غانم النجار


laquo;قبل أن نبدأ حربنا فإنه يجب أن نؤدي واجبنا بالتخلص من الماركسية الثقافيةraquo;.
laquo;حالما تقرر موعد الضربة فلابد أن تقتل عدداً كبيراً دون تردد، وإلا فإن التأثير الفكري والعقائدي المطلوب تحقيقه من وراء الضربة سيكون قليلاًraquo;، تلك كانت مقتطفات من أقوال منسوبة إلى إنديرز بريفيك، الأشقر، النرويجي، البالغ من العمر 32 عاماً.
ففي الأمس القريب ارتكب بريفيك جريمة شنعاء في بلد مسالم، بل تمنح فيه جائزة نوبل للسلام، فيه حزب حاكم يشجع على التعددية العرقية، ويفتح الباب للمهاجرين ويرحب بهم، الكثير منهم مسلمون.
قام بريفيك بتفجير مبنى حكومي في وسط أوسلو، قتل فيه سبعة أشخاص ثم توجه إلى جزيرة أوتويا التي تقع شمال غرب أوسلو على بعد حوالي 42 كلم، قاصداً مخيماً صيفياً لشباب حزب العمال الحاكم في النرويج، الذين يقدر عددهم بـ695 من الشباب، ثم بدأ بإطلاق النار بشكل هيستيري ليقتل 85 شخصاً منهم، ومازال عدد آخر في عداد المفقودين من المتوقع أنهم غرقوا في البحيرة.
تذكرت على أثر ذلك بالطبع حادثة تفجير المبنى الحكومي في ولاية أوكلاهوما الأميركية التي راح ضحيتها 168 قتيلاً وكان وراءها شخص متطرف أميركي يدعى تيموثي ماكفيه.
لا داعي لذكر أن الشكوك في الحالتين تبدأ بالإرهابيين الإسلاميين، وهي شكوك تحتاج إلى مراجعة جدية، فذهنية التطرف تأخذ أشكالاً مختلفة، وتتلبس لبوساً متعددة، ولا تتوقف عن الظهور في أي مكان حتى في ذلك المكان، أوسلو، عاصمة النرويج التي اعتبرت في مقياس السلام العالمي من أكثر الدول سلاماً في العالم. بل إنه لم يكن لأحد أن يتخيل أن يدخل شخص نرويجي الرقم القياسي العالمي في أكثر شخص يقتل هذا العدد بمفرده.
آن الأوان لكي نتفاهم على أننا في حرب وصراع ضد ذهنية التطرف، أياً كان مصدرها، وأياً كان الدين الذي تعلنه، وأياً كانت العقيدة التي تتحدث فيها.