيجعلون الحلم واقعاً حقيقياً .
اليهود هم ضحايا النازية الألمانية، والفلسطينيون هم ضحايا النازية اليهودية، وكما لخصها الراحل إدوارد سعيد: نحن ضحايا الضحايا .
كثيراً ما يتبنى المغلوب طبائع غالبه، وقد تبنى اليهود شراسة الغالب النازي وطبقوه في فلسطين . إن بناء المستوطنات المسلحة والطرق الالتفافية والحواجز ونقاط التفتيش والجدران الاسمنتية العازلة إنما هي نسخة مكررة مما فعله الألمان باليهود وبعض البلدان التي احتلوها وكانت تقطنها جاليات ألمانية، وما استتبعها من جرف الأراضي وهدم البيوت والتهجير الجماعي للاثنيات . المغلوب يقلد الغالب .
إن مزبلة التاريخ تسع جميع أنواع العنصرية في العالم (النازية، الفاشية، الصهيونية . .) .
فقط علينا أن نؤمن بأنه مثلما أن تكاليف الحرية أرخص من تكاليف القمع، فإن تكاليف التحرير أرخص من تكاليف الاحتلال .
همسة في أذن ldquo;حماسrdquo;:
نختلف مع ldquo;حماسrdquo; على الكثير . نختلف على انتقالها من المقاومة إلى الممانعة في ظل هدنة غير موقعة ومفتوحة مع العدو الصهيوني . نختلف على الإجراءات الاجتماعية القمعية ضد مجتمع غزة المدني . نختلف على السعي لإقامة إمارة دينية في ظل نظام بوليسي ظالم . ونختلف على محاولة عسكرة مجتمع مدني بالقوة المسلحة . لكننا نتفق مع ldquo;حماسrdquo; على نقطة جوهرية هي عدم الاعتراف بrdquo;إسرائيلrdquo; ونطالبها بعدم الرضوخ لأي ضغوط لإجبارها على الاعتراف مهما قدم لها من حزمة مُغريات . وإذا ما خُيّرت ldquo;حماسrdquo; بأن تبقى في الحكم مع ضمانات أمريكية أو ldquo;إسرائيليةrdquo; مقابل الاعتراف بrdquo;إسرائيلrdquo;، فأشرف لها تاريخياً أن تتخلى عن كرسي الحكم ولا تُقدم على الاعتراف مهما كانت المغريات . هذا خط أحمر، إذا قطعته ldquo;حماسrdquo; فإنه السقوط إلى القاع .
اللاواقعي:
عودة إلى الشعار ldquo;اللاواقعيrdquo; الذي سنُتّهم به: سحب اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بrdquo;إسرائيلrdquo;، فقد أثبتت مفاوضات 20 سنة أنها كانت مفاوضات خاطئة - في الوقت الخطأ - في المكان الخطأ - في الشعار الخطأ - بالمفاوض الخطأ .
لقد لخصت كبيرة الصحافيين في البيت الأبيض هيلين توماس حل القضية الفلسطينية في جملة مفيدة دفعت ثمنها بالاستقالة تحت ضغط اليمين الأمريكي واللوبي الصهيوني، إذ قالت: ldquo;حل قضية الصراع العربي - ldquo;الإسرائيليrdquo; ينتهي بعودة ldquo;الإسرائيليينrdquo; اليهود إلى بلادهم الأصليةrdquo; . لا تكونوا أقل فلسطينية من هيلين توماس .
الانتصار النهائي هو تراكم الانتصارات الصغيرة والأخطاء الكبيرة معاً . يقول نابليون: ldquo;النصر لا يكون لمن يملك آخر رصاصة، بل من يملك آخر قرشrdquo; . وإذا لم يكن آخر قرش موجوداً، فالنصر يكون لمن يملك آخر نقطة دم .
شعب فلسطين يبشركم بالنصر مهما طال الزمن .
التعليقات