فيسك: نظام الاسد لن يسقط الا عندما تنقلب الدبابات عليه والحديث عن رحيله القريب متفائل
لندن
اصبح رحيل الرئيس السوري بشار الاسد مؤكدا بعد ان اجتمع عليه اصدقاء الامس واعداؤه التقليديون، فمن ناحية دعاه الملك عبدالله الثاني كي يتنحى لصالح شعبه وحذر بعبارات قوية من سيناريو اسوأ من العراق، ومن ناحية اخرى شددت تركيا اللهجة وحذر رئيس وزرائها طيب رجب اردوغان الاسد من انه صار يمشي على حد السكين، وتحدث الامير السعودي تركي الفيصل بنفس الطريقة، اما اعداء الاسد التقليديون وهم المعارضة الداخلية والخارجية فقد اقتربوا من تحقيق انتصارات جديدة واصدقاء جدد على طريق الاعتراف وكانت دعوتهم لروسيا صورة عن الحراك الذي اصبحت المعارضة تخوضه.
على الصعيد السياسي والعسكري، فلاول مرة يناقش المسؤولون الاتراك فكرة منطقة عازلة بين البلدين مما يعني تدخلا عسكريا مباشرا، ودعت منظمة مراقبة حقوق الانسان في سورية الى منطقة عازلة على غرار ما حدث في ليبيا، ومطلب المعارضة بتدخل دولي كان منذ البداية وما ان يتم تداول مناطق آمنة او عازلة على مستويات رسمية فان الملف السوري يمضي نحو التدويل وتدخل مباشر من الدول الغربية وكما هو الحال في السابق بدعم عربي يهيىء له الطريق.
ومع ان الخيار العسكري او التدخل سابق لاوانه الا ان مطالبة الحكومة التركية بشار الاسد الاعتذار عن الهجمات التي قامت بها الجماعات الموالية للاسد على قنصليات تركيا مؤشر بأن انقرة لن تقف مكتوفة الايدي ان تكرر الفعل نفسه. ونقل عن مسؤول تركي قوله ان حماية المدنيين هو امر مهم لكنه يجب ان يتم من خلال قرار دولي.
ومع ذلك تظل المواقف التركية لحد الآن رمزية، كما ان مقابلة مسؤول روسي لوفد من المجلس الوطني هي اشارة عن نفاد صبر الحكومة التركية بنظام الاسد. وحتى الآن تعول الدول التي تطالب الاسد بالتنحي على العقوبات الاقتصادية من مثل تلك التي تحدثت عنها تركيا وفرضها الاتحاد الاوروبي، من وقف استيراد نفط سورية، ومن توقف السياحة لسورية بشكل تام مما سيؤثر سلبا على الاقتصاد.
ونظرا لاستبعاد كثير من الدول الغربية حلا على الطريقة الليبية لكنه يتوقعون ان يتم التدخل اضافة الى المناطق العازلة ارسال الامم المتحدة مراقبين دوليين وممثلين عن منظمات حقوق الانسان للتحقيق في جرائم الحرب.
وعلى الرغم من العزلة العربية والدولية التي صار يعيشها النظام فان الاسد لا يزال يحظى بدعم عدد كبير من رجال الاعمال ومدينة حلب وقطاعات واسعة في دمشق اضافة الى الاقليات الدينية والعرقية التي تخشى ان يتكرر السيناريو العراقي، خاصة ان الحكومة السورية عززت من فكرة ان رحيلها سينتج عنه العنف والفوضى.
وفي حالة استمرار العنف والتظاهرات اضافة الى انهيار الاقتصاد فان الدعم للاسد قد يتبدد، وبحسب محلل نقلت عنه صحيفة 'لوس انجليس تايمز' فانه مع تبدد الثقة بالنظام فان الداعمين له سيبدأون بالبحث عن مخرج يحميهم.
وعلى الرغم من تزايد الدعم للمعارضة فان خروج الاسد سيكون صعبا حسب البعض عن طريق المعارضة التي تطالب بدعم خارجي وليست لديها القدرة الكافية على مواجهة جيش منظم.
