القاهرة - هالة أحمد زكي
كانت هذه هي الزيارة الأولي للدكتور أكمل الدين احسان امين عام منظمة المؤتمر الإسلامي إلي مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من ينايرrlm;,rlm; وكان اول الانطباعات التي خرج بها بعد ان ذهب إلي ميدان التحرير ،
وصلي الجمعة هناك أن الكثير من الاشياء تغيرت بعد هذه الثورة التي وصفها بأنها اهم ثورة في تاريخ مصر الحديث. ولاعجب في هذا التعبير فهو يعرف المكان جيدا ويستطيع بسهولة ان يتفهم ملامح المصريين في الشوارع, فهو في الاساس مصري المولد والنشأة والتعليم, واليوم إذا كان قد حضر إلي مصر مشاركا في اجتماع المنظمات الدولية المعنية بالازمة الليبية بجامعة الدول العربية للوصول إلي قرارات بوقف اطلاق النار وتأييد قرار مجلس الأمن1970 و1973 ووجود عملية سياسية تشمل كل الشعب الليبي لتحقيق الحكم الرشيد ووحدة الارض وسيادة الشعب الليبي, فإنه ايضا كان مستقبلا للكثير من اصحاب الافكار والرؤي علي الساحة السياسية المصرية الآن ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ود. نبيل العربي وزير الخارجية فهو مشارك ومعلق علي الكثير من الاحداث والحراك السياسي المصري, فالكثير من قضايا الداخل المصري والثورات العربية ومسألة عودة العلاقات المصرية الايرانية التي وصفها بانها دعم للتضامن الإسلامي والقمة الإسلامية التي ستراسها مصر عقب انتخابات الرئاسة المصرية ومستقبل دول العالم الإسلامي الذي تتحرك دوله السبع والخمسون داخل إطار منظمة المؤتمر الإسلامي هي محور عمله لكونه امينا عاما للمنظمة التي تضم57 عضوا بالاضافة إلي عدد من المراقبين, وتعد المنظمة الثانية في العالم بعد الامم المتحدة, ولكل هذه التفاصيل ومن أجل هذا التوقيت اجرت الأهرام حوارا معه يبدأ بمصر؟
كيف يري الثورة المصرية
اعتبر هذه الثورة واحدة من أهم الثورات حيث انها ببساطة ثورة الشعب المصري الذي يريد بناء مؤسساته القوية دون تحكم ودون استبداد, وقد التقيت بشخصيات مهمة اثناء زيارتي منهم د. نبيل العربي وزير الخارجية في أول مقابلة رسمية معه.
وان كنا قد تعاونا معا من قبل فهو احد المساهمين في عملية تطوير منظمة المؤتمر الإسلامي, وهو احد اعضاء اللجنة العليا للميثاق المعدل للمنظمة مع عدد من المفكرين السياسين ومنهم الرئيس التركي سليمان ديميريل ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق, وهو مكسب جيد للخارجية المصرية ومنظمة المؤتمر الإسلامي خاصة ان مصر سترأس القمة الإسلامية القادمة وهو موضوع حديثنا الآن.
وهل تحدد موعد القمة الإسلامية في القاهرة؟
سيتحدد الموعد عقب انتخابات الرئاسة القادمة.
علي ذكر وزير الخارجية المصري هناك تصريحات طموحة صدرت بشأن عودة العلاقات المصرية ـ الايرانية وهناك موقفان يتراوحان بين القلق الشديد والترحيب التام في مصر.. فكيف تقرأ المشهد الآن؟
مصر من أكبر البلدان في العالم الإسلامي, وعن نفسي اطلق عليها لقب البلد المفتاح للعالم العربي والشرق الأوسط وتأسيس علاقة سوية بين مصر وإيران سيكون في مصلحة الاستقرار في الشرق الاوسط, ووجود علاقة بين مصر وإيران سيحل عددا من المشكلات العالقة, وبالطبع منظمة المؤتمر الإسلامي هي الإطار السياسي الدولي الذي يجمع بين الدولتين.
هناك اجتماع قادم لوزراء خارجية الدول الإسلامية في كازاخستان في بداية هذا الصيف سيجمع بين وزيري خارجيتي الدولتين, فهل هناك توقعات خاصة؟
بطبيعة الحال ستشارك الدولتان بتمثيل الخارجية المصرية والايرانية, والمؤتمر الإسلامي تري ان وجود علاقات جيدة بين اعضائها دعم لمبدأ التضامن الإسلامي الذي يعتبر احدي النقاط المهمة في ميثاق المؤتمر الإسلامي.
