الجزائر: العاطلون ينزلون إلى الشارع مجددا ومحاولات انتحار وسط الاساتذة المتعاقدين


كمال زايت


خرج أمس مئات العاطلين عن العمل إلى الشارع في مدينة حاسي مسعود ( 700 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية) احتجاجا على الأوضاع التي يعيشونها، مؤكدين على أن الأمور تزداد تأزما بسبب سلبية السلطات المحلية، التي تحاول الهروب من المشكل الحقيقي والالتفاف حوله، بدل فتح حوار حقيقي مع العاطلين من أجل التصول إلى حل لمشاكلهم.
وقال الطاهر بلعباس الناطق باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق العاطلين في اتصال مع 'القدس العربي' إن أكثر من 200 عاطل خرجوا إلى الشارع في مدينة حاسي مسعود، احتجاجا على لجنة تقصي الحقائق التي أوفدتها وزارة العمل والتشغيل من أجل الوقوف على طرق التوظيف التي تطرح إشكالا حقيقيا، مؤكدا على أن هناك مافيا حقيقية تسيطر على سوق العمل هناك، وأن اللجنة التي أوفدتها الوزارة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لم تستطع أن تتوصل إلى أي نتيجة ملموسة.
وأشار إلى أن وكالات التشغيل التي قررت وزارة العمل والتشغيل إنشاءها بغرض تخفيف الضغط عن الوكالة الإقليمية، لم تغير من الوضع القائم شيئا.
ويطالب العاطلون، حسب بلعباس، بتنصيب مسؤولينقادرين على إيجاد حلول فعلية لمشكل البطالة، وليس مجرد إداريين لا يقدمون ولا يؤخرون شيئا، وذلك من أجل وضع حد للتلاعبات التي يعيشها سوق العمل في هذه المدينة الغنية بحقول النفط الموجودة فوق ترابها، في حين أن سكانها وخاصة فئة الشباب يعانون من بطالة قاتلة. وأشار إلى أن الوضع في ولاية ورقلة (800 كيلومتر جنوب العاصمة) أسوأ بكثير، لأن المئات من العاطلين احتلوا مقرات الإدارات منذ بضعة أيام، وهم معتصمين بداخلها احتجاجا على أوضاعهم وتجاهل السلطات لها، موضحا أن قوات الأمن تحيط بهم، والوضع على هذا الحال منذ أيام.
وشدد بلعباس على أن والي ورقلة لم يستطع اتخاذ قرار استعمال القوة من أجل إخلاء مقرات الإدارات من المعتصمين، ولم يقرر أيضا فتح حوار مع البطالين من أجل إيجاد حل لمشاكلهم، وهو ما يعتبر هروبا للأمام ومحاولة للالتفاف على هذا الوضع المتأزم القائم منذ أشهر.
وذكر أن المضايقات ضد أعضاء اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق العاطلين مستمرة، مؤكدا على أنه تعرض للتوقيف أمس من طرف رجال الأمن، ولما اقتيد إلى محافظة الشرطة أخبر أن لديه استدعاء من الشرطة على مستوى ولاية باتنة (500 كيلومتر شرق العاصمة) مؤكدا على أنه لا يفهم خلفية هذا الاستدعاء، لأنه لم يذهب إلى باتنة وأنه ليس لديه أي شيء يجعله يستدعى من طرف الأمن على مستوى هذه المدينة. وأوضح في المقابل أن التحضيرات متواصلة من أجل المظاهرات التي تنوي اللجنة تنظيمها يوم 25 سبتمبر القادم، احتجاجا على المضايقات والمتابعات القضائية التي يتعرض لها البطالون في عدد من ولايات البلاد، والهدف أيضا هو أن نقول أن هذه الفئة ليست ممثلة على مستوى المجالس المنتخبة، ولا يوجد من يوصل صوتها إلى المسؤولين.
من جهة أخرى يواصل العشرات من أساتذة التعليم المتعاقدين اعتصامهم أمام مقر وزارة التعليم، علما وأن هؤلاء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء منذ عدة أيام وليال، وقد كادت الأمور تتطور أمس إلى ما لا يحمد عقباه، بعد أن حول ثلاثة أساتذة الانتحار برمي أنفسهم تحت عجلات السيارات، قبل أن تتدخل قوات الشرطة لإنقاذهم.
ويصر المعتصمون على استقبالهم من طرف الوزير أو أحد معاونيه من أجل إيجاد حل لمشاكلهم، وفي مقدمتها مشكل الإدماج، علما وأن أغلبيتهم يعملون بعقود مؤقتة منذ سنوات، ورغم أن الوزارة وعدت بإدماجهم في مناصب عملهم بعقود دائمة، إلا أن هذه العملية لم تشمل جميع الأساتذة المتعاقدين.
جدير بالذكر أن الدعوات التي أطلقت خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تنظيم حركات احتجاجية يوم السبت الماضي (17 أيلول/ سبتمتبر) لم تلق أي صدى، فلم تسجل أي محاولة للنزول إلى الشارع، رغم التخوفات التي انتابت السلطات، الأمر الذي جعلها تتخذ احتياطات وتدابير تحسبا لأي طارئ، في المقابل تستمر الحركات الاحتجاجية ذات الطابع الاجتماعي، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والعمل.