داود الشريان

الناطق الرسمي باسم الدعوة السلفية في مصر، الشيخ عبدالمنعم الشحات، رفض إطلاق صفة شهيد على قتلى ملعب بورسعيد، وهو قال إن laquo;الذين لقوا مصرعهم من جماهير كرة القدم ليسوا شهداء... هؤلاء ماتوا في سبيل اللهو المحرّم شرعاًraquo;.

بصرف النظر عن موقف الشحات من كرة القدم، واعتبار ذلك لهواً يصرف الناس عن عبادة الله، فإن رأيه في قضية الشهيد جاء موافقاً لرأي جمهور علماء المسلمين. وحين سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله، عن هذه المسألة، أجاب: laquo;قبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أنبّه إلى أن في عصرنا هذا أصبح اسم الشهيد رخيصاً عند كثيرين من الناس حتى كانوا يصفون به من ليس أهلاً بالشهادة، وهذا أمر محرّمraquo;. وأضاف: laquo;لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد، حتى لو قُتل مظلوماً، أو قُتل وهو يدافع عن الحق، لا يجوز أن نقول فلان شهيد...raquo;.

صفة الشهيد فُهمت خطأ بسبب إطلاقها من قبل بعض وسائل الإعلام على قتلى الحروب والتظاهرات، ورغم ان رأي الدين واضح في هذه القضية، ولا مجال فيه للاجتهاد والتحيز، إلا أن التعامل العاطفي مع صفة شهيد، جعل بعضهم يسبغها بحسب موقفه السياسي، والإيديولوجي. وفي الاقتتال الذي شهدته وما زالت تشهده دول عربية وإسلامية، تجد هذا التمييز. وبات بعض الأحزاب يردد في شكل غير مباشر laquo;قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، الله مولانا ولا مولى لكمraquo;، وكأن ما يجري من عنف في دولنا، مشهد من غزوة بدر. لكن الإعلام المهني تجاوز هذه الإشكالية، وهو أصاب الحكم الشرعي، من خلال سعيه الى التزام الموضوعية.

لا شك في أن استسهال إطلاق صفة الشهيد أصبح وسيلة مؤثرة لزج الناس في العنف طلباً للشهادة، فضلاً عن انه شجّع بعض الشباب على الانخراط في الإرهاب.

الأكيد أن منح صفة شهيد لكل من قُتِل في خلافات سياسية او حزبية، هو تحريض على العنف. والشيخ عبدالمنعم الشحات على حق. ليس كل من قُتِل شهيداً، ولو شُيِّع بشعارات تقول ذلك.