هيكل..... يقدم الحل للجيش ويصف قامعي المتظاهرين بالابل والحمير.. اتهام قطر والغرب بالتآمر على مصر
القاهرة - حسنين كروم
تتلاحق الاحداث بسرعة تقطع انفاس كل من يحاول الجري وراءها. وكان ابرزها رئاسة الرئيس مبارك لاجتماع وزاري مصغر لبحث توافر السلع في الاسواق، كما رئس اجتماعا حزبيا بصفته الامين العام للحزب الوطني واصدر قرارا بقبول استقالة اعضاء هيئة مكتب الامانة العامة وتعيين اخرين. وظهور وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي ومعه عدد من القادة العسكريين في ميدان التحرير، ومناقشته عدد من الشباب طلبه من المحظورة - اسف مش قصدي - اقصد الاخوان المسلمين قبول المشاركة في الحوار الدائر للبحث عن مخرج للازمة.
واجتماعات متواصلة بين نائب الرئيس عمر سليمان وممثلين عن القوى والاحزاب المختلفة واستمرار المتظاهرين على مواقفهم حتى الان من ضرورة رحيل الرئيس مبارك، وظهور مطالب اخرى بتركه يكمل مدته مع تفويضه لنائبه بممارسة سلطاته. اي ان جمعة الرحيل لم تتم. كما ان جمعة الاستقرار التي نظمها انصار الرئيس والحزب الوطني لم تكن فعالة. وسادت البلاد موجه باردة وسقوط امطار، وهذا بدون شك من تدبير الحزب الوطني. اذ يبدو انه بعد فشل معركة القادسية لجأ الى صلاة الاستسقاء لينزل المطر مدرارا على المتظاهرين في ميدان التحرير ويغرقهم. ولكنهم اسرعوا بنصب خيام.. وواصلت الصحف الحكومية بعد اقالة قادة الحزب تراجعها وتبدلت المواقف. وازداد عدد الفارين عملا بنصيحة. انج سعد فقد هلك سعيد. وبدأت الحياة تعود تدريجيا وعودة قطاع من الموظفين لاعمالهم وبدأ نشاط الاسواق والمحلات والبنوك. والى قليل من كثير جدا جدا عندنا:
هيكل مصرّ على رحيل
مبارك ويضع له خارطة خروج
بينما واصل محمد حسنين هيكل المطالبة برحيل النظام. ومما قاله بمقال له في 'المصري اليوم':
1- خروج الرئيس مبارك من رئاسة الدولة وابتعاده عن الساحة، دون اضاعة فرصة او مداورة وتعلل بالفوضى، وذلك حتى يرتفع ثقل وجوده عن المشهد كله، فاستمرار هذا الوجود تعقيد لا مبرر له، وتعطيل لما ينبغي بعده، فالشعب كله حاضر والكنيسة مضاءة والمسجد عامر والشباب هناك، واكثر من ذلك فان ذلك الرئيس لم يعد قادرا على مواجهة طرف داخلي او خارجي ولا قادرا على ان يقدم اوراق اعتماده لطرف عربي او دولي يسمع له اويقبل منه كما انمن يقول بالانتظار والصبر، لم يبق له مجال يحتمل الاستمرار ولا داعي لهذا الوقوف، لان هذا الوضع يعني ستة شهور من القلق والشك والتربص.
2 - اعلان من القوات المسلحة بمسؤوليتها والتزامها بحماية الشعب والتعهد بكامل مطالبه.
3 - اعلان قيام مجلس قانوني يمسك في يده بالشرائع والقواعد، ومعه ما يصلح من الدستور القائم، ومعه ايضا ما هو مقبول ومعمول به في عالم النور والحضارة.
4 - اعلان قيام مجلس لامناء الشعب بتمثيل محقق للشباب.
5 - اعلان قيام فترة انتقالية كافية لحوار جاد لا يضغط عليه دستور تهاوت اسسه بتهاوي شرعية من اصدروه.
6 - تشكيل حكومة قوية تجمع بين الافضل ممن يمكن الوثوق بهم وممن يعرفون الحقائق، الى جانب من يمكن الاطمئنان اليهم ممن يحملون نبض الامل. فلا يمكن لصالح هذا البلد ولا هو وقع في كل الثورات من قبل، ان يكون هناك حائط من الفولاذ بين ما كان في وطن، وما ينبغي ان يكون فيه.
7 - واضيف هنا انني احترم العسكريين الاربعة الذين وضعتهم الاقدار الان في موقع القرار، عمر سليمان واحمد شفيق ومحمد حسين طنطاوي وسامي عنان، احترمهم باعتبارهم من رجال هذا الجيش الذي لم يعد هناك الان بجانب اجيال الشباب وقوى الشعب العارف والواثق بنفسه قوة مؤثرة وفعالة في المستقبل غيره، واحترمهم وانا اعرف ان مسيرة التاريخ المصري والمستقبل هذه الساعة في ايديهم وفيها حياة الشعب ودمه وفيها الوطن ومستقبله.
