غازي أحمد الفقيه - القوز

من محاسن الصدف ما شاهدته عبر شاشة إحدى القنوات الفضائية عن ذلك الحي السكني الأنموذج الذي بُني على نفقة المملكة العربية السعودية، للأشقاء الفلسطينيين الذين هدم الكيان الصهيوني مساكنهم وممتلكاتهم جراء العدوان الهمجي المتكرر عليهم!
وتأملت عظمة ذلك الإنجاز الحضاري وحسن التنفيذ عمارة وتخطيطًا، وحمدت الله تعالى أن جاء ذلك الخبر المصور - على الرغم من زمنه القليل - قد جاء من وسيلة إعلامية لا تمت بصلة للإعلام السعودي الرسمي. ولم يكن ذلك مستغربًا فلطالما تعود المواطن السعودي منذ أن أفاء الله تعالى على بلادنا بالخير الوفير على تقديم العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء من العرب والمسلمين والآخرين طيلة العقود الزمنية الماضية دون منة أو تزلف ودون بهرجة إعلامية استجابة من الحكومة السعودية وشعبها للواجب الإنساني وحبًا في التخفيف عن الآخرين من آثار كوارث الحروب والطبيعة، ولا يخفى على كل منصف معرفة ذلك.ولكن سياط النقمة النابعة من داء الحسد الذي ابتلى به الكثير من الأفراد والجماعات في بعض الأقطار العربية بصفة خاصة وفي العالم أجمع جعلنا نسمع ونشاهد ونقرأ كثيرًا من ذلك الحقد الدفين الذي تدلقه وسائل الإعلام المغرضة صباح مساء تجاه بلادنا وقادتنا والذي ظهر جليًا للعيان منذ احتلال النظام العراقي البائد لدولة الكويت الشقيقة عام 1411هـ، وكان ذلك مفاجأة للسعوديين أنفسهم ولغيرهم بصفة عامة ولهذا لم يعد مستساغًا غمط تلك الأفعال والمنجزات الخيرة والمستمرة التي تقدمها حكومتنا الرشيدة وشعبنا الكريم للأشقاء والآخرين، وعلى وسائل إعلامنا بجميع فروعها إبراز وتوثيق كل ذلك بالصوت والصورة لكي يسعد المواطن السعودي تحديدًا بتلك المآثر من مدارس ومعاهد ومراكز إسلامية ومستشفيات ومطارات وطرق وجسور وغيرها، شريطة أن تسمى تلك المساعدات العينية والمادية بأسمائها كما هو حال الحي السعودي الجديد في غزة ومتى فعلنا ذلك فلسنا السباقين لفعله، ومقتضى الحال والزمن دعانا أن نقتدي بأشقائنا في دول الخليج العربي عندما يدون اسم المشروع والدولة المتبرعة في مكان بارز فيه بعبارة laquo;نفذ هذا المشروع على نفقة دولة....raquo;.
فلا ضير ولا غضاضة في ذلك ومتى عرف (الجاهلون) به فقد قامت الحجة والبرهان على زيف ما يفترون!