ويرى تحليل للكاتب المعروف روبرت فيسك ان الاسد سينهار عندما تبدأ الدبابات بالتحرك ضده اي من خلال انقلاب عسكري وكتب في مقال له في صحيفة 'اندبندنت' جاء فيه انه عندما طلب منه التلفزيون الرسمي السوري بداية هذا الشهر مقابلته وافق قائلا انه كل ما سيقوله ان يعجبهم وان اي حذف سيتم عرضه على صحيفته، وقال للتلفزيون ان الوقت ينفد من يد الاسد بسرعة وان الشعوب العربية لم تعد تقبل ان تعامل كانها اطفال، واشار الى ان هناك قدرا من المعارضة العسكرية او التمرد ضد النظام.
وطالب بدخول الصحافيين الاجانب لزيارة مدينة حمص والمناطق الاخرى التي تظهر افلام في يوتيوب ان المحتجين تعرضوا فيها لاعتداءات من الامن.
وعندما لم تعرض المقابلة في حينها تبسم ولكنها فيما بعد عرضت بشكل كامل بما فيها التعليقات حول الاسد. ويتساءل فيسك عن السبب اذ كان الرئيس نفسه قد وافق على عرض المقابلة ام ان اطرافا من الحكومة ارادت ان تظهر المدى الذي وصلت اليه الحرب الاهلية وخطورة الامر.
ويرى فيسك ان الاسد على الرغم من كل التحليلات التي تصدر عن الخارجية الامريكية التي يصفها بانها مركز بحث وما يتردد عن الجانب الاوروبي والجامعة العربية التي وصفها سابقا بالعقم والعجز فان الاسد لن يرحل في وقت قريب.
وحتى تصريحات الملك عبدالله الثاني فقد تم تعديلها من قبل الاعلام عندما قالت 'بي بي سي' انه قال ان على 'الاسد التنحي' وهو في الحقيقة قال انه 'لو كان مكان الاسد، فانني سأتنحى'، وعلق على ما ورد في مقابلات العاهل الاردني ان رحل الاسد فيجب ان لا يتم استبداله برموز من نفس النظام.
ويقول الكاتب ان التصريحات المبالغ فيها والصادرة من الغرب هي قائمة على افلام 'يوتيوب' ولا علاقة لها بما يجري في الميدان، وفيها قدر كبير من التفاؤل.
ويضيف صحيح ان هناك منشقين من الجيش ولكن الثورة لا يتم تحقيق النصر فيها باستخدام عدد من الكلاشينكوفات واي كي ـ 47. ولا يوجد هنا الكثير منها كما ان الاسد ليس القذافي. وقال ان الدعم العسكري الروسي لن يتوقف مشيرا انه بعد تسعة ايام من الفيتو الصيني والروسي على قرار الامم المتحدة، فان مدير الخدمات العسكرية المشتركة الروسية فياتشسلاف قال انه لن يكون هنا اي قيد على تزويد سورية بالسلاح.
وقال ان روسيا ظلت تدعم النظام الليبي السابق عسكريا حتى بعد قرار 1973 وان اكثر من 3500 مستشار عسكري روسي ظلوا في ليبيا، وكانت الدولة الـ73 تعترف بالمجلس الانتقالي.
ويتحدث عن المصالح العسكرية الروسية في سورية حيث تفتح سورية ميناء طرطوس على مدار الساعة للبحرية الروسية.
وفي النهاية تساءل ان كان تهديد الجامعة العربية مهما، واجاب بلا، ولكنه علق على ما تحدث به وزير الخارجية السوري وليد المعلم من ان القرار الذي اتخذته الجامعة يعتبر خطوة خطيرة في تهديدها لسورية وان الدعم الامريكي للقرار يعتبر تحريضا ضد سورية.
ويشير الكاتب ان المصفحات تراجعت من المدن السورية وتم الافراج عن السجناء كما اعلنت الحكومة عن العفو العام عن المسلحين، ومع ذلك ظهرت صور في يوتيوب عن مصفحة معطوبة روسية الصنع اعطبها المسلحون في حمص، وصورة لسوري نصف عار يداه مقيدتان في حمص ولكن من قتله يتساءل فيسك.
التعليقات