نجاة المضحكي
لم يختلف ثأر المليشيات من أهل العراق عما قام به المحتجون في البحرين، وذلك عندما قطعوا لسان المؤذن البنغالي، وهو الأمر الذي يثبت بالدليل أنها ليست احتجاجات سلمية؛ بل هي ثورة مذهبية مثل ما حدثت في العراق، وذلك عندما قامت المليشيات التابعة لإيران بقطع لسان خطباء وعلماء السنة في العراق، كما قامت بكسر أو قطع السبابة لجميع شهدائهم، الأمر الذي يبين لنا بأنها ليس دعوة إلى تعديلات دستورية أو إصلاحات سياسية، أو كما يطلق عليها البعض حرية رأي، وكما تردد الآن بعض الجمعيات عندما تم القبض على بعض أعضائها. إن الأحداث التي مرت بالعراق كانت كافية ووافية أمام الأنظمة الخليجية لتتخذ الحيطة والحذر من أتباع إيران في الخليج، والذين كانوا لا يخفون هذا الولاء، حيث كانت الزيارة متبادلة بين أطراف الحكومة العراقية والجمعيات السياسية البحرينية، ومنها جمعية الوفاق، التي طالما راحت وجاءت بين حج للنجف وبين تقديم عزاء تارة، وتارة تهاني وتبريكات، وكذلك تفعل نفس الشيء في زيارتها لإيران وحزب الله في لبنان، فكان الأمر بالنسبة لنا في الخليج وفي العالم واضحاً، إلا أننا التزمنا الصمت والهدوء، وأخذنا نجاريهم ونهادنهم ونراضيهم ظناً منا بأنه سيكون لهذا العطاء والدلال له أثر ومكانة في نفس الذين لا يعرفون إلا شعارات الثأر والانتقام. ونخاطب هنا علي سلمان الذي لا يزال يردد ''سلمية.. سلمية.. لا سنية ولا شيعية''، نقول له فسر لنا ماذا يعني قطع لسان مؤذن؟ وماذا يعني التمثيل بجثة شرطي؟ هل هذا معنى السلمية التي تقصدها، أي إذا كانت هذه في نظرك سلمية فماذا إذاً ستكون الاحتجاجات العدوانية هل هي ستكون دق الأعناق بالسيوف؟ نقول لك قد حدثت، وهل هي قطع الأيادي وبتر الأصابع، فإننا نقول بأنها قد صارت، وهل هي الاعتداء على بيوت الله؟ فنقول لك إنه قد اعتدي عليها وعلى قائميها، أي يعني أن الأمر أكبر من أن تكون سلمية ولا حتى عدوانية، إنما هي أحقاد متراكمة صاغها البعض، وأخرجتها القنوات ونفذتها المليشيات، مليشيات الفيالق الإيرانية التي زرعت بذورها في البحرين منذ 30 عاماً، وها هو اليوم تينع رؤوسها وتتورد غصونها بحقد وغل يأكل أرض البحرين وأهلها. اليوم الأمر لا يقتضي فقط المطالبة بالقصاص من قام بقطع لسان البنغالي أو التمثيل بجثة الشرطي، بل هو العدالة التي يجب أن تطبق على من أخذ شعب البحرين وأرضها رهينة لشهر ويومين، نعم يجب أن تحاسب الوفاق التي أزمت الوضع في البحرين وهي المسؤولة عن ما آلت إليه الأمور ومن سكب دماء سنة وشيعة على أرض البحرين التي لم يسكب على أرضها دم بريء ولا حتى مجرم، بل كانت أرض السماحة والسلام، وأرض العافية والعفو. فكم مرة عفا جلالة الملك وصفح، لكن الأمر اليوم نعتقد قد خرج عن هذا الإطار، خرج عن إطار العفو والصفح، وذلك لأنه اليوم جاء تطبيق شرع الله وسنة رسوله، جاء اليوم الذي لا نريد أن يقول عنا العالم قد ضحك علينا، وذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح قصته باختصار ''أن أبا عزة الشاعر وقع أسيراً في يد المسلمين في غزوة بدر واستعطف النبي صلى الله عليه وسلم أن يخلي سبيله ففعل مشترطاً عليه ألا يقاتل المسلمين ولا يحرض عليهم، فلما كانت غزوة أحد خرج مع المشركين ليحرضهم ويشجعهم ضد المسلمين، فكان أن وقع في الأسر مرة أخرى، فعاد يكرر طلبه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يمن عليه فقال صلى الله عليه وسلم ''لا تذهب تهز عطفيك في مكة تقول خدعت محمداً مرتين.. لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، ثم أمر بقتله''. إذاً القصاص اليوم ليس من قام فقط بقطع اللسان ومن قام بالتمثيل في جثة الشرطي، إنما القصاص من جميع من شارك بالخطب وبالتحميس وكل من دافع بالقول أو المقالات وكل من حاول التغطية على هذه الاحتجاجات الإجرامية بأنها سلمية، وذلك لكي نثبت للعالم أننا ليس الأمة التي يضحك عليها أمثال أبا عزة
