عادل زغلول

إن مبدأ خالف تُعرف هو الخط الذي يقيس معيار سلوك العقيد الليبى quot; معمر القذافى quot; في الكثير من توجهاته . وهذا الخط هو الذي يميزه عن بقية حكام العالم وهي حاله مرضيه إذا أضحت سلوكاً عنده وهي فعلاً كذلك ,

ومثال على ذلك: إنتقاده بريطانيا لدورها في إحتلال العراق ثم قيامه بتعيين quot;تونى بليرquot; رئيس الوزراء البريطاني.. مستشاراً له. و أيضا بإظهاره دعمه للقضيه الفلسطينيه ثم طعن الفلسطينين المقيمين في ليبيا بطردهم الى الحدود مع مصر في القرن الماضي

و طبقاً لنظريات علم النفس، حول مفهوم العقل الجمعي، فإن الشعوب العربية على اختلافها قد عاشت طوال عقود تحت مظلة الرضوخ، النابع من قدسية ومكانة عليا أكسبتها لحكامها، بحيث شغل الفرد عقلية المجموع بوصفه الهدف والغاية الواجب إتباعها، فالحاكم تحول من حالته الطبيعية في العقل الجمعي إلى عنصر غير قابل للتغير أو التبدل. مما يدل على أن الشعوب العربية كانت تمرّ بمرحلة عدم نضوج، أو طفولية سكنت العقل الجمعي عقودًا طويلة. لذا كان من البديهي أن تحاول هذه الشعوب أن تهدم ذلك الرمز الأبوي للسلطة في محاولة تاريخية للنضوج والتغيير.
زين العابدين بن علي... مبارك.... معمّر القذافي.... وغيرهم كثير، رؤساء حكموا شعوبهم سنوات طوال، زاد خلالها طغيانهم وظلمهم، ليس لكونهم مجرد حكام، ولكن بوصفهم أوصياء على الجموع أو الجماهير الشعبية التي وصلت إلى الانفجار أو نضوج الوعي الاجتماعي في غفلة من الحكام، الذين اعتقدوا أنهم يدركون التغيرات الفكرية التي قد تطرأ على شعوبهم التي صنعت منهم ألهة طوال عقود. مما أصاب هؤلاء الحكام بأمراض السلطة والاستبداد التي من أهم سماتها عدم القدرة على الفهم المنطقي للأمور، النابعة من ضلالات وخلل واضح في المنطومات الفكرية لهم، مما قد يفسر لنا ذلك العناد المرضي الظاهر على خطابات الحكام المرفوضين شعبياً، وعلى رأسهم معمّر القذافي الذي قرر أن يظل في السلطة حتى لو قضى على شعبه