اقول ذلك وانا رجل يدرك المحاذير، ويقدر المسؤوليات ويتفهم - بقدر ما هو انساني - مشاق الاختيار ومزالقه في هذا الظرف من الزمان.
وتحت درع القوات المسلحة تستطيع جموع هذا الوطن ان تهدأ، ويستطيع العقل ان يؤدي دوره، ويستطيع الامل ان يجد افقه بعيدا عن ضياع الساسة وتخبطهم، وصخب الاعلام والوانه واضوائه. فلا بد ان تتاح للشعب فرصة ان يتكلم ويسمع ويطاع ولابد ان ينفتح الطريق للتاريخ ايضا.
تحول 'قادسية' الحزب
الوطني لمادة للتسالي والتفكه
والى معركة القادسية التي خاضها الحزب الوطني لاحتلال أحد أهم الثغور التي يرابط فيها أعداء الله والوطن وهو ميدان التحرير، وفشله فيها وأصبحت عظة لمن يتعظ، إلا أن زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة 'الأهرام' وعضو مجلس الشورى المعين، وعضو المجلس الأعلى للسياسات ورئيس جمعية القاهرة للسلام الداعية إلى - والعياذ بالله - السلام مع إسرائيل، الدكتور عبدالمنعم سعيد، حولها إلى مادة للتسلية والتفكه، لماذا؟ لأنه أخبرنا يوم السبت أن حزبه الوطني قام يوم الأربعاء بثورة ثانية في ميدان مصطفى محمود ردا على الثورة الأولى للشباب في ميدان التحرير تعبيرا عن الأغلبية الصامتة، وأضاف مفسرا أسباب القادسية والسرايا التي قامت بها: 'تدخلت قوى أخرى انفلت عيارها من قسوة الشلل الاقتصادي، قادتها جماعة من نزلة السمان وهي منطقة سياحية حول أهرامات الجيزة انفلتت أعصابها من قسوة الأوضاع المادية لعائلاتها، ولحقتها جماعات أخرى على نفس الشاكلة، ولكن العيار سرعان ما انفلت تماما ودخلت جماعات البلطجية والسرقة، وهي جماعات كانت موجودة منذ نشوب الثورة، وقادت عمليات حرق مقار الحزب الوطني وأقسام البوليس، وضربت بزجاجات الكوكتيل المولوتوف عربات مدنية وهاجمت بيوتا آمنة حتى قام شباب الثورة نفسها بحماية الأحياء والمنازل'.
مسؤولون ونواب ورجال
أعمال تسببوا بأعمال العنف
ولا أعرف ان كان عبدالمنعم بعد ان كتب هذا التفسير لقادسية حزبه وقبل أن يدفع به للنشر قد توقف أمام أي مرآة لينظر إلى شكله أم لا؟ أم سيؤجل النظر فيه بعد أن يقرأ تحقيق زميلنا في 'المسائية' الحكومية رأفت عبدالقادر في نفس اليوم، الذي جاء فيه: 'تمكنت 'المسائية' من دخول ميدان التحرير ولقاء عدد كبير من المحتجين، وبعض قياداتهم الذين اتهموا مسؤولين ونوابا ورجال أعمال بالتسبب في أعمال العنف التي بدأت بعد ظهر الأربعاء الماضي وأدت إلى مصرع حوالى ثمانية متظاهرين وإصابة مئات آخرين، بهدف إلصاق تهم العنف بالمحتجين.
وأكدوا أنهم قاموا بالقبض على عشرات البلطجية وتسليمهم للقوات المسلحة، وقالوا إن البلطجية اعترفوا بدعم رجال الأعمال والمسؤولين لهم وتم ضبط زجاجات مولوتوف وسيوف وسنج وأسلحة بيضاء معهم وأنهم من بدأوا بالعنف عندما اقتحموا جموع منطقة المتظاهرين بالجمال والجياد ومعهم السيوف، وتم القبض على بعض الذين اعترفوا بدعم نواب ورجال أعمال لهم وأنهم تقاضوا مبالغ تراوحت بين خمسين ومائة جنيه في اليوم لتحويل المظاهرات السلمية إلى عنف ومشاجرات لتفريقها'.
