شملان يوسف العيسى


هذه التطورات تعني أن واشنطن لن تتخذ موقفاً سلبياً من الإسلام السياسي مادام مؤمناً بالديموقراطية


تبادلت واشنطن وجماعة الإخوان المسلمين في مصر إشارات الانفتاح السياسي بين الطرفين. وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت أن اتصالات تتم بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر مؤكدة ان من مصلحة واشنطن التواصل مع جميع الأحزاب الملتزمة بنبذ العنف في مصر.
يأتي الحوار الأمريكي ndash; الإخواني بعد ظهور تخوف في مصر والوطن العربي من اختطاف صناديق الاقتراع وبالتالي الديموقراطية لصالح الجماعات المتطرفة ولمنع انزلاق مصر أو غيرها من الدول العربية نحو الأصولية الدينية المتطرفة، لذلك رأت واشنطن ان الحل لا يكمن في استبعاد الجماعات الإسلامية من المشاركة السياسية وإنما سيكون على أي نظام ديموقراطي حقيقي احتواء جميع الأصوات المتنازعة مهما كانت سيئة النية ومتطرفة وما يهم واشنطن هو التأكد من عدم بلوغ التحول السياسي الى هيمنة النظم العسكرية على السلط وإجهاض الديموقراطية، لذلك أعلنت واشنطن مراراً وتكراراً دعمها وتوطيد علاقتها مع الأنظمة الديموقراطية الناشئة المتولية مقاليد السلطة.
محاورة واشنطن مع الإخوان في مصر الهدف منها تبديد المخاوف من الانتخابات القادمة في سبتمبر التي من المحتمل أن تأتي بجماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية وربما أنصار الحزب الوطني، هنا على الجميع احترام إرادة الشعب.. فهذا عصر الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، رغم حقيقة وجود تغيرات جذرية في عقلية الإخوان المسلمين في الوطن العربي.. فالإخوان الذين كانوا ضحية الاستبداد والإقصاء حتى عندما حاولوا العمل تحت مظلة الشرعية اليوم تعلموا أصول اللعبة السياسية.. الجميع يترقب كيف سيتصرف الإخوان المسلمين مع الديموقراطية الجديدة.
فإن أثبتوا أنهم فعلاً مع الدولة المدنية ومع الحقوق التي لا تهمش الأقليات وعلى رأسهم الأقباط والمرأة ومع الديموقراطية التي تضمن التناوب السلمي على السلطة وأن ما يطمحون إليه هو تقديم نموذج عربي للنموذج التركي يقنع المتخوفين من جماعات الإسلام السياسي بأن هذه الجماعات فعلاً تؤمن بالديموقراطية وانها تخلت عن الإرهاب الفكري وسياسة إقصاء الآخر واستعمال الدين لأغراض سياسية.
الدول العربية والدول الغربية كلها مستعدة لمساعدة المصريين في كل الميادين التي تؤدي الى استقرار النظام وعدم شيوع الفوضى، فاستقرار مصر هو الأساس في استقرار الدول العربية كلها لذلك لا غرابة من استعداد الولايات المتحدة والدول الغربية لتقديم كل المساعدات الاقتصادية، هناك حزمة ضخمة من الدعم الاقتصادي موجهة لكل من مصر وتونس.. لذلك من المتوقع أن تربط واشنطن والغرب مساعداتهما الاقتصادية بمسألة الاستقرار السياسي والاجتماعي.. فالغرب لن يتخذ موقفاً سلبياً من الثورات العربية مادامت هذه الثورات ذات طبيعة ديموقراطية وسلمية تؤمن بالحريات والتعددية الفكرية ولا تصادر الآخر.
ماذا تعني هذه التطورات الجديدة بالنسبة لدول الخليج العربية بشكل عام والكويت بشكل خاص؟.. تعني هذه التطورات أن واشنطن لن تتخذ موقفاً سلبياً من الإسلام السياسي.. مادام هذا التيار يؤمن بالديموقراطية والحرية والتعددية الفكرية ولا يتخذ موقفاً سلبياً من الأقليات الشيعية.
الإخوان في الكويت جزء من السلطة ولديهم أكثر من مستشار ووزير ومع ذلك لايزالون في أوائل المعارضين لبقاء الشيخ ناصر المحمد في رئاسة الوزارة لاعتبارات سياسية بحتة وهي الابتزاز السياسي والاستحواذ على مناصب أكثر في الدولة.