مفرج الدوسري

في هذه الأيام العصيبة علينا أن نستذكر دور مصر وشعبها بالفخر والاعتزاز

في هذه الايام العصيبة التي تمر بها مصر المحروسة وما يعانيه الشعب المصري العزيز الذي نسأل الله عز وجل ان يمن عليه بالاستقرار والأمن والأمان يجب علينا من باب الوفاء ان نستذكر دور هذا الشعب العظيم ودور قيادته العظيمة أبان الاحتلال العراقي البغيض لوطننا العزيز، وعلينا ان نستذكر دورهم الشجاع ومواقفهم الكبيرة يوم خذلنا من كنا نظنهم السند في الملمات، علينا ان نستذكر دور مصر وشعب مصر بالفخر والاعتزاز، وان كنا نتمنى لو لم تصادف هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا ما يجري على ارض مصر من احداث مؤلمة وصدامات دامية وسلب ونهب وترويع للآمنين على ايد بعض المندسين والخارجين على القانون، كنا نتمنى ان يشاركنا الاشقاء في مصر فرحتنا بتحرير الكويت واستذكار دورهم البطولي من خلال مساهمتهم الكبيرة في حرب عاصفة الصحراء.
ان ما يجري في مصر العزيزة من تظاهرات تطالب بمحاربة الفساد وتحقيق العدل والحرية وتحسين الدخل وايجاد فرص عمل للشباب أمر مشروع اذ سار وفق الاطر المشروعة والبعيدة عن اغراق البلد في الدماء او جعلها عرضة للسلب والنهب والتخريب وانتهاك الحرمات، فمن حق الشعوب ان تطالب بما يحفظ لها كرامتها وبعينها على سبل العيش الكريم، ولكن حين ينحرف المطلب النبيل عن مقاصده بعد ان تدخلت الايدي العابثة التي تريد الدمار والخراب لمصر العروبة فان الامر يحتاج الى الكثير من الحزم والحسم، وما يحدث في مصر العزيزة جعل الفرصة موائمة لاعداء الأمة والمتربصين بقلب العروبة النابض لتنفيذ اجندتهم التي تحمل احقادهم، فبدأ العبث بأمن مصر من خلال استغلال المسيرات السلمية التي ترك لها النظام المجال ليعبر المشاركون فيها عن همومهم ويعلنوا عن مطالبهم بكل حرية ودون تعسف وقمع كسابقاتها من المسيرات التي لم يعترض النظام المصري طريقها، ولكن المؤلم في ما يحدث اليوم هو استغلال البعض لهذه المسيرات السلمية لضرب الشعب المصري وتفتيت لحمته، وقد سبق ما يحدث اليوم الكثير من الحوادث بالأمس القريب من تفجير امام احدى الكنائس، مما يجعلنا نؤكد وبكل ثقة ان قلب الأمة العربية الذي حمل همومها ودافع عن قضاياها العادلة مستهدف بدرجة كبيرة، وعلى الجميع ان يهب لنجدة مصر وشعب مصر بشتى الطرق، والا نتركها فريسة لمؤامرات المتربصين ودسائس المبغضين، وعلينا ان نعلم ان استقرار الأمة بأسرها مرهون باستقرار مصر، ومتى ما انهارت مصر فان الامة بأسرها معرضة للانهيار، فمصر ليست تونس مع فارق التشبيه وكامل التقدير لشعب تونس الشقيق، ونحن على ثقة بحكمة قادة مصر وساستها وقدرتهم على اجتياز ما هو أكبر مما يجري اليوم، سائلين المولى عز وجل ان يحفظ مصر وشعب مصر وان يلطف بهم.
lt; نقطة شديدة الوضوح:
جماعة الاخوان المسلمين في مصر تحاول استغلال الاحداث لتحصد اكبر قدر من الغنائم، فبعد ان صمت قادتها ومنظروها صمت اهل القبور لعدة ايام خوفاً من تبعات الاحداث واطمأنوا بعض الشيء انفتحت شهيتهم للوثوب الى السلطة واطلقوا العنان لألسنتهم للنيل من النظام ورجال النظام في مصر ظنا منهم انه ساقط لا محالة! وهنا يتساءَل المتابع للاحداث متى يتعلم laquo;الاخوان المسلمونraquo; الشجاعة؟ ومتى يتعلمون كيفية المواجهة المباشرة مع من يعتقدون انه خصم لهم او من لهم ثأر معه؟ الى متى وهم يختبؤون خلف الآخرين ويحرضون ثم يأتون في آخر كل منازلة مطالبين بنصيب الأسد؟! لماذا يتصرفون باستغلالية معجونة بشيء من الجبن؟ ومتى تكون لهم مواقف واضحة وجريئة؟ اعتقد انهم سيجيبون عن هذه الاسئلة بعد ان يستعيد النظام في مصر عافيته ويقوم بترتيب أوضاعه الداخلية ثم يتلفت اليهم