ما حدث في ميدان التحرير كان منظماً للغاية
كما نشرت 'الأحرار' في ذات اليوم ايضا تحقيقا لزميلنا شريف حمادة، قال فيه صديقنا لواء الشرطة ووكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، فؤاد علام: 'ان ترك مؤيدين للرئيس أو للنظام لمحاولة تحرير الميدان كان مقصودا وليس تحركا عفوياً لأن التحرك العفوي فقط لو خرج هؤلاء الملايين بعد الخطاب مباشرة للشوارع، لكن ما حدث كان منظماً للغاية وبه فكر أمني وعمل منظم من قيادات، وكان مقصودا به تحرير الميدان بالقوة، إن ما حدث كان مفضوحا للجميع، فقد كشفت البيانات التي كان يصدرها الجيش أو التليفزيون المصري خطة عمل هذه المجموعات حيث صدر بيان يطالب الشباب بالعودة للمنازل وشدد على ذلك أكثر من مرة، بعده صدر بيان بالتحذير من وقوع أعمال شغب، وبعد عدة ساعات وقعت المأساة، هل أعضاء القاعدة والجماعات الإرهابية العالمية أو حتى القادمة من دول مجاورة ستأتي إلى التحرير على جمال وخيول؟ وقال اللواء محمود خليل إن قيادات الحزب الوطني ورجال الأعمال وراء مذبحة التحرير حيث شاهدت بنفسي نفس الأشخاص في ميدان مصطفى محمود وكان هناك مجموعات توجههم للتوجه الى ميدان التحرير، ان هؤلاء المجموعات كانوا يحملون عصياً وأشياء أخرى، فهل الذين خرجوا عفوياً لمناصرة الرئيس يحملون أسلحة وعصياً وشوماً لتأييده؟! هناك بعض الأشخاص شاهدوا رجال أعمال يقومون بمنح المتظاهرين في ميدان مصطفى محمود مبالغ مالية ووجبات كما أن هناك قيادات بترولية معروفة كانت موجودة في الميدان وطبعاً معها موظفوها'.
قادة ثورة الحزب الوطني
بميدان مصطفى محمود متورطون
أي أن قادة ثورة الحزب الوطني الثانية في ميدان مصطفى محمود، متورطون، وليس كما قال عبدالمنعم، ولكن كانت هناك تفسيرات أخرى، فعلى سبيل المثال شبه الدكتور اسماعيل إبراهيم في نفس عدد 'الأحرار' في عموده اليومي - يوميات مصرية - الموقعة، بموقعة الجمل، بقوله: 'يمكن أن نطلق على ما فعلته تلك الأيادي العابثة، بأمن الوطن الذين أرادوا أن يذبحوا المتظاهرين في التحرير في موقعة جمل التحرير التي سيسجلها التاريخ بحروف من الخزي والعار في وجه النظام المصري الذي لعب رجاله دورا كبيرا في تشويه وتلطيخ صورته، وما حدث في ميدان التحرير يذكرنا بموقعة الجمل التي وقعت بين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين السيدة عائشة أم المؤمنين وأنصارها من المسلمين، مع الفارق في التشبيه، والطريف أن موقعة جمل التحرير التي دبرها أنصار الفوضى وأعداء المستقبل، وموقعة الجمل التاريخية كانت في يوم الأربعاء 15 جمادى الثانية سنة 36هجرية، 7 من ديسمبر سنة 656، وهو نفس اليوم الذي دارت فيه رحى حرب موقعة جمل التحرير'.
الذين اهانوا الرئيس من ركبوا الابل والبغال
ومن الواضح ان الجمل وليس الحصان والبغل، وهي التي استخدمت في الهجوم، هو الذي اوحى لإسماعيل بالتشبيه، لكن زميلنا في 'الوفد' مصطفى شفيق كان له تشبيه وتفسير آخر، في نفس اليوم أيضا، وهو: 'الذين أهانوا الرئيس هم قادة هجوم الخيل والابل، فهؤلاء هم سدنة هبل، وهم الذين يريدون إعادتنا لعصور الظلام والتخلف، فعلى وقع حوافر الخيول ووقع الجمال كانت صيحاتهم تتعالى، وكأنهم ينصرون اللات والعزى، بينما كانت صيحات شباب 25 يناير تنتصر لمصر والتغيير والديمقراطية'.
لكن فلول جنود قادسية الحزب الوطني المهزومة، وبعد أن انسحبت فرسان الخيول والجمال والبغال، وقفوا على كوبري أكتوبر ينصحون ثوار التحرير، ويصيحون من أعلى الكوبري عليهم، كما جاء في تحقيق زميلينا بـ'المساء' الحكومية محمد منير وأحمد العسال: 'وقف مؤيدو الاستقرار على كوبري أكتوبر وناشدوا المحتجين بالعودة الى منازلهم ورددوا 'خايفين عليكو' وطالبوهم بالحرص على عودة الأمن والأمان الى الشعب فاستجاب بعض المحتجين لهم وغادروا الميدان بينما واصل البعض الآخر اعتصامهم وكان معظمهم من الإخوان المسلمين وشباب 25 يناير، وقد منع الجناح العسكري للإخوان المسلمين بعض المحتجين بالميدان من العودة إلى منازلهم'.
