الصحافة الدولية :ردود فعل ضعيفة تجاه الأزمة الليبية... وتقلبات الأسعار خطر على الانطلاقة العالمية
عواصم
استأثرت الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تجتاح ليبيا ضد نظام القذافي على اهتمام جل الصحف الدولية، وفي ما يلي قراءة موجزة في بعض افتتاحياتها حول هذا الموضوع، إلى جانب تعليقات أخرى على اجتماع وزراء المالية لمجموعة العشرين في باريس، وارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم.
انتفاضة الليبيين
صحيفة quot;ذا هيندوquot; الهندية أشارت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء إلى أن رد النظام الليبي على الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في البلاد كان مختلفاً تماماً عن رد جاريه؛ ذلك أنه إذا كان بن علي قد لجأ إلى السعودية ومبارك قد حاول مقاومة ضغط المحتجين وفشل في ذلك، فإن رد القذافي تميز بـquot;قمع وحشيquot; إذ لم يتوان في استعمال المقاتلات وطائرات الهيلوكبتر العسكرية لمهاجمة المحتجين في العاصمة طرابلس، مثلما تقول، وأطلق عليهم مليشيات من الليبيين والمرتزقة المستوردين الذين قاموا بإطلاق النار على الحشود بشكل عشوائي.
وترى الصحيفة أن التمرد الجماعي في حالة ليبيا يعبر عن غضب عام من quot;طبيعة الدولةquot;، وليس من الفقر والحرمان؛ وذلك على اعتبار أن ليبيا بلد غني مقارنة مع العديد من بلدان شمال إفريقيا وغرب آسيا؛ ساعدته احتياطياته الضخمة من النفط على تحقيق أكبر مؤشر للتنمية البشرية في القارة الإفريقية.
ردود فعل ضعيفة
وفي هذه الأثناء، دعا مجلس الأمن الدولي نظام ليبيا إلى الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الليبي وإلى ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان. ولكنه رد فعل ضعيف وخجول، تقول صحيفة quot;لوتانquot; السويسرية ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس، شأنه في ذلك شأن موقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وذلك على اعتبار أن البيانات التي صدرت حتى الآن لا تكفي للحؤول دون وقوع quot;حمام دم على أبواب أوروباquot;، ولاسيما في ضوء الخطاب التصعيدي الذي ألقاه القذافي مساء الثلاثاء متوعداً المحتجين بسوء العاقبة. وضمن قراءتها لهذه الردود، قالت الصحيفة إن التردد الدولي في فرض السلام على النظام الليبي يعزى إلى المصالح الاقتصادية التي لدى الأوروبيين والأميركيين والأتراك والصينيين في هذا البلد النفطي. ولكن بعد تغاضيه عن النظام الاستبدادي، الذي تخلى في 2003 عن تطوير أسلحة دمار شامل وقبل بالتعاون مع الولايات المتحدة في جهود محاربة الإرهاب، تقول الصحيفة، ها هو الغرب اليوم يدفع ثمناً باهظاً بعد أن ترك القذافي يفعل ما يشاء. كما يعزى التردد إلى حقيقة أن القذافي ما زال يملك أوراق ضغط تخيف الغرب، وذلك على اعتبار أنه يستطيع إغلاق صنبور النفط في أي وقت، وهو ما يعني إجهاضاً جزئيّاً لجهود استئناف الإقلاع الاقتصادي العالمي.