بعيدا عن العلاقات المصرية الايرانية يبدو ملف الثورات العربية هو الملف الأكثر سخونة, فما هو تعليقكم خاصة انكم كنتم تتحدثون بالامس عن حلول للازمة الليبية؟
لدي رأي في مسألة الثورات العربية اريد ان اشرحه تفصيلا, فكثير من الناس لا ينتبهون إلي حقيقة انه بعد الحرب العالمية الثانية كثير من الدول العربية دخلت في نفق مظلم جعلها تعيش خارج سياق التاريخ, ومع الثورة التونسية والمصرية استطاعت هذه الشعوب ان تخرج بنفسها من النفق المظلم.
فالتطورات التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية وبعد سقوط حائط برلين قد شجعت الكثير من الشعوب علي تحقيق استقلالها, واستطاعت الشعوب ان تغير القرار السياسي وتغيير السلطة بقرار سياسي عن طريق مؤسسات دستورية, وبعض الدول نجحت وهناك دول للأسف الشديد لظروف دولية معينة لم تستطع إلا ان تعيش خارج سياق التاريخ كما قلت.
وهناك فترة مهمة اعقبت انتهاء الحرب الباردة جعلت بعض الدول ومنها دول أوروبا الشرقية والبلقان آسيا الوسطي التي كانت تعيش تحت الحكم الشيوعي تتحول إلي النظام الديمقراطي, وبالنسبة للدول الافريقية كثير منها تحول للديمقراطية بعد انقلابات عسكرية واحكام, وقد حدث نفس الشيء في كوريا الجنوبية واندونيسيا.
ولم تتبق إلا هذه المجموعة من الدول العربية التي لاتريد الآن ان تعيش خارج السياق وهذا حدث تاريخي كبير.
فمازلنا نعيش لحظات تاريخية عظيمة وحدث لايقل اهمية عن الثورتين الفرنسية والصينية, فقد تختلف الموضوعات والاهداف والمباديء وشكل الثورة ولكنها في النهاية ثورة, وعندما اتناول الثورة المصرية اجدها, ثورة كاملة بدون زعامة ونابعة من حركة الشعب نفسه, وبتعبير آخر من جذور الشعب نفسه.
تعني انها ثورة تشكلت في الشارع؟
كنا من قبل عندما نتحدث عن الشارع العربي كانت هناك دوائر الدراسات الاستراتيجية الدولية التي تقول لنا معلقة.. انتم تتكلمون عن الشارع العربي ونحن لم نر هذا الشارع العربي ولم يتغير شيء, فليس هناك سوي بعض الاحتجاجات يوم الجمعة وتنتهي.
الآن اصبح الشارع العربي حقيقة واقعة تثبت وجود حركة وقد فتحت مصر وتونس الابواب علي مصراعيها علي تغيير كبير.
تحدثتم تفصيلا عن الحالة المصرية والتونسية فماذا عن الازمة الليبية التي جئتم من أجلها واضم إليها الحالة اليمنية, فقد تختلف ملامح التعامل مع فكرة العودة إلي مايريده الشارع؟
هناك تشابه في الحالات واختلاف, اول تشابه ان الشعوب كلها تتطلع إلي الحرية والديمقراطية والا تعلق الامور في يد مجموعة صغيرة ليستمر الحكم ثلاثين أو اربعين او حتي ستين عاما.
وبالنسبة لمصر وتونس فقد توقفت عندهما لان التركبية الشعبية فيها انسجامية, وهناك مؤسسات في مصر وربما كان هذا الوضع مختلفا بعض الشيء في ليبيا,
بصراحة هل تطل الطائفية من خلال بعض الاحتجاجات والثورات في بعض المناطق العربية؟
انا لا اعتقد ان الطائفية هي الاصل ولكنه حراك شعبي, فالمطالب الاساسية واحدة ويجب الا نتعامل مع فكرة وجود اقليات بحيث نحول فكرة الحراك إلي فكرة صراع.
تعودتم ان تقدموا اجندة جديدة سياسية واقتصادية وعلمية في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية فماذا سيكون داخل اجندة المؤتمر المقبل؟
مؤتمر وزراء الخارجية يتناول الوضع الحالي في فلسطين وافغانستان والصومال وهناك مشروعات تختص بمنطقة آسيا الوسطي التي تعتبر من أهم المناطق اقتصاديا وسياسيا في العالم الإسلامي, كما انه لايوجد نشاط سياسي يتعلق بالعالم الإسلامي المنظمة ليست طرفا فيه.
وقد قدمت من الولايات المتحدة بعد رحلة مثمرة لمناقشة احوال العلاقات الإسلامية الأمريكية كأول امين للمؤتمر الإسلامي يقابل رئيس الجمهورية وقد قابلت بالفعل الرئيس اوباما وتناقشت معه في العديد من قضايا العالم الإسلامي, واعتقد اننا نسير في الاتجاه الصحيح.
التعليقات