كيف منعوا المعونة عن الثائرين في ميدان التحرير
والغريب انه في نفس اليوم أيضا، نشرت 'الأهرام المسائي' الحكومية تحقيقا على صفحتين عنوانه - ميدان الاحتلال الإخواني الذي يسمى التحرير'، وبينما كان جنقادسية يصرخون من فوق الكوبري، كانت قوات أخرى لهم تعمل على أطراف القاهرة لمنع وصول المدد الى الثائرين في ميدان المحظورة، آسف والله، ميدان الإخوان، وهو ما اثبتته يوم السبت ايضا صحيفة حكومية أخرى، هي الجمهورية بنشرها تحقيقا لزميلنا أحمد حلمي جاء فيه: 'امتدت أحداث العنف في ميدان التحرير لتصل الى الطريق الدائري ومداخل القاهرة في أماكن متفرقة، حيث شهد الطريق الزراعي السريع إطلاق نار كثيفا من جانب القوات المسلحة لوقف اعتداءات البلطجية الذين قطعوا كل الطرق المؤدية إلى داخل العاصمة، أصيب العشرات الذين كانوا يريدون الوصول إلى ميدان التحرير للمشاركة في المظاهرات على يد البلطجية الذين استخدموا السلاح الأبيض والأسلحة النارية والسيوف وكل ألوان الترهيب، لمنع وصول المتظاهرين، تجمع اكثر من خمسة آلاف مواطن على الطريق وأخذوا يرددون الهتافات برحيل النظام الذي تسبب في هذه الفوضى، وظهور البلطجية الذين بثوا الرعب في قلوب المواطنين، وعند الشرقاوية خرج البلطجية وأوقفوا السيارات، وأجبروها على الرجوع بكل ركابها والتي كان بها ممرضات يعملن في مستشفى النيل وبعد توسلات للبلطجية سمحوا لهن بالعبور بعد تفتيش دقيق'.
راكبو الحمير حاولوا إطفاء الشعلة بالدم
أما مساهمة أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل في وصف القادسية فجاءت يوم السبت ايضا في 'الشروق' التي نشرت له حديثا مع زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي، فقال عنها وهو في غاية الاشمئزاز: 'حاولوا إطفاء الشعلة بالدم، وجدنا أسوأ ما في مصر سعى إلى محاولة قتل أنبل ما فيها، وهو ما شاهدناه يومي الأربعاء والخميس، وكان اقتحام الخيول والجمال والحمير لميدان التحرير صورة محزنة والذين فعلوها صورة طبق الأصل من الأداة التي استخدموها، حيث لا أتردد في القول بأنهم أناس لا يختلفون كثيرا عن الدواب التي استجلبوها وأطلقوها'.
والحقيقة أن استاذنا رغم دقته المشهود له بها أخطأ في الزج بالحمير في المعركة، لأن من شارك مع الخيول والجمال، كانت البغال، وهناك - كما تعلمون فرقاً شاسعاً بين الاثنين، فالحمار فيه ذكر وأنثى أما البغل فهو - والعياذ بالله - خنثى.
الحزب الوطني وقف ضد الجيش
وشهد يوم السبت فصلا جديدا من الصراع بين الجيش، وبين الحزب الوطني، الذي فيما يبدو أراد تجميع صفوفه، للقيام بثاني هجوم بعد القادسية، ولكنه هذه المرة ضد الجيش ولمنعه من اتخاذ إجراءات اكثر عمقا واتساعا، بعد أن طالت اجراءات النائب العام التحفظ على أموال عدد من قيادييه، وهم أحمد عز وأحمد المغربي وزهير جرانة، ثم رشيد محمد رشيد وهم أعضاء في أمانة السياسات، والإعلان عن بدء حملة موسعة ضد الفساد أي انها ستطال عددا كبيرا سواء من الرموز أو القادة، مع انه حتى الآن، يمكن القول ان كل ذلك خاضع للتحقيق فقط، ، وأيضا فان بدء الاتصالات السياسية بين نائب الرئيس عمر سليمان وأحزاب المعارضة والقوى السياسية الأخرى، خاصة الإخوان المسلمين، وإبعاد الحزب الوطني عنها، رغم انه صاحب الأغلبية والحكومة ،ثم قيام وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي ومعه عدد من القادة العسكريين بزيارة ميدان التحرير والالتقاء مع المتظاهرين، الذين هتفوا له - حسب وصف 'المصري اليوم'، يا مشير، يا مشير، احنا ولادك في التحرير، بعدها تبادل المشير حديثا قصيرا معهم، وسعى إلى تهدئتهم، وقال، يا جماعة الرجل قال لكم انه لن يرشح نفسه مرة ثانية في إشارة الى الرئيس مبارك، ودعاهم الى مطالبة الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بقبول الحوار مع السلطة، 'قولوا للمرشد يقعد معاهم'. أي انهم ليسوا الخطر على مصر كما قال الرئيس مبارك في حديثه مع القناة الأمريكية إيه بي اس، الذي يخشى منه، إذا تنحى الآن.
