مبارك محمد الهاجري

قبل أيام، وتحديدا في جمهورية مصر المحروسة، خرج أحد المنتمين إلى التيار السلفي، معلنا أن التزوير في الانتخابات، حلال!
كيف حللت الحرام يا مولانا، وعلى أي سند، وليتك وقفت عند هذا الحد، وإنما أثنيت على الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأنه سينال الأجر والثواب، لتزويره الانتخابات، كما أثنيت أيضا على الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر لأنه ذبح سيد قطب، أحد كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين، وهذا ما نقله بالضبط موقع إيلاف الالكتروني!
هذا أحد المنتمين إلى التيار السلفي، يحلل الحرام، ويبيح سفك الدماء، ويعظم الرؤساء الطغاة، فبأي وجه سيواجه هذا التيار، الناس؟
قلنا سابقا، وقالها غيرنا، أن الإخوان المسلمين، متسلقين، ووصوليين، ولكن أن يصل كره السلف للتيار المنافس، جماعة الإخوان، حداً يبيح سفك الدم الحرام، فهذا جرم عظيم لا يغتفر، ويكشف مدى تنافس هذين التيارين، على حب الدنيا، وعلى مغرياتها، وأولها السلطة والزعامة!
عزيزي القارئ، لم يكن في صدر الإسلام تسميات، بل كانوا أمة واحدة، وما هذه المسميات إلا اختراع أتى به أعداء الأمة، ليفرقوا كلمتها ويزرعوا بذور الفتنة والمصائب، وهذا ما نراه جليا وأمام أعيننا، كلٌ فرقة تعتقد أنها الأحق، وكأنها أخذت حقا حصريا، على الدين الإسلامي الحنيف!
ليس في الإسلام منهجا سلفيا أبدا، ولا منهجا تسلقيا كالذي تعتنقه جماعة الإخوان المسلمين، بل هناك رسالة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، القرآن وسنة المصطفى(صلى الله عليه وسلم) وأما عدا ذلك اجتهادات، وما يروجه هؤلاء أن ذاك المنهج هو الأوحد دون غيره، وغيرها من المناهج الغريبة بعيدة عن الدين كبعد السماء عن الأرض، ولا محل لها ولا مكان في قلوب عامة الناس، فالإسلام، لم يكن حكرا على فئة دون أخرى!
على الكويت، ودول الخليج، أن تعي أن الخطر الداخلي، أشد فتكا وضراوة من الخطر الخارجي، وأن ما يسمى بالجماعات المتأسلمة هي الشر المستطير، وباب الفتنة إن تم فتحه لن يغلق أبدا، وقد آن الأوان لنشر الوعي بين الشباب، وكشف حقيقة هذه الجماعات التي تقتات على مصائب الأمة، عين على المال والثروات، وعين على كراسي الحكم!