هاهو روبرت كلولفيل، المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان، يخطط لإرسال بعثة إلى البحرين بدعوى مناقشة قضايا حقوق الإنسان، وتقديم المشورة ومتابعة المسائل في تقرير لجنة بسيوني، وكذلك 19 منظمة دولية أخرى تقول إن البحرين تجاهلت معظم توصيات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأمر يعني أن نفس المؤامرة التي أطاحت بالعراق تمارس اليوم على البحرين، إنها المنظمات نفسها التي تركت أطفال العراق يموتون بالسرطان دون توفير العلاج لهم في دولة غنية بالنفط تتقاسم أمواله إيران وأمريكا، هذه المنظمات التي تعلم بإحصائيات المساجين في العراق الذين فاق عددهم المليون ويقضون المؤبد دون محاكمة، كما تعلم ما يحدث في سوريا، حيث يدفن الشعب تحت أسقف المنازل بمدرعات وقاذفات صورايخ ودبابات تشترك في ذبحه إيران والعراق وحزب الله، ثم لا يتعدى تعليقها سطراً واحداً ذراً للرماد. نسأل روبرت كولفيل؛ ألا تعلم أن هذه الثورة مدعومة من إيران؟ ألا تعلم أن شعب البحرين تحرقه نيران المعارضة التي تساندونها؟ ألا تعلم كم رجل أمن احترق، وكم قتل منهم نتيجة إرهاب مليشيات المعارضة التي تعتمد على تقاريرها؟ فإن كنت لا تعلم فنحن نخبرك بأن هذه المعارضة تقف مع نظام بشار الذي يسحق الشعب السوري، وهذه المعارضة معجبة بحكومة المالكي وتعتبرها نموذجاً، وهي صديقة حميمة لحزب الله، ونعلمكم عن حقيقة الإرهاب الذي تمارسه في شوارع البحرين وهو ما دفع السفارة الأمريكية إلى نقل طاقم سفاراتها من منطقة البديع، وقد قالت وزراة الخارجية في بيانها ldquo;تزايد عدد المظاهرات العنيفة مؤخراً على طول شارع البديع تسبب بفوضى في حركة المرور ما أدى إلى الحيلولة دون تنقل جميع الذين يقطنون في هذه المنطقة وعدم التمكن من مغادرة المنزل لفترات طويله هو مشكلة حقيقية للأمنrdquo;، وهو شهادة أمريكية تدين الممارسات الإرهابية التي يقوم بها المتظاهرون التي تقودهم المعارضة. لكن نعرف أن كولفيل يعلم أكثر مما نعلم، فمن عرف ما حدث في هجوم استهدف مزرعة ماشية في ولايه واراب بدولة جنوب السودان حسب تصريح كولفيل الذي يقول فيه ldquo;إن المهاجمين لم يجرِ التعرف عليهم بعد وأنهم عبروا من ولاية مجاورة ويبدو أنهم استهدفوا قبيلة أخرىrdquo;، فهذه معلومات دقيقة قد عرفتها بالضبط ، فكيف لا تعرف حقيقة ما يحدث في دولة مثل البحرين وهي دولة مكشوفة الحواف والأطراف ولا تعمل تحت طاولات. لكننا اليوم لا نعتب على كولفيل ولا بان كي مون ولا منظمات مراسلون وكاتبون ولا منظمات طبية ولا وفود أوروبية، فجميعهم يسترزقون، فالاقتصاد الأمريكي والأوروبي لا يفي بحاجاتهم المادية، إنما العتب لمن يسمح لهذا المنظمات دخول البحرين بكل بساطة وراحة وحفاوة، مثال ذلك زيارة الوفد الإيرلندي الذي جاء يطالب بإطلاق سراح الأطباء الذين احتلوا مستشفى السلمانية، في الوقت الذي رفض فيه هذا الوفد الاجتماع بجمعية الأطباء، حيث أكد الدكتور نبيل الأنصاري أنه حاول إقناعهم بالاجتماع إلا أنهم رفضوا، حيث التقى معهم بالصدفة خلال حفل الغداء في وزارة الخارجية، وكان بين أعضاء هذا الوفد أحد أعضاء حركة فرونت لاين والتي كان يعمل لديها عبدالهادي الخواجة، فكيف بعدها لا تتجرأ هذه المنظمات عندما تلاقي الحفاوة والترحيب وتقيم لها الجهات الرسمية المآدب وتسير بها في مواكب. ولتثبيت كيان الدولة وسيادتها أمام العالم نتمنى أن يتم منع هذه المنظمات من دخول البحرين، وأعتقد أن التعامل معها بكياسة وأدب لم يعد مجدياً، وأن السماح مرة لكولفيل ومرة لبيلاي التدخل في شأن سيادي وإملاء توصياتهم على المملكة، لهو أمر خطير يجب إعادة التفكير فيه.