'الأهرام المسائي' الأكثر شراسة بالدفاع عن الحزب الوطني
وقد لوحظ أن 'الأهرام المسائي' الحكومية نشرت الخبر في صفحتها الثانية في سطرين وثلاث كلمات، تحت عنوان - المشير طنطاوي يتفقد الأوضاع في التحرير، قالت فيه: 'قام المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والانتاج الحربي بتفقد الأوضاع في ميدان التحرير'.
و'الأهرام المسائي' هي الأكثر شراسة في الدفاع عن الحزب الوطني وكانت صفحتها الأولى فيها صورة ضخمة لمرشد الثورة الإيرانية، وعناوينها هي - عدوان فارس على مصر، امام القمع الذي يسمى خامئني ينادي إخوان البنا، تقدموا للسيطرة على حكم مصر وأقيموا الدولة الإسلامية، قال في خطبة الجمعة ان إيران يحكمها قائد إلهي عظيم، ثم أخذ يحرض الشعب والجيش على الانقلاب'.
وحين تتعمد الجريدة ذلك مع مطالبة المشير طنطاوي مرشد المحظورة - آسف والله - اقصد الإخوان المسلمين بقبول التفاوض، فالأمر لا يحتاج الى تفسير، ورئيس تحريرها زميلنا طارق حسن من الوجوه البارزة في الحزب.
'الجمهورية' توجه هجوما غير مباشر للحكومة
وإذا انتقلنا لـ'المساء' سنجد أن زميلنا في 'الجمهورية' - التي تصدر عن نفس الدار - سمير رجب - يوجه هجوما غير مباشر للحكومة - أي للجيش - لأنه لا يخلي الميدان من المتظاهرين بالقوة، عندما قال: 'فلتصدر الحكومة تعليمات حاسمة تقضي بضرورة إخلاء ساحة ميدان التحريرو ومن لا ينفذ تلك التعليمات فليتحمل ثمن عناده، ومكابرته وأوهامه، وإذا كانت الحكومة تحاول حتى الآن، أن تعالج الموقف باللين وبالإقناع وإعلان وسائل الإشادة والتقدير، فلابد أن تضع في اعتبارها على الجانب المقابل، بأن من أهم عوامل سقوط الحكومة السابقة، فقدانها لهيبتها حيث وقفت موقف المتفرج، إزاء مظاهر عديدة وأشكال متباينة حتى كان ما كان! وأحسب أن د. أحمد شفيق لا يريد أن يضع نفسه وحكومته في مثل هذا الوضع والدليل حرصه - كما أعلن أكثر من مرة - على ضرورة تحقيق النجاح. السؤال: من الذي قام بتشكيل لجنة الحكماء تلك والتي كشفت منذ البداية عن وجوه أعضائها وسارت في نفس تيار الشباب الدكتاتوريين والإخوان المسلمين بأن يسلم الرئيس مبارك جميع سلطاته وصلاحياته لنائب الرئيس ويظل 'قابعاً' لمدة سبعة شهور بلا عمل؟! من عهد إليهم بأن يسيروا في هذا التيار، بينما الغالبية العظمى من الناس ترى ضرورة بقاء الرئيس معززاً، مكرماً، ممارساً لمسؤولياته حتى نهاية فترة حكمه؟!'.
وطبعاً سمير لم يجرؤ على أن يطالب الجيش علنا باستخدام القوة ضد المتظاهرين، فوجه النقد إلى رئيس الوزراء، بل واتهمه أيضا بفقدان هيبته عندما شبهه برئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، رغم علمه بأن شفيق أطلق اكثر من تصريح بأن أحدا لن يتعرض للمتظاهرين وهو مسؤول عن ذلك، واعتذر لهم عما حدث في يوم القادسية، وأنه لا يعرف به وستتم ملاحقة كل من شارك فيه.
'الاهرام': نحن اصحاب
ثورة ايضا فتفاوضوا معنا!
وبتنسيق واضح حاول رئيس مجلس إدارة 'الأهرام' زميلنا الدكتور عبدالمنعم على لسان الحزب ان يقول للجيش نحن هنا، نحن أصحاب ثورة لابد أن تتفاوضوا معنا مثلما تتفاوضون مع أصحاب الثورة الأولى للشباب.
