بسام البدارين
كأن فضائية الحكومة السورية مؤهلة تماما لتسمية زعماء الأمة أو توزيع الألقاب كما تريد بمجرد تخصيص مساحة بث يظهر فيها المحامي الأردني سميح خريس وهو يستأذن الرئيس قائلا: سيدي هل تسمح لنا بوضع عباءة الأردنيين على كتفيك.
سؤالي بسيط : لو جاء حارس العمارة الذي يعمل عندي موظفا وأحضر لي من مدينة الزرقاء تحديدا زيا عسكريا يصلح لمارشال.. هل أصبح فورا بحجم رومل وأتأهل لخوض المعارك العسكرية؟
اللقب الذي يصبغه علي الحارس يوميا علي قائلا (يا باشا) لا يعني أني كذلك حتى لو إرتديت زي الجنرالات.
وفي أحد شوارع مدنية الزرقاء التجارية يمكنك أن تشتري عباءة من قماش مخمل بمبلغ لا يزيد عن خمسين دولارا وتهديها لمن تشاء وتدعي بانها مرسلة من الشعب الأردني أوأنها طرزت بخيوط من تلك التي طاردها الأتراك وهم يلاحقون الثورة العربية الكبرى.
باب الحارة
لا أحد سيتجول في عملية إستقصاء ليسأل جميع أفراد الشعب عن الهدية لكنه سحر الفضائيات فمشهد الوفد الأردني وهو يضع عباءة بدوية بإسم الشعب المبتلى بالمعارضة قبل السلطة على كتفي بشار الأسد كررته فضائية سوريا عدة مرات والمسألة حظيت باهتمام مبالغ فيه فمن حق اي شخص أن يهدي أي آخر عباءة ويزعم أن صلاح الدين الأيوبي إرتدى مثلها تماما وهو يفاوض القائد الصليبي على تسليم القدس.
فضائية إم بي سي أعادت بثت فيلم صلاح الدين للمرة الثالثة حيث يختتم هذا الفيلم المدهش بحوار قصير يسأل فيه القائد الصليبي صلاح الدين بعد الإستسلام: ما الذي تعنيه القدس لكم؟..يصمت صلاح الدين ويدير ظهره ثم يلتفت قائلا: لا شيء ويعيد دوران رأسه فيضيف: إنها كل شيء.
قصة العباءة مفتعلة وكذلك الجدل المثار حولها في عمان فمن زحفوا لبلاط بشار الأسد يمثلون أنفسهم ولا يقولون غير ذلك لكن إرتداء أي شخص لعباءة أردنية لا يعني تحوله فورا وبقرار لزعيم للأمة.
برأيي المتواضع الزعيم الحقيقي لا يسمح من حيث المبدأ بكل هذا الدمار والدم وواجبات الزعامة تقتضي أن يكون الزعيم مسؤولا عن كل ما يحصل في حارته .. هكذا تعلمنا من مسلسل باب الحارة الذي أكد لي احد منتجيه شخصيا أن الرئيس بشار وزوجته كانا يحضران تصويره .
فظائع الأوقاف
محطة النيل المصرية هي السبب بالتواصل الأول بيني وبين وزير الاوقاف الأردني الدكتورعبد السلام العبادي بعدما أظهرته كاميرا الفضائية المصرية وهو في (إغفاءة) نعاس على هامش إجتماعات القمة الإسلامية الأخيرة في القاهرة.
حجبت قصدا بعض المعلومات الغريبة والفضائحية التي تجلت على هامش الحوار الهاتفي مع العالم الجليل.
الرجل المحنك حدثني بمرارة عن (فساد) لا يمكن تخيله في الوزارة التي يترأسها وفي الجعبة مخالفات (أخلاقية) لبعض غير المؤهلين من الذين يعتلون منابر المساجد لا يمكن الخوض بتفاصيلها .
لكن أطرف ما كشفه الوزير هو تلك الحادثة المتعلقة بإمام طارئ إعتلى منبر أحد مساجد قرية في مدينة الكرك وإندفع يحاول تفسير عبارة (عظوا نسائكم) .
