اسلام الشافعى
قبل سقوط النظام الفاسد.. كان المصريون يعطون أصواتهم للإخوان المسلمين في الانتخابات نكاية في quot;المنحلquot;.. كنت أقول لمن أعرفهم أعطوا أصواتكم للإخوان أو أي أحد غير مرشحي الحزب المنحل.. المهتم كان يفعل ذلك.. والفاهم كان لا يذهب أصلا لصندوق الانتخابات.
وأثبتت التجربة بالفعل أن كثير من المصريين يميلون إلى استخدام الصناديق لعقاب حزب الأغلبية وإعطاء أصواتهم لأي مرشح آخر نكاية فيه، وإن كانوا واثقين من تزوير الانتخابات.. إلا أن القطاع الأكبر من الناخبين المصريين مازال يميل للمثل القائل quot;إللي تعرفه أحسن من إللي ماتعرفوشquot;.. حدث ذلك كثيرا مع نواب الحزب المنحل قبل الثورة.. وحدث أيضاً مع نواب التيارات الإسلامية بعد الثورة.
وبالفعل لا أحد يستطيع أن يجزم لمن سيعطي المصريون أصواتهم في الانتخابات الرئاسية.. وأخشى ما أخشاه أن يدفع أداء الأحزاب المتأسلمة طيلة الفترة الماضية الناخبين إلى معاقبتها أو معاقبتنا جميعا بانتخاب أحد مرشحي الفلول للرئاسة.. نعم هذا ممكن جدا من مبدأquot;إللي تعرفهquot;.. فالسواد الأعظم من الناخبين لا يخرجون في مظاهرات، كما لا يحب إبداء اهتمام كبير بالحديث في الشأن السياسي.. لكن هذا الصمت لا يعني أبدا تركهم للأمر بشكل مطلق.
والخطورة التي أتصورها في الانتخابات القادمة تكمن في استمرار فشل تيارات الثورة في الاتفاق أو الإجماع على مرشح واحد يحظي بثقة الناخبين..ونجاح الأحزاب المتأسلمة في استفزاز الجميع بإظهار شبقها الغريب للسيطرة والاستحواذ على كل شئ.. وتكفي هنا الإشارة للأداء المتخبط للإخوان المسلمين وكيفية إعلانهم عن مرشح للجماعة لا يرى الكثيرون أن له دور غير تفتيت الأصوات المتأسلمة في الانتخابات، ولا يراه كثيرون في موضع يزيد عن الحقيبة الاقتصادية.. بينما يتساءل الكثيرون عن سلطة المرشد على الرئيس الإخواني وإن أعلن استقالته من الجماعة.. أضف إلى ذلك عودة الجماعة للحديث عن الثورة والشارع المصري بعدما أدارت ظهرها للجميع.. وهو ما فضح الكثير من نهج ميكافللي، لا يرتاح له المصريون وإن حسنت النوايا.. والخطورة هنا أن تصب تلك الأوضاع في صالح مرشح فلولي.. فقد أظهر هؤلاء بعد أن سمح لهم بالتسلل مجددا للحياة العامة تنظيما أكثر وحرصاً أكبر على عدم تفتيت أصواتهم، بعكس باقي التيارات التي تفننت في تشويه كل المرشحين الآخرين.. ولأنها ثورة ولدت يتيمة فنهبها متاح، حتى لو كان ممن قامت ضد وجودهم أساساً.. وربنا يستر!
التعليقات