إذ قال بالنص عن نتائج ما حدث: 'انتهاء الحزب القائد المسيطر في مصر، وهو الحزب الوطني الديمقراطي، فلم يعد مقبولا أن تكون الحياة السياسية في مصر قائمة على عدم وجود توازن في النظام الحزبي بين حزب قائد مهيمن له أغلبية كبيرة في البرلمان منذ بداية الحياة الحزبية في النصف الثاني من السبعينات، وأغلبية من الأحزاب الصغيرة والهامشية يتراجع تمثيلها من انتخابات لأخرى، وهو ما برز جلياً في انتخابات مجلس الشعب 2010، بين حزب تبلغ العضوية فيه ما يقرب من ثلاثة ملايين عضو، وأحزاب لا تتجاوز عضويتها العشرات والمئات، ولكن الأهم من ذلك كان ما أفرزته الانتخابات المختلفة من غالبية متحكمة في صناعة القوانين كان آخرها الانتخابات الأخيرة التي لم ينجح الحزب في إقناع المواطنين بنزاهتها .رغم إدراك الكثيرين داخل الحزب الوطني الديمقراطي بعدالة مطالب الثورة إلا أنهم من ناحية رأوا أن المغالاة فيها وشطب الحزب كلية من الحياة السياسية المصرية هو حرمان لقطاعات واسعة من تاريخهم فضلا عن التاريخ المصري بحلوه ومرة يمهد لنزعات ديكتاتورية تستبعد وتجتث وتستثني.
وبعد أن قرر الحزب في بداية الثورة الأولى أن يترك المسرح لها، بل وأن يتحرك نحوها قدر ما سمح الموقف والتوافق داخل الحزب حتى جرى الوصول الى خطاب الرئيس مبارك الذي أعلن فيه قراره بوضوح أنه لن يكون مرشحا للرئاسة مرة أخرى، وكان ذلك بداية لقرارات أخرى تدور حول برنامج عمل للتحول الديمقراطي طالما دار الحلم به داخل الحزب، يبدأ من التعديلات الدستورية للمواد 76 و77، وينبغي أن يضاف لها المادة 88 أيضا، حتى نصل إلى دستور مصري مدني جديد وحديث يتماشى مع العصر والديمقراطية الحقة، وكان ذلك ببساطة هو الترجمة العملية للمطالب الديمقراطية التي أشعلتها حركة الشباب.
الثورة الثانية في الثاني من فبراير
وجرت ترجمتها إلى خطوات دستورية وعملية أخرى، وكل ذلك تحت ظلال من شبح الفوضى والتطرف، وكانت النتيجة أن فجر الثورة الثانية في الثاني من فبراير، وكان توجهها هو ميدان مصطفى محمود لكي تظهر تأييد برنامج للثورة الديمقراطية الشرعية، وهكذا شهدت مصر مظاهرات 'مليونية' من نوع آخر، تطلب الديمقراطية الكاملة والشرعية التامة ايضا، بمعنى أن يتم الانتقال السلمي للسلطة وفقاً لقواعد دستورية واضحة، لا يشكك أحد بعد ذلك في شرعية أصولها ومصادرها، تحدثت 'الأغلبية الصامتة' في البلاد، ولكنها لم تكن هي وحدها التي تكلمت، والآن فإن لدينا فرصة ذهبية لكي تلتقي الثورتان في ثورة واحدة تضع الديمقراطية والشرعية في إطار واحد، وكان ذلك ممكناً أن يكون برنامج عمل لجان الحكماء المختلفة، ودونها سوف يكون انقساماً وشرخاً هائلا، في المجتمع يستمر معنا لعقود طويلة قادمة، وربما لم يحدث في التاريخ أن كان الاختيار واضحا أمام المصريين كما هو الآن بين فرصة رائعة للانتقال الديمقراطي وتحقيق التقدم الشامل الذي يكفل الديمقراطية في إطار شرعي، أو السير في طريق آخر قد يكون شكلا من أشكال الفوضى أو التمهيد لأنواع مختلفة من الديكتاتورية والفاشية، تلك هي المسألة'.
الثورة الأولى قادها الشباب
والثانية الحزب الوطني
أي انه يهدد بوضوح، اما اتفاق بين الثورة الأولى التي قادها الشباب والثانية التي قادها الحزب الوطني، أو إثارة الفوضى، وطبعا لن يثيرها، إلا الحزب نفسه، أي انه يهدد، لا بقادسية جديدة، وإنما بعشرات القادسيات، وفي الحقيقة، فان أحدا لم يطالب باجتثاث الحزب، وإنما بديمقراطية حقيقية، وانتخابات نزيهة، ويدخلها الحزب مثل غيره، وقد يحصل فيها على أغلبية أكثر من التي حصل عليها في انتخابات نوفمبر الماضي، أي خمسة وتسعين في المائة، قد تصل إلى مائة وعشرين في المائة.
وفي نفس اليوم ايضا - السبت - صدرت عن صديقنا صفوت الشريف الأمين العام للحزب ورئيس مجلس الشورى، تصريحات لم تنشرها إلا 'الجمهورية' و'الأحرار' قالت نقلا عنه: 'ان الرئيس أبلغه في وقت سابق بعدم نيته للترشح لفترة جديدة إلا أنه صمم ألا يترك مصر الا محافظا عليها وهو ما جعله يؤخر تركه للمنصب حتى تتم التعديلات الدستورية خاصة في المادتين 76 و77 التي تفرض شروطاً معينة للترشح لمنصب رئيس الجمهورية وأنه إذا جلسنا للحوار مع الشباب بالعقل يمكن أن نصل لتعديل المادة 88 أيضا.