صاحبنا الإمام وهو حاصل على الرابع الإبتدائي فقط إستعمل مفردة (عض النساء) بدلا من (وعظ النساء) وهو يشرح للمسلمين فتواه وإجتهاداته وتفتقت العبقرية هنا عن دعوة المسلمين ل(عض نسائهم) برفق تشبها بالسيرة النبوية محذرا من (قرقطة الآذان) والقرقطة في اللهجة الأردنية تعني الإستعمال المتعسف للأسنان.
هي بذلك دعوة طريفة من إمام عاقل وراشد في قرية أردنية لعض النساء متى إستطعنا نحن المسلمين إلى ذلك سبيلا، الأمر الذي يدفعنا للحوقلة بعد الوزير العبادي الذي تبين بعد التدقيق أنه لا زال شابا ونشطا وفاعلا.
عيد حب على الطريقة الأردنية
الإتصالات التي أجراها أحد برامج التلفزيون الأردني في الفالناتين (عيد الحب) لا تعكس حالة هوس حقيقية باليوم الذي يقتصر الإهتمام به على قطاع الشباب في بعض المدن فقط ويعتبر يوما هامشيا بالنسبة لغالبية الأردنيين.
إحدى المحطات الإذاعية بثت برنامجيا صوتيا عن المناسبة تخلله سؤال لمواطن شوهد يتجول بسيارته الشاحنة الصغيرة برفقة خرافه ونعاجه.. سأل المذيع المواطن: ماذا ستفعل في يوم الحب وماذا ستقدم لمن تحب؟.. الجواب في منتهى البساطة حيث قال الرجل: سأدلل نعجاتي أكثر وأزيد قليلا من كمية العلف تكريما للحب الحقيقي.
.. هذه برأيي إجابة عبقرية لأن مسألة عيد الحب أصحبت موطئا للتضليل والخداع وإدعاء المشاعر فصديق لي يضع في هذا اليوم كمية كبيرة من الورد الأحمر في صندوق سيارته ثم يتجول على (ضحاياه) ويقدم وردة لكل منهن على أساس أنها الوحيدة التي تستحق وردة حمراء.
الإشكال أن بعض النساء يعرفن هذه الكذبة البيضاء لكن يتعاملن معها دوما.
بالمناسبة أنقق الأردنيون في يوم الفالنتاين نصف مليون دينار ثمنا للورد الأحمر فقط وهذا دليل جديد على أننا شعب محب وودود يقدس المشاعر خلافا للإشاعات التي تقول بأن بيننا كأردنيين من يطلق الرصاص على شقيق له لإنه تجاوز الإشارة الحمراء بالشارع قبله أو زاحمه بالسيارة أو تلك التي تقول بأننا ميالون لحرق المركز الصحي ومكتب البريد وسيارة نقل النقايات'كلما أزعجتنا الحكومة.
.. شعب ينفق شبابه نصف مليون دينار على الورد الأحمر في يوم الحب ويطلق شعبه رصاصا بكلفة مليون دينار يوم نتائج إمتحانات الفصل الأول للثانوية العامة لا يمكنه أن يكون فقيرا وحكومته ينبغي ان تتوقف عن رفع الأسعار أو التسول.
بالقياس من ينتقدون السلطة لإنها تزور الإنتخابات عليهم مراقبة الأمواج البشرية التي صفقت بالمهرجانات الإنتخابية للحواة واللصوص والدجالين.
المعارضة عليها أن تغلق فمها فلسان حال أي مسئول يقول: هل نستورد لكم شعبا من المريخ ؟.
سر غياب الكاميرا
الشعب الأردني برمته إستفسر عن سبب وسر غياب كاميرا تلفزيون البلاد الرسمي عن جلسة إفتتاح البرلمان الجديد حيث فتحت صفحة جديدة في المملكة وألقي خطاب العرش .
غاب تلفزيون الحكومة وتألقت محطة رؤيا الخاصة بالتغطية وعند البحث والإستقصاء كشف أحدهم أن المسألة تتعلق بلافتة كرتونية صغيرة حملها مبكرا أحد النواب أمام الكاميرات وفي الجولة الأولى تقول( الشعب يريد إسقاط الرئيس) ..المقصود رئيس الوزراء عبدلله النسور .
التعليقات