ميرغني معتصم


إذن، تشابهت الفتن على أحمدي نجاد..
واستعصت عليه موازنات العقل والأعراف، وlaquo;استوت عنده الأنوار والظلمraquo;..
استعلائية تستنهض ذاته قبل أولئك من هم على شاكلته.
قراءة نجاد لبيان مجلس التعاون الخليجي هي ضرب من تلك التقويضية التي لا تحمي نفسها بالنسبي أو الواقع، فهي تذهب إلى المستبطن لتفضح نواياه، أو لتعري مراميه من laquo;تقيتهraquo; التي تدثر بها بلباس الدبلوماسية والبروتوكولية والرسمية.
هذه القراءة..
ضرب من اليقين أن المتحدث صاحب مشروع حصري، أفق معناه في الركون إلى الموروث التوسعي، أو هي إجهاز على ثابت الحقيقة في الواقع.
هذه القراءة..
لا تسمح بالانشراح السياسي التعايشي، وهي تعلق الاتفاق والوفاق لتفسح المساحات إلى الشقاق والنفاق، وتسد كل منافذ التهوية التفاوضية وتكتم أنفاس التاريخ، كما كتمت أنفاس laquo;الكوملةraquo; في كردستان إيران لعقود، انتظارا لمصير ذات العماد.
هذه القراءة ..
ذات نصوص إيرانية بدءا بالصفوية،الشاهنشاهية ، وانتهاء بالولاية. فإن اعتبرناها أنظمة سياسية، راودها زمن حلم الهيمنة الفارسية ووهم الاستعلائية المناطقية.
هناك أحاديث لها مضامينها، فالحديث جسد لغوي يمكن مواربته بأساليب تخفي أسراره، ولكن قد تخونه النبرة، وهذا ماحدث ويحدث عادة مع نجاد.
إن سلمنا جدلا أن للسياسة الإقليمية الإيرانية محدداتها الداخلية والخارجية، غاب عنها أنها لم تدرك ثقلها الإقليمي لتتجاوزه إلى الدولي. وبذات المكيال، تسعى لتبتدع منه صيغة لا شرقية ولا غربية، بل مسخ مشوه أرق مواطنها وأقلقها نظاما. حتم هذا النموذج الهجين، محكوميته بطبيعة التحول الأيديولوجي للنظام السياسي بعد الحالة الخمينية، وضبابية رؤيته ضمن المساحة المناطقية والقومية على نحو خاص. ويبدو أن الموقف الإيراني من مما سمي يوما بمشروع الحلف القوقازي من أجل السلام في المنطقة. وهو مشروع لم يذكر إيران بوصفها أحد مكوناته، بل وتجاهلها كليا لغياب تأثيرها الفعلي وطغيان خطابها الغوغائي.
هذه القراءة..
تبدو في ثنائية القول ونقيضه، فنجاد لم يستقرئ ثنايا التاريخ وكبواته، أتراه نسي أم تناسى أن إيران من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني؟، وأن ماقاله الصحافي الصهيوني أوري شمحوني في صحيفة معاريف العبرية في 23 /9/1997: laquo;إن إيران دولة إقليمية، ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها. فإيران تؤثر على مجريات الأحداث، وبالتأكيد على ماسيجري في المستقبل. إن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا، بل من الدول العربية المجاورة، فإسرائيل لم تكن أبدا، ولن تكن عدوا لإيران.raquo;.
هذه القراءة..
تعبئنا حيرة هل نحن على حق في جدليتنا مع إيران بأنها تستغل القضايا العربية، وتؤجج الأزمات في تضاريسها لصالحها ومصالحها. تلك السياسة التي لم نعد نستوعب هل هي عداء حقيقي، أم تمويه يذر الرماد في العيون العربية، أم غزل أعمى لن يتمخض إلا عن كوارث على منطقة الشرق الأوسط؟.