وحول مطالبة البعض باستحداث دستور جديد، قال رئيس مجلس الشورى إن هذا أمر مستحيل لأنه يحتاج لدراسات معينة تحتاج فترة زمنية معينة وهو ما يقل عن فترة الرئاسة بكثير. وشدد الشريف على أن الرئيس ملتزم بتنفيذ الطعون القضائية الصادرة بحق أعضاء مجلس الشعب والتي تبطل عضويتهم، مؤكدا أنه لو تريثنا سنجد أن جميع المطالب تمت الاستجابة لها مع احترام الشرعية الدستورية. وردا على سؤال حول حرق مقار الحزب الوطني في المحافظات، أوضح الأمين العام ان من قاموا بحرق المقار ليس الشعب المصري، هم من هربوا البلطجية من السجون وهم من دخلوا ودنسوا مستشفى سرطان الأطفال وهم أنفسهم من حرقوا الفنادق واعتدوا على البعثات الدبلوماسية، فالشعب المصري لا يحرق ولا يسرق 'لمبة' أو 'أبجورة' بل يعبر عن رأيه بحرية، وتعليقا على منع أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب من السفر وتجميد أرصدته في البنوك، قال الشريف إن هناك تحقيقا جديا مع عز نتيجة تقارير الجهات الرقابية التي أرسلت للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود'.
المشاركة في اللجان الشعبية لحماية الممتلكات
وفي'الجمهورية'، نقل عنه زميلنا حلمي بدر قوله: 'تم تكليف الهيئة البرلمانية للتواجد بين جماهير مصر للتصدي لمحاولات الخروج عن الشرعية أو السرقة والتخريب وتوجيه أمناء المحافظات والأقسام والمراكز المشاركة في اللجان الشعبية لحماية الممتلكات والحفاظ على الأعراض. أن هيئة المكتب تجتمع بشكل دائم لبحث تطورات الأحداث بالإضافة لعقد سلسلة من الاجتماعات للأمانات النوعية. حذر الشريف من الانفعال غير المبرر ومحاولة البعض من اصحاب الأجندات الخاصة استغلال الشباب لتحقيق مآرب خاصة، واستمرار الحوار مع الشباب وضرورة الحفاظ على الاستقرار لأنه يعني المزيد من فرص العمل والاستثمارات'.
ولم تمض إلا ساعات، إلا وجاء رد الجيش في غاية العنف، هو إعلان حل هيئة مكتب الحزب التي تجتمع بشكل دائم، وهي تضم صفوت الشريف وجمال مبارك وزكريا عزمي وصديقينا الدكتور مفيد شهاب والدكتور علي الدين هلال، وتعيين صديقنا الدكتور حسام البدراوي أمينا عاما للحزب بدلا من صفوت، وكذلك أمينا للجنة السياسات بدلا من جمال مبارك'.
معارك الثورة: 'أخبار اليوم'
تقرف من كلام هيكل
وأخيراً إلى بعض من معارك الثورة، ونبدأ بالهجوم العنيف الذي تعرض له يوم السبت في 'أخبار اليوم' أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل من المحامي فريد الديب، بسبب ما كتبه في 'المصري اليوم' فقال عنه: '- انتابني قرف شديد عندما قرأت مقال محمد حسنين هيكل، فيا شباب مصر لا تنخدعوا بكلام هذا الرجل، لأنه.
لا يهدف إلا إلى خداعكم وتضليلكم وانظروا وقارنوا وتأملوا بعقولكم الناضجة الواعية، التي يريد هيكل تخريبها وتوجيهها.
- نحو شفاء أحقاده وضغائنه الدفينة تجاه الرئيس مبارك الذي أخرجه من الجب، فتنكر له، وتربص به، وبنا وبكم الدوائر، انني أدعوك إلى العودة، الى جحرك لتنعم من قوت الشباب المسكين ودعك وأمثالك من التحريض والإثارة، لأنك أنت الذي تعريت وطار ريشك، فاغرب عن وجوهنا'.
الخلايا الأمنية النائمة
في العديد من وسائل الإعلام المسمومة
- وقرف بقرف، وفريد الديب هو الأظلم لأنه الذي بدأ، فما أن قرأ زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل ذلك، حتى وضع يديه على فمه وقال بصعوبة بالغة في نفس اليوم في 'المصري اليوم': 'أمر مثير للقرف والاشمئزاز ذلك التواطؤ الإعلامي السافر الذي يمارسه فريق الخلايا الأمنية النائمة في العديد من وسائل الإعلام المسمومة والذين يستميتون في تسويق وهم ان الذين يتظاهرون في ميدان التحرير من أجل حرية المصريين وكرامتهم هم أعضاء في تحالف شيطاني إخواني إيراني قطري إسرائيلي أمريكي، حماسي، ولم يعد ينقص سوى اتهام كوريا الشمالية لكي تكتمل أضلاع محور الشر. في الماضي كنا نناشد أمثال هؤلاء أن يراجعوا ضمائرهم، لكن الأيام الأخيرة كشفت عن خطئنا وهطلنا لأننا تصورنا انهم يمتلكون ضمائر أو معايير مهنية، أو حتى ذكاء سياسيا يخدمون به أسيادهم ببراعة'.
