داود الشريان


وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، محمد الجاسر، قال إن من اولويات وزارته laquo;دعم نشاط الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الفرص الوظيفيةraquo;. وكان وزير العمل عادل فقيه سبقه الى حكاية المنشآت، وقال في منتدى ما يسمى التنافسية، ان laquo;وزارتهraquo; تخطّط لتأمين اكثر من ثلاثة ملايين فرصة عمل حتى العام 2015، ونحو ستة ملايين حتى العام 2030. واضاف: laquo;نسعى إلى زيادة عدد الوظائف سنوياً من 10 آلاف الى 200 ألف وظيفةraquo;. تأمَّلْ تناقضَ الأرقام.

شعار laquo;دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطةraquo; كلام في الهواء، فضلاً عن انه بلا سند، ويكذّبه الواقع. والدليل ان laquo;هيئة الاستثمارraquo; فتحت خلال السنوات الثماني الماضية، البابَ لعمال اجانب بلا خبرة أو تعليم، وبرؤوس اموال متواضعة، وتركتهم يسيطرون على سوق التجزئة والخدمات، ويخطفون الفرص من المنشآت السعودية الصغيرة. دعم المنشآت الصغيرة كذبة كبيرة، لكنه مازال جزءاً من فبركة منتديات ما يسمى التنافسية، والتي اصبحت مناسبة للكلام المجاني، حتى جاز ان نطلق عليها منتديات laquo;الكلمنجيةraquo;.

لا شك في ان قضية دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة تهون عند عدد الوظائف التي اعلن عنها وزير العمل الاسبوع الماضي. هو قال بالأرقام انه سيعمل سنوياً لتوظيف 62500 مواطن، وهذا يعني ان وزارة العمل ستخلق يومياً 2083 وظيفة على مدى أربع سنوات. وفي مثل هذه الحالات تقول العرب: laquo;افلح ان صدقraquo;. والراحل غازي القصيبي قال هذه العبارة وهو يستمع الى الرئيس السابق لـ laquo;هيئة الاستثمارraquo; في حفلة افتتاح مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، والذي اعلن ان المدينة ستتيح مئات الآلاف من الوظائف، فالتفت القصيبي الى وزير يجلس الى جانبه، وقال: laquo;افلح ان صدقraquo;، ومرّت الأيام، وتبيّن ان القصة وعود في الهواء، ولم يحاسب احد الرئيس السابق للهيئة.

الأكيد ان حل مشكلة البطالة لا يتطلب كلاماً خرافياً، ومنتديات مفبركة. القضية بحاجة الى معاودة نظر في الاستثمار الأجنبي، ووضع شروط اهمها ان يتيح الاستثمار نقل الخبرة، وتوظيف المواطنين، وأن لا يقل حجم المبلغ المستثمَر عن نصف مليار ريال، ومَن لا يطبق هذه الشروط يُسحَب منه الترخيص.