لم يختلف ثأر المليشيات من أهل العراق عما قام به المحتجون في البحرين، وذلك عندما قطعوا لسان المؤذن البنغالي، وهو الأمر الذي يثبت بالدليل أنها ليست احتجاجات سلمية؛ بل هي ثورة مذهبية مثل ما حدثت في العراق، وذلك عندما قامت المليشيات التابعة لإيران بقطع لسان خطباء وعلماء السنة في العراق، كما قامت بكسر أو قطع السبابة لجميع شهدائهم، الأمر الذي يبين لنا بأنها ليس دعوة إلى تعديلات دستورية أو إصلاحات سياسية، أو كما يطلق عليها البعض حرية رأي، وكما تردد الآن بعض الجمعيات عندما تم القبض على بعض أعضائها. إن الأحداث التي مرت بالعراق كانت كافية ووافية أمام الأنظمة الخليجية لتتخذ الحيطة والحذر من أتباع إيران في الخليج، والذين كانوا لا يخفون هذا الولاء، حيث كانت الزيارة متبادلة بين أطراف الحكومة العراقية والجمعيات السياسية البحرينية، ومنها جمعية الوفاق، التي طالما راحت وجاءت بين حج للنجف وبين تقديم عزاء تارة، وتارة تهاني وتبريكات، وكذلك تفعل نفس الشيء في زيارتها لإيران وحزب الله في لبنان، فكان الأمر بالنسبة لنا في الخليج وفي العالم واضحاً، إلا أننا التزمنا الصمت والهدوء، وأخذنا نجاريهم ونهادنهم ونراضيهم ظناً منا بأنه سيكون لهذا العطاء والدلال له أثر ومكانة في نفس الذين لا يعرفون إلا شعارات الثأر والانتقام. ونخاطب هنا علي سلمان الذي لا يزال يردد ''سلمية.. سلمية.. لا سنية ولا شيعية''، نقول له فسر لنا ماذا يعني قطع لسان مؤذن؟ وماذا يعني التمثيل بجثة شرطي؟ هل هذا معنى السلمية التي تقصدها، أي إذا كانت هذه في نظرك سلمية فماذا إذاً ستكون الاحتجاجات العدوانية هل هي ستكون دق الأعناق بالسيوف؟ نقول لك قد حدثت، وهل هي قطع الأيادي وبتر الأصابع، فإننا نقول بأنها قد صارت، وهل هي الاعتداء على بيوت الله؟ فنقول لك إنه قد اعتدي عليها وعلى قائميها، أي يعني أن الأمر أكبر من أن تكون سلمية ولا حتى عدوانية، إنما هي أحقاد متراكمة صاغها البعض، وأخرجتها القنوات ونفذتها المليشيات، مليشيات الفيالق الإيرانية التي زرعت بذورها في البحرين منذ 30 عاماً، وها هو اليوم تينع رؤوسها وتتورد غصونها بحقد وغل يأكل أرض البحرين وأهلها. اليوم الأمر لا يقتضي فقط المطالبة بالقصاص من قام بقطع لسان البنغالي أو التمثيل بجثة الشرطي، بل هو العدالة التي يجب أن تطبق على من أخذ شعب البحرين وأرضها رهينة لشهر ويومين، نعم يجب أن تحاسب الوفاق التي أزمت الوضع في البحرين وهي المسؤولة عن ما آلت إليه الأمور ومن سكب دماء سنة وشيعة على أرض البحرين التي لم يسكب على أرضها دم بريء ولا حتى مجرم، بل كانت أرض السماحة والسلام، وأرض العافية والعفو. فكم مرة عفا جلالة الملك وصفح، لكن الأمر اليوم نعتقد قد خرج عن هذا الإطار، خرج عن إطار العفو والصفح، وذلك لأنه اليوم جاء تطبيق شرع الله وسنة رسوله، جاء اليوم الذي لا نريد أن يقول عنا العالم قد ضحك علينا، وذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح قصته باختصار ''أن أبا عزة الشاعر وقع أسيراً في يد المسلمين في غزوة بدر واستعطف النبي صلى الله عليه وسلم أن يخلي سبيله ففعل مشترطاً عليه ألا يقاتل المسلمين ولا يحرض عليهم، فلما كانت غزوة أحد خرج مع المشركين ليحرضهم ويشجعهم ضد المسلمين، فكان أن وقع في الأسر مرة أخرى، فعاد يكرر طلبه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يمن عليه فقال صلى الله عليه وسلم ''لا تذهب تهز عطفيك في مكة تقول خدعت محمداً مرتين.. لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، ثم أمر بقتله''. إذاً القصاص اليوم ليس من قام فقط بقطع اللسان ومن قام بالتمثيل في جثة الشرطي، إنما القصاص من جميع من شارك بالخطب وبالتحميس وكل من دافع بالقول أو المقالات وكل من حاول التغطية على هذه الاحتجاجات الإجرامية بأنها سلمية، وذلك لكي نثبت للعالم أننا ليس الأمة التي يضحك عليها أمثال أبا عزة
التعليقات