محمد أمين

يبدأ الدكتور عصام شرف جولة خليجية، خلال هذا الأسبوع.. تشمل السعودية والكويت.. وهناك أصوات تحملني رسائل، إلي رئيس الوزراء.. منها هذه الرسالة التي تتعلق بالجسر العربي، بين مصر والسعودية.. وربما يكون أفضل ما أنتجته الثورة المصرية، هو أفكار المصريين لخدمة هذا الوطن.. فضلاً عن شعورهم بأهمية الانتقال سريعاً إلي مرحلة البناء، وتنمية مصر.. وعودتها من جديد إلي حضنها العربي.. وربما يكون علي رأس هذا ربط مصر بالسعودية، عن طريق الجسر العربي.. وكان النظام القديم يحول دون وجوده، لأنه قد يعكر مزاج الرئيس المخلوع، في شرم الشيخ!

وفي الحقيقة لقد سألت الدكتور عصام شرف، حول هذا الجسر، قبل الثورة، وسألت السفير السعودي السابق هشام ناظر.. فسمعت كلاماً مرتبكاً، حول مشروع الجسر.. والآن أعرض لكم رسالة الدكتور مصطفي سعيد، بمركز بحوث الصحراء يقول فيها: quot;بعد أن انتهت الدراسات التي أثبتت جدوي جسر الربط بين مصر والسعودية، ومنها زيادة التبادل التجاري، وحركة العمالة ورؤوس الأموال، وإنهاء مشكلة غرق العبارات، خاصة في مواسم الحج والعمرة.. وبعد أن توفر الغطاء المالي له من جانب المملكة العربية السعودية.. وأعلن أمير تبوك وضع حجر الأساس، ضمن أجندة زيارة الملك عبدا لله للمنطقة، وقد أبلغت السعودية مصر بذلك.. وكان مقررا أن يتم ذلك من خلال الرئيس مبارك والملك عبدا لله، وكان مقرراً ضمن المراسم، أن يعتلي الرئيس مع الملك جزيرة تيران، ليضعا فيه حجر الأساس، أسوة بحجري الأساس في شرم الشيخ ورأس حمد، وأبلغت إمارة تبوك مراسل الأهرام بالأجندة الملكية، خلال الاحتفال وكتب المراسل الخبر، من أوراق مطبوعة من الإمارة، عن الزيارة الملكية.. رفض الرئيس السابق المشروع لتوفير الخصوصية لقصره، الذي أهداه له حسين سالم رجل الإعمال، وصاحب شركة تصدير الغاز لإسرائيل!

وللأسف ضاعت علي مصر، فرصة تشغيل هذا الجسر، وهو أول طريق في العالم عرضه 100 متر، وينقسم إلي حارتين كل منها بعرض 44 متر، وفي الوسط 12 متراً مخصصة لإقامة خط سكة حديد، يضم 3 خطوط متوازية أحدها للطوارئ.. وهذا الجسر يقع خارج شرم الشيخ، فالمسافة بين شرم الشيخ، والمطار أكثر من 6 كيلو مترات وبين آخر حدود المطار، والبداية البحرية للكوبري كيلو و750 متراً، وبجمعهما سيبعد الجسر خارج شرم الشيخ بحوالي 8 كيلو مترات، ومن ثم تسقط كل ادعاءات لصوص شرم الشيخ.. مع العلم بأن مشروع الجسر صمم علي مرحلتين.. الأولي من منطقة الشيخ حمد حتي جبل تيران.. والثانية من جبل تيران إلي شرم الشيخ، وبه خط سكة حديد يربط بين مكة والمدينة.. ويصل الخط في نهايته في مصر إلي المعادي، فيمكن للراكب أن يستقل القطار من المعادي إلي مكة والمدينة، بأقل من ربع القيمة التي يدفعها الآنquot;!

وختاماً أدعو الدكتور عصام شرف، في زيارته إلي السعودية إحياء مشروع إقامة هذا الجسر، حاصة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من اشد المتحمسين له.. فهل مازال حماس الملك السعودي قائماً؟.. وهل مازالت مصر الرسمية، تري أهمية إنشاء هذا الجسر؟.. وهل ينتهي الاحتكار في البحر الأحمر، بزوال هذا النظام الفاسد؟.. وهل يري مشروع الجسر وجه الحياة، بعد أن تغيرت الدنيا، وغاب الرئيس الذي أوقف حركة وطن، من أجل ألا يعكر مزاجه أحد؟.. أو ربما لكي يوفر غطاء شرعياً للاحتكار الآمن في البحر الأحمر؟!