ومن جانبها، انتقدت صحيفة quot;إل باييسquot; الإسبانية بشدة رد فعل الاتحاد الأوروبي على quot;المذبحةquot; التي يرتكبها النظام الليبي، معتبرة أن ذلك يبرز أن الاتحاد الأوروبي منشغل بسبل الحفاظ على الليبيين داخل حدود بلدهم أكثر من انشغاله بدعم المواطنين الذين يجازفون بحياتهم لرفع صوتهم والإطاحة بعقود من الاستبداد. كما أنه بذلك إنما يُبرز أنه لا يميز بين مهاجر ولاجئ. وفي هذا الإطار، وصفت الصحيفة ضمن افتتاحية عددها أول من أمس الأربعاء لغةَ البيان الذي صدر عن رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كاثرين آشتون، وعن مجلس الوزراء، بأنها quot;غير مقبولةquot;، معتبرةً أن الغرب ارتكب ما لا يعد ولا يحصى من الأخطاء في الشرق الأوسط، ومن ذلك اعتقاده أن الديكتاتورية أهون وأخف من تهديد التعصب والتطرف؛ والحال أن الاثنين عدوان متعارضان ولكنهما مكملان لبعضها بعضاً ويتغذى أحدهما على الآخر. واليوم حين يحتج هؤلاء الناس ضد الاستبداد معرضين حياتهم للخطر، تقول الصحيفة، لا يمكن للغرب أن يرتكب خطأ جديداً أيضاً. وquot;أوروبا، على الأقل، لا تستطيع ولا ينبغي أن تفعل ذلك، لأن هذا يمثل خيانة للمبادئ العظيمة التي يفترض أن يقوم عليها الاتحاد الأوروبيquot;.
خطر ارتفاع الأسعار
صحيفة quot;جابان تايمزquot; اليابانية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على اجتماعات وزراء المالية لمجموعة العشرين التي عقدت في العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي، اجتماعات لاحظ خلالها ممثلو الاقتصادات المتقدمة والنامية الحاضرون أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل المواد الغذائية بدأ يتحول إلى عامل خطر بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وخلال هذا الاجتماع، اتفق وزراء المالية ومديرو البنوك المركزية في اقتصادات مجموعة العشرين على تحليل أسباب التقلبات المفرطة للأسعار، وجمع بيانات إحصائية حول مواضيع مثل مخازن المواد الغذائية. ولكن الاجتماع لم يخلُ من خلافات وتميز بتعارض في وجهات النظر بين عدد من البلدان. وفي هذا الإطار، قال ساركوزي، الذي استضاف الاجتماع، في كلمته الافتتاحية إن إيلاء الأولوية لمصالح بلد ما يعني موت مجموعة العشرين؛ وإن المهم والضروري أن تنتهج بلدان مجموعة العشرين سياسة التنسيق لضمان نمو عالمي مستديم. إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى ما يرد في بعض التحليلات الإخبارية من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يقف وراء المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في عدد من بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مضيفة أن منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة تتوقع زيادة بنسبة 31 في المئة، و24 في المئة، و35 في المئة في أسعار كل من الأرز والقمح والذرة، على التوالي، بحلول 2020 مقارنة مع 2008. ثم ختمت بالقول، إن على اليابان، التي تستورد كميات ضخمة من المواد الغذائية والمواد الصناعية الخام أن تكثف جهودها للتنسيق مع مجموعة العشرين بما يضمن استقرار الأسعار.
زلزال نيوزيلندا
ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس، علقت صحيفة quot;سيدني مورنينج هيرالدquot; على الزلزال الذي ضرب يوم الثلاثاء الماضي مدينة كاريست تشُرتش بقوة 6.3 على سلم ريختر، وأسفر حتى الآن عن مقتل نحو 100 شخص، في وقت يوجد فيه نحو 226 آخرين في عداد المفقودين. وركزت بشكل خاص على الكلمة المؤثرة التي ألقاها رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي على مواطني بلده، حيث سعى إلى رفع معنوياتهم وشحذ هممهم قائلًا إن quot;هذه ليست النهايةquot;، وواعداً بأن المدينة وسكانها سيتجاوزون هذه المحنة وبأن quot;العودة العظيمةquot; قد بدأت منذ الآن. أما النقطة الثانية التي ركز عليها quot;جون كيquot; في خطابه فهي أن سكان المدينة المنكوبة ليسوا لوحدهم، وأن بقية سكان نيوزيلندا والعالم يقفون إلى جانبهم في هذه الأوقات العصيبة، ولاسيما الأستراليون، وذلك بالنظر إلى القرب الجغرافي والعلاقات الخاصة التي تربط البلدين، حيث هبَّت أستراليا إلى تقديم يد المساعدة عقب الزلزال، تماماً مثلما أسرعت نيوزيلندا إلى إرسال المساعدة وفرق الإغاثة إلى أستراليا بعد الفيضانات التي ضربت ولاية كوينزلاند مؤخراً.
إعداد: محمد وقيف
التعليقات