يعم الخير أرجاء المحروسة ، أن تمتد يد الله لتحفظ هذه الأرض الطيبة ، تقيها شر العدو الذى يتربص بنا ويجاهد من أجل النيل منها ، أن ينقذنا ونحن فى مفترق الطرقمريم توفيق

عام ميلادى جديد يتمنى فيه الإنسان لأخيه الإنسان الصحة والنجاح والسعادة وأن

بعد ثورة مجيدة مضى على إنطلاقها عامان ، تموج مصر بأحداث جسام ، كالهزات الأرضية التى تتبع أى زلزال ، عام جديد نحاول أن نبحث لأنفسنا على قبس من ضياء ينير ظلام الأكوان ، يضئ غياهب الأغوار التى باتت حجر عثرة أمام السفينة التى تقلنا جميعا ولاتستثنى أحدا ، الأسبوع الأول من شهر يناير يبدأ أقباط مصر فى إستقبال التهانى والتبريكات وأسمى معانى المحبة والمودة من إخوانهم فى الوطن ، لاتنقطع الإتصالات والرسائل ، دفء المشاعر ، فرحة لاتخطئها الأذن ، مشاركة وجدانية تشع صدقا ، فمن يستطيع أن يمحو أكثر من ألف وربعمائة عام من الوئام فى القلوب النابضة بالحب الأصيل ، نقتسم الهواء والخبز والنيل ، من يستطيع أن يبيع أخاه فى الإيمان بالثمن الهزيل ؟ تعلمنا من الصغر أن حب الجار وزميل المدرسة حب يفيض كالمطر كالشمس التى لايفارقها الأصيل ، عشنا أزمنة ليست كلها وردية ، هناك أزمنة ظلامية ، حروب وأعداء كثر هددوا واعتدوا ، ومصر فى الدم موطن العشق ، لن يقوى عليه الطغاة ، لن يستباح أبدا ، ولن يسقط مهما تكالبت عليه الكوارث ، وظلا المسلم والمسيحى يدا واحدة دون أن يرفعا أى شعار ، فكيف يتم هذا وعلاقتهما أبدية تحكمها ثوابت أخلاقية وعلاقة تراثية نادرة ؟ الوجوه نفس الوجوه ، وفصائل الدماء تحمل نفس الجينات الوراثية ، لذلك يصبح من الصعب بل من المستحيل أن تندثر هذه العلاقة النادرة ليطويها الزمان على صخر التصريحات النارية التى يطلقها من يطلقون على أنفسهم دعاة مستغلين البسطاء من الناس الذين يرددون خلفهم كل مايتفوه به الجهلاء ، يحاولون طمس الصورة الذهنية الرائعة التى سار عليها المصريون جيلا بعد جيل ، ليخرج علينا من يحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم أو تعزيتهم فى الأحزان ، أو الدعاء لهم بالشفاء أو طلب رحمة الله للمتوفين ، لايجوز الدعاء للأبنائهم بالنجاح ، لماذا ؟ لأن الأقباط كفار ، وجب الإبتعاد عنهم ولايجوز مشاركتهم فى الأعمال التجارية ، لاتبتسم فى وجهه ، بل أدر إليه ظهرك ، إن سألك على طريق يجهله فلتدله على أصعبها ، باختصار حاول ألا تكون مصدر خير أو فرح لهم ، والآن خرج مؤسس هيئة الأمر بالمعروف مطالبا الداخلية لإعتمادهم ذراعا لها فى تطبيق الشريعة ، ومن ثم فالوقوف على أبواب الكنائس أمر بات ملحا لدعوة الأقباط للدخول فى الإسلام ، وسيتم توزيع المنشورات والكتيبات عليهم حتى يعودوا إلى صوابهم ، فالمسيحيين مآلهم النار والحجاب فريضة على السيدات المسيحيات ، فإلى أين نحن ذاهبون من يملك أن يبدل وجه مصر الحضارى مصر الوسطية بمنارتها الأزهر الشريف وعلى رأسها الدكتور أحمد الطيب ، هذا العالم الجليل ، المؤمن بحوار الأديان ومؤسس مشروع بيت العائلة ، الذى أخذ على عاتقه تعميق أواصر الوحدة الوطنية ، فليت الحكماء والعقلاء أن يتنبهوا ولا يغضوا الطرف عما يحاك ضد الوطن ممن يسعون لطلبنة مصر ، السفهاء الذين يحددون شكل أردية المصريين رجالا ونساء، فليتشح أبناؤها بالسواد بعدما تغلق مفاتيح العقل من الأتباع والمريدين الذين يسيرون كالقطيع خلف الأفكار المستوردة لمدمنى التخلف ، يصادروا الفرح ، يئدون الإبتسام فتصبح مصر الفتية كالكهل العجوز