الدراما السورية هي المفاجأة وسط الأحداث السياسية

دمشق - علاء محمد

يعود النجم أيمن زيدان إلى الدراما التاريخية بعد غياب سنوات، ويدخل لأول مرة في دراما البيئة الشامية، ولكلا الأمرين، تبرير لدى النجم الذي عرف بوحش الشاشة السورية . وفي هذا الحوار مع أيمن زيدان، يتحدث عن الدراما اليوم، وأمس، وأشياء أخرى تتعلق بسوريا .

تصور حالياً مسلسلاً بيئياً شامياً لأول مرة في مسيرتك الفنية . . ما الذي جعلك تشارك في العمل؟ .

مشاركتي في زمن البرغوت هي الأولى لي في دراما البيئة الشامية، وما جعلني أوافق على المشاركة فيه هو النص القوي والممتاز الذي كتبه محمد الزيد، والذي أعتقد أنه أول نص درامي له، ففي هذا النص، لم أجد بطولات فلكلورية، أو شيئاً غريباً عن المنطق، بل شاهدت واقعاً أقرب لأن يكون حقيقياً، وسعياً للاقتراب أكثر من الفترة الزمنية التي يحاكيها العمل الذي يخرجه مخرج أثبت حضوره القوي في السنوات الأخيرة وهو أحمد ابراهيم الأحمد .

وما الدور الذي تؤديه في العمل؟

أؤدي شخصية مختار حارة من حارات الشام القديمة التي يتناولها العمل، وأكون رجلا طيباً وصالحاً وأساعد الناس في كل ما يمكنني، بدءاً من المساعدة الحياتية اليومية، إلى دعم من يريد الذهاب إلى المقاومة .

يقال إن البطولة في المسلسل متعددة، لا بطل أوحد فيها؟

هذه هي الأعمال التي تكون أكثر مصداقية من الناحية الدرامية، فوجود ممثلين مقتدرين بعدد وافر هو في صالح المسلسل والجمهور، ومسلسلات من هذا النوع تستهويني، حيث إن في كل محور هناك نجم، وفي كل مشهد سيرى الجمهور بطلاً، وهذا ما وجدته في النص، وكذلك عند الإخراج الذي أثق به كثيراً .

تبدو الفترة التي يتناولها العمل معقدة بعض الشيء؟

صحيح، هي فترة ما بين خروج العثمانيين من سوريا ودخول الفرنسيين إليها عبر دمشق، وهذا ما يصعّب مهمة المخرج، وكذلك كانت صعبة بالنسبة للكاتب . لكن، أياً يكن، تبقى فترة مهمة ويجب تجسيدها في الدراما بشكل بعيد عن الفلكلور والبروز المجاني للتراث على حساب العقل والمنطق .

وهناك مسلسل آخر لك يعيدك إلى النوع التاريخي، ماذا عنه؟

مسلسل ldquo;إمام الفقهاءrdquo; يروي حياة الإمام جعفر الصادق، ويتناول مرحلة مفصلية في تاريخ الأمة الإسلامية، شهدت الحرب بين الأمويين والعباسيين، وفيه طرح لقضايا الناس في تلك المرحلة، اجتماعياً واقتصادياً، وليس سياسياً ودينياً وحسب، وهذا ما جعلني أدخل في العمل أيضاً لأن الحالة ليست توثيقية بالمطلق .

ما الدور الذي تلعبه في ldquo;إمام الفقهاءrdquo;؟

ألعب شخصية الخليفة هشام بن عبد الملك، وأعتبر نفسي ضيفاً على المسلسل حيث لا تتجاوز مشاهدي فيه ال 100 . لكن القضية أكبر من البحث في كبر الدور أو صغره بالنسبة لي .

أليس هناك خشية من أن يكون للعمل تداعيات على الشارع العربي والإسلامي من مسلسل كهذا في هذا الوقت بالتحديد؟

يفترض ألا يكون هذا صحيحاً، فالمشاهدون باتوا على دراية أكثر من السنوات السابقة بأن تاريخ العرب لم يكتب بقلم حيادي يوماً، بل إنه مكتوب بأقلام عديدة، وما يطرح في المسلسلات هو وجهات نظر، ولن يكون فيه أي مس بالرموز، بل سيطرح مشكلات العربي والمسلم في تلك الفترة .

تستمر بالبقاء على مسلسل واحد أو عملين على الأكثر منذ بداية مسيرتك . . ألا تسعى كالآخرين إلى الكم في الدراما؟

أقول ما كنت أقوله دائماً: أنا مع النصوص القوية ولست مع المسلسل أيا يكن . عندما تحضر نصوص قوية ولها حضورها ووقعها، ومن ورائها رسالة يجب إيصالها، فإنني أشارك، لكنني حتى الآن، لم أعثر على ثلاثة أو أربعة نصوص عرضت علي في أي عام وكانت قوية . دائما أركز على النص الذي يجعلني مشتركاً في توجيه الرسالة للناس .

في العام الماضي، عدت إلى ldquo;يوميات مدير عامrdquo; بعد 15 عاما على الجزء الأول . . ما الرسالة التي وجهتها للناس؟

رسالة واضحة وصريحة بأن الفساد في الدوائر الحكومية، الذي تناولناه في الجزء الأول، أواسط التسعينات، لم يتغير في العام ،2011 وإن اختلفت قيمة الرشوة ونوع الصفقة والآليات للوصول إليها .

هل خشيت على الدراما السورية منذ عام وحتى الآن من التأثر فيما يحصل في سوريا؟

في لحظة ما، كان هناك شيء من الخشية عليها، لكن، بعد ذلك، قرأت الواقع بشكل مختلف، فهي دراما لا يجوز بالمطلق أن تخضع لأحداث، وهذا الأمر متروك للمنتجين أولا، وللقطاع العام ثانيا، فقطاع، كالدراما، يقدم ناتجاً جيداً للدخل المحلي ويشغل عشرات الآلاف من السوريين يجب أن ينأى بنفسه عن أي تجاذبات أو مفاجآت، بل يجب أن يكون هو المفاجأة، وهذا ما كان .

لك تصريح قبل فترة قصيرة قلت فيه إنك نادم على تجربتك في البرلمان السوري . . هل من توضيح؟

أنا نادم على تجربتي الشخصية لأنني لم أستطع أن أقدم أو أحقق شيئاً مما كنت أتمنى تحقيقه، وهنا لا أُجمل الحالة بل أشخصها على حالتي فقط .

والبرلمان حالة جيدة ووطنية، لكن يجب أن يكون المجال أوسع فيه لكل شخص لأن يفي بوعود قطعها على الناخبين حتى انتخبوه .

كيف ترى الحال في سوريا اليوم بعد 14 شهراً على ما يجري فيها؟

أقول إننا، كسوريين، يجب أن نعي ما يحيط بنا من مشكلات، داخلية وخارجية، وعلينا أن نصل إلى يوم يجلس فيه الجميع على طاولة حوار تجمع كل من له وجهة نظر تصب في الصالح العام، وأتوقع ألا يطول الزمن حتى يتحقق ذلك، فكلنا بحاجة إلى الاستقرار .