فواز العجمي

ما تتناقله وسائل الإعلام سواء تلك التي يتهمها النظام السوري بالتحريضية أو الإعلام الرسمي السوري تضعنا أمام مشهد مرعب ومخيف وتقودنا إلى طريق مظلم أسود تسير به الشقيقة سوريا وهذا الظلام الذي يلف مستقبل الشعب السوري يدفعنا إلى البحث عن الحقيقة وماذا يحدث هناك.. ومن يقتل من؟!! ومن يحرض من؟!! ومن يتآمر على من؟!!
هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات وتحتاج إلى من يجيب عليها فوراً والإجابة على هذه الأسئلة يبدو أنها حتى الآن صعبة وعسيرة لأن النظام الرسمي السوري منع وسائل الإعلام العربية والأجنبية من نقل الحقيقة واكتفى بإعلامه الرسمي ونحن نعلم أن أي إعلام رسمي عربي يرى بعيون النظام ويتكلم بلسانه ويرى بعينه مما يفقده المصداقية وتأكد ذلك جلياً من ما ينقله التلفزيون السوري من أحداث لا تمس الحقيقة أو تعكس ما يحدث في سورية الشقيقة وقد تأكد أيضا أن وزير الإعلام السوري يعيش في العصور الحجرية وكأنه لا يعلم بأن العالم أصبح بيتاً صغيراً وليس قرية صغيرة كما كان قبل قرن مضى وذلك بفضل التقدم الهائل في تكنولوجيا وسائل الاتصال سواء الإنترنت أو الفيس بوك وغيرها من الوسائل المتطورة والحديثة.
ومما يؤكد فشل هذا الوزير أنه إما جاهل في الإعلام وكيفية التعامل مع الأحداث أو أنه أداة تستقبل ما يأمر به وينفذ فقط أي أنه جهاز لا يختلف عن أجهزة الأمن والاستخبارات التي تفرض عليه ما يقول وما يرسل عبر التلفزيون السوري وعلى سبيل المثال نسمع كثيراً أن بعض quot;المتآمرينquot; نفذوا في بعض المدن السورية أعمالاً تخريبية أو أن بعض quot;المندسينquot; في صفوف المتظاهرين استخدموا الرصاص ضد التظاهرات أو أن بعض quot;العملاءquot; قاموا بحرق المنشآت العامة واعتدوا على أملاك الدولة ويكتفي بهذه الإشارات فقط ولم يضع في اعتباره أن مثل هذه الادعاءات إن صحت لابد من quot;توثيقهاquot; بالصوت والصورة وهي مهمة الإعلام الحديث اليوم أما أن يكتفي بهذه الأقوال في ظل غياب الشفافية فإن مصداقيته ضعيفة فلابد من كشف الحقائق للرأي العام السوري والعربي والعالمي في حال صحتها ومعرفة هؤلاء ومن جنسياتهم ومن يقف وراء هؤلاء ومن يدفعهم ويدفع لهم.. ولابد أيضا من قول الحقيقة في خروج المتظاهرين وإعدادهم الحقيقية وكم عدد الشهداء منهم وعدد الجرحى ولماذا قتلوا لما جرحوا.. وما هي مطالبهم.. وماذا يريدون وهل مظاهراتهم سلمية.. وهل مطالبهم مشروعة.. هذه الأسئلة لابد أن يجيب عليها الإعلام السوري الرسمي لأن غياب وسائل الإعلام الأخرى التي منعها النظام من العمل بداخل سورية تجعل الصورة كاذبة خاصة إذا جاءت من إعلام رسمي عربي معروف عنه أنه لسان السلطة.
ونظراً لغياب الصورة الحقيقية وعجز الإعلام السوري عن نقل الحقيقة وما نسمعه ونشاهده عبر الفضائيات من قتل ودمار وخراب وهجرة الآن إلى تركيا وما نسمعه من المتظاهرين السوريين بإسقاط النظام بعد أن بدأ هؤلاء احتجاجاتهم بالمطالبة بالإصلاح ولكن هذا الإصلاح لم يأت بعد رغم بعض الفتات الذي سمعنا عنه سواء في رفع حالة الطوارئ أو قانون العفو أو غيره من الإصلاحات التي لم تصل إلى الإصلاح الحقيقي المطلوب وهو حكم الشعب للشعب وليس لحزب واحد وهو حزب البعث والذي فشل حتى الآن أن يكون حزبا قياديا يترجم الحلم الشعبي العربي.
أمام هذه الصورة المرتبكة والضبابية والكاذبة في وسائل الإعلام السورية والمخيفة بالنسبة لنا نحن العرب لأننا ننظر إلى سوريا الشقيقة بقلب العروبة النابض لابد الآن وسريعاً وقبل فوات الأوان أن نرى الرئيس السوري بشار الأسد ويجيب على كل هذه الأسئلة والتساؤلات ويضع الحقيقة أمام شعبه وأمام الشعب العربي ويتحدث عن ما جرى ويجري في سورية ويحدد متى وكيف يمكن أن يحدث الإصلاح في سورية لأن الرئيس بشار يملك من القدرة ما يجعله يصحح المسار بحكم أنه الرئيس الحاكم وتصحيح هذا المسار يحتاج إلى سرعة التنفيذ لأن الوضع في سوريا الشقيقة كما نسمع ونشاهد يسير نحو المجهول ومن أجل ألا تأخذنا رياح أعداء الأمة العربية نحو هذا المجهول نسأل الآن ونتساءل: أين بشار الأسد؟!!