طهران

الدعوة الى تشكيل مجموعة تماس تضم الدول المعنية في الموضوع السوري، ومن ضمنها ايران وروسيا، أثارت نقاشات متباينة، اذ أعلنت موسكو عن موافقتها على مثل هذا الاقتراح، بينما أبدت واشنطن المعروفة بموقفها من طهران معارضتها لانضمام ايران الى مثل هذه المجموعة. وقد صب كوفي عنان جل اهتمامه لتسوية الازمة السورية بالسبل السياسية، محذرا من مغبة ما يترتب على التدخل العسكري من تبعات، وان اقتراحه بتشكيل مجموعة التماس يأتي في سياق خطته لإعطائها دفعا للأمام بمشاركة الدول المعنية، وسحب الذريعة من هذه الدول التي تساهم بشكل أو بآخر في ابقاء الأزمة ساخنة لتمرير هدفهم. ومن هذا المنطلق، تأتي معارضة واشنطن لعضوية ايران في مجموعة التماس لمعرفتها بأهمية دور ايران في اقرار التوازن ورفضها الحلول غير المنطقية، باعتبارها إحدى الدول الاقليمية التي تدعو الى الحل السياسي واعطاء الفرصة للاصلاحات لتعطي ثمارها في سورية.

ان حضور جميع الأطراف الخارجية المعنية، يساعد على توازن القوى داخل مجموعة التماس، ويؤدي الى التوصل الى الحل المنشود البعيد عن الاملاءات. وليس بخاف ان الأولوية لحل الأزمة تعود الى السوريين أنفسهم، ليحددوا مصيرهم من دون تدخل أجنبي أو حلول عسكرية.

وفي سوريا هناك مواجهة ثلاثية الابعاد، البعد الاول يتمثل بدول المنطقة كالسعودية وتركيا وقطر وتونس، وبعض الدول العربية المطلة على الخليج، والثاني يتمثل بالسلفيين والقاعدة وأفكارهم المتحجرة، والبعد الثالث هي الحرب بين اميركا واذنابها من جهة والصين وروسيا من جهة اخرى، أي مواجهة الكتلتين الشرقية والغربية. فروسيا تعتبر فقدان سوريا يعني فقدان آخر قواعدها في المنطقة، بينما تعتبر اميرکا أن النفوذ في سوريا يعني ضمان امن الكيان الصهيوني. مما يعني ان الاضطرابات في سوريا ليست من اجل الديموقراطية والحرية، كما تسميها الدول المغامرة، وانما هي حرب خارجية.

وبعد فشل كل المحاولات اليائسة لإسقاط النظام السوري، والتي بدأت بالتظاهرات والمواجهات المسلحة، وقتل الأطفال والنساء بأبشع صورة، يتبين أن الغاية النهائية لأعداء سوريا هي اشعال فتيل الحرب الاهلية والسيطرة على هذا البلد، اي انها بداية ازمة كبرى ومحاولات تعزيز النفوذ من قبل تركيا والسعودية واسيادها واذنابها، وتعزيز نفوذ القاعدة والسلفيين في منطقة الشرق الاوسط

صحيفة الوفاق