هشام الزياني
لماذا لبنان غير مستقر؟ لماذا العراق غير مستقر؟ لماذا البحرين تحل بها اضطرابات بين فترة وأخرى، والكويت على الطريق؟ أعتقد أن الإجابة معروفة تماماً، في لبنان استبق أمين ''حزب الله'' توجيه التهم في اغتيال الحريري برفض المحكمة وقراراتها، وكان ذلك أمراً مفضوحاً أمام الجميع، لماذا ''حزب الله'' هو الذي يرفض من بين كل القوى اللبنانية؟ الجواب لأن ''حزب الله'' ضالع في الجريمة، كما وجهت المحكمة الدولية التهم لأربعة من أعضاء الحزب، فالذي يعرف أنه الفاعل سوف يستبق الأحداث ويرفض المحكمة وقراراتها، ولبنان من جديد على شفير انفجار. برغم آلامنا، إلا أن ما يحدث في بعض البلدان نحسبه خيراً، التغيير في سوريا سوف يغير خارطة المنطقة، سوف تستعيد المنطقة حيويتها وتنهض من جديد. التغيير في سوريا هو بداية انهيار ''حزب اللات''، وهو بداية فصل توأمين سياميين، أحدهما سوف يموت وآخر سوف يحيا من جديد. من أجل ذلك أرسل ''حزب الله'' جنوده لمعاونة سوريا، هو لا يريد لنظام يقدم له كل شيء أن يموت، موت الأول موت للثاني، لكن لبنان على وجه حقبة جديدة، حين يتغير النظام السوري، سوف تصبح للبنان سيادة ولن يتدخل أحد من أجل أن يقوّي طرفاً على حساب الآخر، وسوف ينهار من يحمل السلاح ضد إخوانه المواطنين. من مفارقات حسن نصر الله أنه يشن هجوماً على البحرين برغم ما سمحت به البحرين من فوضى لمدة شهرين، إلا أنه يشن حرباً طائفية على البحرين. لكنه يمجد النظام السوري برغم الضحايا الذين تجاوزوا الألف ضحية..! مضحك هذا التباين ومبكٍ ومخجل على من يرون بعين الطائفة. العراق بعد التغيير في سوريا سوف يقوى وسوف يزداد سيادة لقراره، الأردن سوف تصعد وتقوى بالتغيير في سوريا، السعودية سوف تجد لها عوناً قوياً للتوحد ولوضع اليد باليد، البحرين سوف يحدث بها تغيير أيضاً مع انهيار ''حزب اللات''. برغم مرارة الأحداث، إلا أن التغيير في سوريا سوف يجعل المنطقة تمر (بربيع التغيير العربي فعلاً)، وبالتالي سوف تنهار معها كيانات زائفة باطلة مريضة زرعت الشوك والخناجر في الخاصرة العربية. على الوجه الآخر، فإن إيران مصابة بتلبّك معوي جراء أحداث سوريا، انهيار سوريا بالنسبة إلى إيران هو بداية ترنح الضرس الإيراني في المنطقة، وهذا يعني انحسار إيران وتقوقعها، وانكفاءها على ذاتها، فهناك أمراض داخلية إيرانية، وهناك قمع داخلي، وهناك حركة خضراء في الداخل، إيران تعاني كثيراً في هذه الآونة، وما دعاية الصواريخ التي تعرضها الجزيرة إلا ستار ومحاولة إظهار أن إيران تستطيع وتستطيع.. نجاد يعاني الأمرّين، ويريد الانقلاب على الولي الفقيه، وبدأ يعصي الأوامر، إيران تطبخ على نار هادئة. في تقديري، الأمور تسير في صالح الإرادة العربية القوية، وفي صالح صعود الحق وبداية انهيار الباطل الزائف. مجرد أن يحدث التغيير في سوريا، فإن التفكك والانهيار سوف يسود مناطق كثيرة (لبنان، العراق، إيران)، فقط يحدث التغيير في سوريا وسوف تتغير الخارطة كثيراً، وسوف يدخل البعض في جحوره، أو يتوارى عن الأنظار. يا واحد يا أحد انصر الحق في سوريا، وارفع شأن سوريا وشعبها، وراية التوحيد في سوريا
التعليقات