احمد عياش
احد الاصدقاء السياسيين الشجعان يقول انه بعد متابعة التفاصيل المذهلة لقضية النائب والوزير السابق ميشال سماحة شعر بالخوف مما قد يقدم عليه نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد لبنان. واذا كانت الكفاءة العالية لفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي تمكنت من انقاذ هذا البلد مما كان سيصيبه فيما لو نجحت خطة تفجير العبوات الـ24 في الشمال quot;فلا يزال هناك 70 ميشال سماحة او اكثرquot; لا يتورعون عن الاقدام على اعمال مماثلة. ويسأل: quot;هل سينجو لبنان قبل سقوط الاسد؟quot;.
من يقرأ وقائع من التحقيق يرسم اطاراً كاملاً لما كاد ان يرتكبه الاسد. وليس تفصيلاً بسيطاً ما قاله سماحة لرئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن انه quot;ذهب الى سوريا قبل ايام قليلة وتوجه مباشرة بسيارته التي كان يقودها بنفسه الى المبنى الامني حيث يقع مكتب اللواء علي مملوك وهناك أخذت منه سيارته وتم وضع العبوات الناسفة في صندوقها الخلفي ومن هناك قاد سماحة السيارة من دمشق الى بيروتquot;.
اذا، من ملأ صندوق سيارة سماحة بعبوات كفيلة ان تقتل المئات او اكثر وتفجّر لبنان هو الشخصية الامنية الارفع في نظام الاسد خصوصا بعد مقتل اللواء آصف شوكت.
في عز انغماسه في مواجهة ازمة تكاد ان تقتلع نظامه الى الأبد وجد الاسد الوقت الكافي ليحمل سماعة الهاتف من حيث هو موجود ليتصل بكبار المسؤولين اللبنانيين ويضغط عليهم للافراج عن سماحة. مرة اخرى، هذا النبأ ليس تفصيلاً صغيراً. ويتذكر احد الوزراء ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبعد انتخابه رئيساً عام 2008 تلقى اتصالا من نظيره السوري يطلب منه ان يعتمد سماحة وسيطا في العلاقات بينهما. لكن الرئيس اللبناني رفض هذا الطلب. ولعل سليمان تذكر هذه الواقعة عندما انبأه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي بمعطيات المؤامرة التي كان سماحة وسيطها. بالتأكيد، يشكر ربه انه رفض اقتراح الاسد في ذلك الوقت.
من صفات نظام الاسد الوقاحة، الى ابعد الحدود. ومن الامثلة التي لا تنسى سلوكه حيال باخرة الاسلحة التي ضبطها الجيش اللبناني بعد معلومات من قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) التي يخفر اسطولها البحري الشواطئ اللبنانية. لم يبادر النظام الى توجيه الشكر الى لبنان و(اليونيفيل) على ما انجزاه بل سارع بمذكرة احتجاج الى مجلس الامن الدولي امتلأت بتلفيقات كذبها الرئيس سليمان نفسه. اليوم، وبعد نجاة لبنان من قطوع متفجرات المملوك وضغوط الاسد هل تتجه حكومة الرئيس ميقاتي وبكل تهذيب الى نيويورك لتضع مجلس الامن الدولي امام مسؤولياته لحماية لبنان؟
قبل ان يتراجع سماحة عن قوله: quot;اشكر ربي انكم كشفتم القضيةquot; المطلوب ان يتحلى المسؤولون بشيء من الكرامة فيطالبون بتوقيف الاسد. هل سيفعلون؟
التعليقات