صحيفة: مخاوف من حرب اهلية.. وانباء عن ارسال ضباط علويين وعائلاتهم لقراهم
الجو العام في حمص مخيف.. والسكان يخشون من مذبحة

لندنـ

ادت سلسلة من عمليات القتل في وسط حمص لاثارة مخاوف من تحول الاحتجاجات السلمية الى حرب طائفية، ومع غياب المعلومات حول ما حدث يوم الجمعة الا ان شهادات ومقابلات قامت بها 'واشنطن بوست' اشارت الى مجموعة من العلويين الذين يشكلون اقلية في مدينة حمص تجمعوا يوم الجمعة مسلحين بالعصي واخذوا يهتفون شعارات معادية ضد السنة، مما ادى بالمصلين السنة بالرد واختطاف ثلاثة من العلويين حيث وجدت جثثهم وهي تحمل اثار الرصاص يوم السبت، مما ادى بالعلويين للانتقام وقاموا بمهاجمة محلات السنة وتدميرها.
وقتل اثناء الهجوم ثلاثة من السنة، منهم امرأة في السابعة والعشرين من عمرها قتلت عندما حاولت الخروج من منزلها، ونقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' عن ناشط قوله ان عدد القتلى في النزاعات الانتقامية وصل الى 9 في وقت يقول آخرون ان العدد هو ستة.
ومنذ الاحداث اغلقت محلات المدينة وتحولت الى مدينة اشباح، في الوقت الذي استمر فيه اطلاق الرصاص، فيما هرب السنة والعلويون الى الاحياء التي تتواجد فيها غالبية من ابناء جلدتهم.
ونقلت الصحيفة عن رجل اعمال مسيحي في حمص وصفه الوضع بانه يقترب من الحرب الاهلية. وقال انه دعم في البداية المظاهرات الاحتجاجية لكنه غير موقفه واصبح يدعم الحكومة بعد ان شاهد اول مواجهة طائفية جعلته يخشى على نفسه وطائفته، فيما نقلت عن ناشط في جماعات الاحتجاج قوله ان السنة انفسهم باتوا خائفين من اثار وطريقة رد الحكومة، وقال ان 'الجو العام في حمص مخيف'.
واضاف انهم 'يخشون من مذبحة' ويصلون ان تمر الازمة بدون قتل.
هذه ليست المرة الاولى التي تشهد فيها حمص، ثالث المدن السورية مواجهات طائفية، ففي عدة مرات قامت جماعات الشبيحة بالتصادم مع المتظاهرين. ومع مرور الشهر الخامس على الانتفاضة وعدم وجود اشارات لانتهاء التظاهرات وتغير موقف الحكومة فان المخاوف تزداد في ان تنحدر التظاهرات السلمية المطالبة بالاصلاح الى حرب طائفية. ومنذ بداية الانتفاضة التي قتل فيها حتى الآن اكثر من 1400 شخص، تمسكت الحكومة بقولها ان الجماعات المسؤولة عنها هي 'عصابات مسلحة' مرتبطة بأجندة خارجية، وحذرت من انحدارها نحو حرب اهلية. فيما اتهم الناشطون الداعون للديمقراطية الحكومة بأنها تستخدام الورقة الطائفية كي تبرر العنف والقمع الذي تمارسه ضد المتظاهرين، واقناع المجتمع الدولي بعدم دعم جماعات الديمقراطية ومطالبها.
وورد في بيان للجنة تنسيقية محلية في حمص ان العاب وممارسات الحكومة القذرة من اجل التحريض على حرب طائفية وتقسيم المواطنين 'لن تنجح'، واكد البيان على طبيعة الثورة السلمية.
وتقول الصحيفة ان هناك العديد من الاشارات ان اللجنة التنسيقية المحلية في حمص التي تعتبر واحدة من عدد من اللجان التي نشأت في ظل الانتفاضة ليس لديها التأثير الكافي.
ويبدو ان الملامح الطائفية بدأت تظهر كما بدا في 'الفيسبوك' حمل شعار 'ثورة حمص' واظهر صورة لشخص مقنع وحمل معه تعليقات تتحدث عن محاولات النصيرية العلويين لتطهير البلاد من السنة. ولم يتم التأكد من مصدر 'الفيسبوك' الذي يعتقد ان هناك الفي صفحة 'فيسبوك' متشابهة.
وفي اتجاه آخر يتهم ناشطون الحكومة السورية بالاعتماد على مجموعات الشبيحة العلوية والتي تركتها تتحرش بالمتظاهرين وتروع الاحياء من اجل زرع الفتنة الطائفية. ونقل عن ناشط سوري قوله ان الطائفية هي 'قنبلة موقوتة'، وانها الورقة التي يستخدمها النظام لاثارة النعرات الطائفية.
وبحسب مجموعة الازمات الدولية فان المخاوف الطائفية بدأت تطفو على السطح حيث قالت ان عددا من المسؤولين في النظام ارسلوا ابناءهم الى قراهم.
ونقلت عن محلل في دمشق قوله ان سورية لم تشهد في تاريخها اي عنف طائفي لكن ما تحذر منه الحكومة قد يتحقق، مما يعني ان العنف سيزداد فيما بدأت ترتفع حالات القتل الثأرية. ويقول تقرير في صحيفة 'الغارديان' ان العنف المتزايد اخذ طابعا معقدا ليس بسبب ممارسات الشبيحة، ولكن بسبب مشاركة الجنود المنشقين عن النظام، فقد تم حشد القوات السورية حول مدينة البوكمال، عندما قال الناشطون ان 100 من الجنود انشقوا عن النظام.