مسؤولو الاعلام الحكومي ضللوا كل المصريين
ولذلك وفي سبيل ايجاد منظومة إعلامية جديدة، اقترح زميلنا في 'الشروق' وأحد مديري تحريرها، وهو عماد الدين حسين على نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بعضا مما هو آت: 'إذا اتفقنا على أن هناك فترة انتهت وأننا بصدد مرحلة جديدة بعد انتفاضة الشباب فإن المهمة الأولى التي ينبغي على نائب رئيس الجمهورية السيد عمر سليمان أن ينفذها هي نسف معظم الجهاز الإعلامي أشخاصا وتفكيرا وأسلوبا.
على كل ما سبق، فعلى الحكومة الجديدة أن تطلب وتأمر من رؤساء التحرير الذين تعينهم وتعطيهم رواتب ومميزات خرافية من أموال دافعي الضرائب ان يتحروا الدقة، وينقلوا اليها الواقع كما هو، حتى يمكنها أن تعالج الأخطاء أولا بأول.
على السيد عمر سليمان أن يتذكر أن معظم مسؤولي الإعلام الرسمي هم الذين طبلوا وزمروا بأن الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت نزيهة، وبعضهم 'أفرد' الصفحات للسيد أحمد عز لكي يشرح نظرياته التي تمكن عبرها من اكتساح الانتخابات.
الآن تبين لنا بوضوح أن المسؤول الرئيسي عن إحباط الشباب كان هو السيد أحمد عز، ولم يكن السيد أحمدي نجاد، الذي قمع الناس وأساء اليهم في أقسام الشرطة وعذبهم هو السيد حبيب العادلي وبعض مساعديه، ولم يكن إسماعيل هنية وأعضاء حركة حماس، الذي سرق واغتصب أراضي الدولة وراكم ثروات طائلة هم مجموعة صغيرة من رجال الأعمال الفاسدين وليس حسن نصر الله وكوادر حزب الله اللبناني.
الذي عطل وجمد الحياة في مصر بحجة الاستقرار هو الرئيس حسني مبارك وليس باراك أوباما وأمير قطر وقناة الجزيرة.
'الاخبار': مؤامرة الامريكان والاوروبيين
لا، لا، بل مؤامرة شارك فيها الأمريكان والأوروبيون وهو ما قال به أمس - الأحد - في 'الأخبار' زميلنا محمد عبد المنعم، لأن الرئيس مبارك، رفض الخضوع لهم، وقال: 'كما أشعلها شباب الفيس بوك، كان نفس الشباب هم الذين أخمدوا جذوتها المستعرة، عندما بادروا بالاتصال بالتليفزيون المصري ليكشفوا لنا حقيقة ما حدث وحقيقة وواقع ان من يسيطرون الآن على ميدان التحرير هم أعضاء المحظورة، وغيرهم من عناصر انتهازية محلية وعربية وأجنبية وكلهم من الفوضويين والمخربين بذلك نكشف خمسين في المائة من أبعاد هذه المؤامرة أما باقي النسبة فيتمثل في هذا التأهب الأجنبي المريب الذي قفز على الأحداث منذ يومها الأول بقيادة الحليفة واشنطن وفي ذيلها بريطانيا العظمى وباقي دول الغرب بدرجة أو بأخرى جميعهم انقلبوا علينا، ولن تتوقف المؤامرة بعد. ويقيني ان وسائل الإعلام الغربية ستشن علينا حملة حقيرة، يحاولون خلالها تشويه صورتنا ورموزنا على غرار ما قامت به قناة الجزيرة عند بداية المؤامرة. الله الله يا مصر'.
المهم، أن عبد المنعم لا يزال يستخدم كلمة المحظورة. أيضا قال زميلنا صلاح قبضايا في نفس العدد: 'الأصدقاء في واشنطن لا ينسون رفض النظام المصري قبول قاعدة أمريكية على أرض مصر، مثلما لا ينسون رفض استخدام الأرض المصرية في عملية عسكرية ضد ليبيا أيضا، الأزمة الأمريكية مع الأشقاء هناك مثلما رفض ذلك بالنسبة للسودان، وأبقى النظام المصري إرادة مصر لشعب مصر مثلما أبقى العم سام على علاقاته الطيبة بالقاهرة رافعا شعارا أمريكيا يماثل قول أولاد البلد، لا أحبك ولا أقدر على بعدك'.
التعليقات