حسن الحارثي

نتباهى أمام الغربيين والشرقيين بأن ديننا هو دين السلام والتسامح والحب، ثم في نفس اللحظة يبارك بعضنا ما تفعله quot;داعشquot; والحركات التي تسمي نفسها إسلامية في سورية وندعو لهم بالنصرة والتمكين، ممن لا يؤيدونهم ويرون أن مثل هؤلاء يقتلون الثورة السورية ويخدمون أهداف النظام القاتل والإسلام منهم براء.

تأييد إرهابيي القاعدة في quot;داعشquot; وغيرها لا يصدر فقط من عوام الناس أو الجهلاء الذين يأخذهم الحماس إلى الاستمتاع بجز الرؤوس وأكل الأكباد وتنفيذ القتل الفوري بالرصاص، لكن هناك من بعض المحسوبين على الدعوة وبعض خطباء المساجد والذين يعول عليهم تحبيب الناس بالإسلام من يباركون هذه الحركات ويبررون لها مواقفها ويدعون للانضمام إليها ويرددون مع القتلة quot;الله أكبرquot; مع كل رأس يسقط أو دم يسيل.
هؤلاء يبثون ثقافة الكراهية والعنف لكل ما هو غير مسلم أو إسلامي، بل إنهم يروجون لكراهية إخوانهم المسلمين الذين يعيشون معهم لأنهم فقط يختلفون معهم، ولو قدر لهم أن ينالوا منهم ما تأخروا، وفي نفس الوقت تجدهم يسافرون للغرب يستمتعون بالهواء العليل ويرسلون أبناءهم للدراسة في بريطانيا وأميركا، ثم يعاودون التأكيد على أنهم كفار ويتوجب الحذر منهم ومحاربتهم، أي تناقض هذا وأي مرض؟
وعلى المستوى الرسمي مازلنا حتى اليوم نشارك وبشكل فاعل في مؤتمرات حوار الأديان الذي كان لنا شرف إطلاقه في مدريد، وانتهت نسخته الأخيرة قبل أيام في فيينا، لكن المتشددين ومنظري quot;داعشquot; وأخواتها على quot;تويترquot; وبعض المنابر، يقوضون كل هذه الجهود التي ترمي إلى تقديم الصورة الحقيقية للسلام، حتى إن منتقدين لتوجه السعودية إنشاء مركز الملك عبدالله لحوار الأديان في فيينا يقولون: إن السعودية تتبنى تفسيرا متشددا للإسلام وهو ما يجعلها غير مناسبة لتشجيع الحوار الديني.