علاء سالم


فجاة انتفضت امريكا والمجتمع الدولي لانقاذ الشعب الليبي من بطش الطاغية معمر القذافي كما ادعت ... وحشدت قواتها من طائرات مقاتلة وقاذفات قنابل وصواريخ تستخدم في التدمير والقتل فقط ؟

وبدات بغزوات متلاحقة تحت مسمي ابطال مفعول دفاعات القذافي ... واختلط الحابل بالنابل فقتلت الابرياء من المدنيين في منازلهم ... فباي حق وباي قانون سمحت تلك الدول لنفسها بذلك ... لماذا لم تتحرك هذه الدول لمساعدة اليمن او البحرين وسوريا وهما يمرون بنفس الظروف ... الفرق الوحيد هو ان ليبيا تملك البترول ... لهذا اهتمت امريكا وحلفائها بالامر ... ولو كانت امريكا والدول الاوربية والمجتمع الدولي مشغولون بقضية حقوق الانسان بالفعل ... فلماذا لم تتحرك اساطيل امريكا لانقاذ شعب فلسطين امس واليوم وغدا ... و اسرائيل تقصف غزة بالصواريخ والطائرات ... ان لهفة امريكا واوروبا علي البترول يفسر التدخل العدواني علي العراق وقتل اكثر من مليون عربي في العراق دون ذنب ... فقط لمجرد رغبة امريكا في سرقة البترول ... وبعد ان اتت علي كل بترول العراق تحولت الان الي ليبيا لسرقة البترول الليبي بدعوي انقاذ الشعب الليبي من الطاغية ... وهو نفس اللقب اللذي حظي به صدام عند بداية غزو العراق ... انه نفس السيناريو الهليودي المحكم ... لكن الفرق اليوم ان ليبيا لا يحميها احد بعد تفكك وانهيار العالم العربي بسبب فساد حكامه وحكوماته ... تلك الحكومات التي كان تدعمها وتحميها امريكا نفسها ... واذا كان المجتمع الدولي قد تحرك سريعا للمطالبة بمحاكمة القذافي كمجرم حرب ومن قبله حوكم صدام واعدم ... فان اليهودي اريل شارون تجاوز مئات المرات عن افعال الاثنين معا ولم يتحرك احد لادانته ... والسؤال الذي يطرح نفسه الان ... لماذا يتم معاقبة العرب باقصي سرعة ويترك الاسرائليين امثال شارون ونتنياهو وشيمون بيريز يفلتون بجرائمهم ... ان الجيل الحالي من شباب العرب اكثر فهما وادراكا عن ذي قبل ... والدليل اننا تفهمنا اليوم اطماع امريكا واوروبا ... وخاصة بعد ان اكتشفنا ان العراق لم يكن به اسلحة دمار من الاصل ... ان الجيل الحالي لن يسكت ولن يقبل ان يعود الاستعمار من جديد الي بلادنا ... مهما كانت الروايات والسيناريوهات السينمائية الامريكية ... ان شريط الذكريات يؤكد ان علاقتنا بالدول الاوربية وامريكا علي مر العصور علاقة عدائية ... ولا تعدو كونها صراع بين مستعمر يسعي لنهب ثروات بلادنا ... واشقاء يقتلهم الخلافات والفرقة والتفريط في حقوقهم وممتلكاتهم ... اننا لم ننسي غزوات التتار والحملات الصليبية واطماع هتلر ونابليون بونابرت والاحتلال الانجليزي الفرنسي والايطالي والبرتغالي واليوم الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والامريكي للعراق ... هذا هو تاريخ المجتمع الدولي وهم الاغلبية في مجلس الامن والامم المتحدة ومنظمة حقوق الانسان ... يستعمرون بلادنا بالقانون ... مثلما كان الرئيس المخلوع وزبانيته يسرقوننا بالقانون ... يجب ان تعلم امريكا والمجتمع الدولي ان جيل اليوم من شباب العرب ليسو كالامس ... نحن نملك مقدراتنا ... وسوف نحرر انفسنا بايدينا ولا نريد اي تدخل من الاستعمار ... ولن نسكت علي ما تفعلة امريكا من تمثيليات ساذجة ... لاننا لسنا في عهد رئيس يمنع اي انتقادات لامريكا ... ويقبع في منزله تاركا مصر مرتعا لرئيس امريكا المستعمر وزبانيته عند زيارته الاخيرة لمصر بزعم توجيه خطاب للعالم الاسلامي من قاعة جامعه القاهرة التي شهدت امجاد خطابات عبد الناصر زعيم الامة العربية .