عبدالله الفويضل
المجتمعات الحية تُقِّيم نفسها من أجل التطوير وليس العودة للخلف
من الواضح جدا ان البلاد الآن تمر بمسارين سياسيين لكنهما متنافران، فهناك مناكفة سياسية في الشارع الكويتي حراك سياسي يقوده النشطاء الشباب وعدد من النواب السابقين في المجلس المبطل وتدعمه قوى سياسيه في مواجهة برلمان أتى وفق الصوت الواحد وقاطعه معظم الناخبين. الفريق الأول يأتي بمشروع سياسي طموح يحمل اصلاحات جذرية تشمل انشاء الأحزاب والحكومة البرلمانية والتوسع في الحريات واستقلال القضاء، فيما يدفع البرلمان الحالي بمشروع يحاكم النوايا وبالتالي هي دعوة صريحة لتقليص مساحة الحرية التي يتمتع بها المواطن الكويتي. ندرك تماما ان المجتمعات الحية تقيم نفسها من أجل التطوير وليس العودة للخلف واليوم شباب الحراك السياسي يملكون الفكر والبعد السياسي ويملكون في نفس الوقت الطموح في خلق تجربة سياسية رائدة ديموقراطيا في المنطقة يرون الوقت حان لمثل تلك الاصلاحات السياسية في مواجهة البيروقراطية والفساد خلقته مرحلة الجمود السياسي. في مقابل برلمان المضي به دون شك يمثل مشروعا تدميريا من خلال ممارساته الخاطئة فبدلا من محاولة طي صفحة الصراع السياسي والأخذ بزمام الأمور في البلاد مع يقيننا أنه لا المجلس الحالي ولا حتى الحكومة قادرون على خلق وايجاد المبادرة السياسية للخروج من المأزق الحالي والواقع الذي نعيشه. فالمجلس الحالي يعيش هاجس معارضة الشارع الذي يطارده من خلال ردود الفعل ومن خلال اطلاق المشاريع والمقترحات التي تدور في مسلك العقاب والجريمة وكأن همه الوحيد زج الشباب الكويتي وخصوصا ممن ينضوون بالحراك السياسي في السجون، ولعل تصريحات أحد نواب هذا البرلمان بضرب أعناق laquo;الخونةraquo; في اشارة الى شباب الحراك ونيته تشريع قانون يمكن وصفه بقانون laquo;تصفية حساباتraquo; بذلك الا تعبيرا عن مدى عمق الأزمة في عدم تقبل الآخر والتي تعكس أيضا الضيق من الآراء المناوئة وفي تقبل الحريات بشكل عام ندرك تماما مدى الأخطاء التي تصاحب أي مشروع فما بالك بمشروع يعد laquo;نهضويraquo; كالذي يطرحه هؤلاء الشباب أو في محاولة بعض laquo;الجهلةraquo; الذين ينتمون له ويسيئون بتصرفات سلوكيه طائشة له بقصد أو غير قصد للحراك السياسي لكن على منتقديه ان ينظروا لجوهره وليس لقشوره أو شخوصه الذين يرفعون لواءه أو من ينحدرون تحته.
- آخر تحديث :
التعليقات