مرسى عطا الله


بإهداء كريم من الدكتورة هدي جمال عبد الناصر تلقيت كتاب تحية جمال عبد الناصرrlm;...rlm; ذكريات معه الذي تروي فيه السيدة الجليلةrlm;-rlm; بكل ما في الكلمة من معانrlm;-rlm; بعضا من دقائق مشوار حياتها مع الرجل الذي اكتسب حب واحترام الأمة العربية من محيطها إلي خليجها

وكانت مظاهرة الوداع في جنازة الرحيل المفاجيء عام1970 ذات الملايين الخمسة من المشيعين مطابقة لمظاهرات المبايعة التي عمت الأمة العربية بأسرها مساء يومي9 و10 يونيو1967 لحمل زعيمها الخالد جمال عبد الناصر علي التراجع عن قرار التنحي.
ولعلها إحدي تصاريف القدر أن يصدر هذا الكتاب في وقت يحتاج فيه الرأي العام المصري إلي التعرف علي النموذج الأمثل لمواصفات زوجة المسئول الأول في هذا الوطن العريق وكيف يمكنها بكل معاني الحب والإخلاص والتضحية والعطاء وإنكار الذات أن تكون سندا له وليست عبئا عليه!
والحقيقة أنني اشتممت رائحة الصدق في كل سطر من سطورهذا الكتاب الذي كتبته هذه السيدة الجليلة التي عاشت مع عبد الناصر أصعب المواقف وأحلي الذكريات قبل قيام ثورة يوليو وبعد قيامها وظلت بعد رحيله لا تفارقها صورته.. وعلي حد تعبيرها عند بدء كتابتها لهذه الذكريات في سبتمبر عام1973: أنا أعيش الآن وكأنه موجود بجانبي لا أتصرف ولا أفعل شيئا كان لا يحبه.
لم تتجاوز السيدة تحية عبد الناصر الحقيقة عندما تقول: بعد رحيل الرئيس ألاقي تكريما معنويا كبيرا من كل المواطنين الأعزاء فجمال عبد الناصر في قلوبهم وما يصلني من البرقيات والرسائل والشعر والنثر والكتب الكثيرة من أبناء مصر الأعزاء ومن جميع الدول العربية والغربية أي من كل العالم وما يصلني من البرقيات لدعوتي للسفر لزيارتهم من رؤساء الدول الصديقة وتكرار الدعوة أو زيارتهم لي عند حضور أحد منهم أو إرسال مندوبين عنهم من الوزراء ليبلغوني الدعوة لدليل التقدير والوفاء... وعندما أخرج أري عيون الناس حولي.. منهم من يلوح بيده تحية, ومنهم من ينظر لي بحزن وأري الوفاء والتقدير في نظراتهم... كم أنا شاكرة لهم.. وأحيانا أكون في السيارة والدموع في عيني فتمر عربة بجانبي يحييني من فيها.. أشعر بامتنان وغالبا ما أكون قد مررت علي جامع جمال عبد الناصر بمنشية البكري.. إني أري هذه التحية لجمال عبد الناصر وكل ما ألاقيه من تقدير فهو له.
إن هذا الكتاب تستحق عليه دار الشروق كل التهنئة والتقدير باعتباره وثيقة صدق كتبتها السيدة تحية عبد الناصر رحمها الله ببساطة وتلقائية تلقي الضوء علي جوانب عظيمة من تاريخ رجل عظيم لم يكن سياسيا وثائرا فذا فحسب وإنما كان إنسانا سكن في قلوب الملايين... وليست مجموعة الصور النادرة التي يحتويها الكتاب سوي تجسيد بالكاميرا لحياة رجل عاش فقط من أجل أمته ومات من أجلها فقط!
إنه جمال عبد الناصر الذي عاش عظيما.. وهو في رحاب الله عظيم.. تاريخه وحده هو شاهده.
بهذه العبارة البليغة في الصفحة رقم136 اختتمت السيدة تحية عبد الناصر سطور كتابها عن ذكرياتها مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي تزوجته في29 يونيو عام1944 وعاشت معه ستة وعشرين عاما وثلاثة أشهر حتي وافاه الأجل في28 سبتمبر عام.1970
lt;lt;lt;
خير الكلام:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
lt;lt; قيمة التاريخ ليست في وقائع نعرفها وإنما في مدي فهمنا لها!