القاهرة ndash; أمينة خيري
يـــصف مـــساعــــد الرئيس للتواصل الاجتماعي ورئيس laquo;حزب الوطنraquo; الســلفـــي المولــود من رحم laquo;حزب النورraquo; السلفي أيضاً، صاحب الملف الملغـــوم المسمى laquo;التواصل المجتــــمعيraquo; الدكتور عماد عبد الغفور نفــــسه بأنه من أكثر المهتمين بالتواصل المجتمعي. ويصفه آخرون محيطون به بأنه من أكثر أصحاب اللحى هدوءاً وقدرة على التعامل والتواؤم مع غير الملتحين! قفز ملفه إلى الصدارة حين قفز شبح الفتنة الطائفية مجدداً ليزيد المشهد التباساً ويزيده تعقيداً.
laquo;الحياةraquo; التقته في حوار عن الفتنة الطائفية والأحزاب السلفية والمرأة المصرية والمشهد السياسي الملتبس:
gt; إلى أين وصل ملف التواصل المجتمعي؟
- جزء من الملف هو العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، لكنه يشمل أيضاً عموم المسلمين والاتجاهات المختلفة داخل المعسكر الإسلامي، وتلك التي تميل إلى انتهاج العنف، أو المنعزلة عن المجتمع وتميل إلى تكفيره. كان يفترض أن يشتمل الملف الديني كل ذلك، وجزء منه الملف المسيحي الذي يشتمل جزءين: فض النزاعات وإشاعة روح التعاون والتسامح والتواصل وتقبل الآخر.
المجتمع المصري متسامح إلى حد كبير على مدى التاريخ، ولم يسجل تاريخه حرباً طائفية أو قتلاً على العقيدة. التعصب إذاً هو أمر دخيل، ولذلك نحن لن نبدأ من الصفر. أغلب المشكلات بين المسلمين والمسيحيين في السنوات الماضية هي لأسباب مدنية.
gt; وماذا فعلتم من أجل حل المشكلات في مرحلتها المدنية وقبل تفاقمها؟
- قابلت وزير الداخلية السابق اللواء أحمد جمال الدين، واتفقنا على إنشاء مكتب في وزارة الداخلية لشؤون التواصل المجتمعي ومجموعة عمل لفض المنازعات وحلها. كان يفترض أن يتم الاتصال بسرعة، لكن المسألة تعطلت. وهم (المسيحيون) انسحبوا من الجمعية التأسيسية لصوغ الدستور، وحدث خلط للأوراق. كما اعترضوا على الإعلان الدستوري. ولم يكن ينبغي أن تتوقف الحياة السياسية تماماً.
gt; وممن تتكون هذه المجموعات؟
- سننشئ في كل مديرية أمن مكتباً لفض المنازعات ذات الطابع الديني تحديداً، وربما أيضاً النزاعات المدنية. وستحل هذه اللجان النزاعات بين المسلمين وبين المسلمين والمسيحيين طالما أنها لم تتطور إلى الشق الجنائي. وستتكون من علماء مسلمين ورجال دين أقباط وأعضاء من مجلسي النواب والشورى والغرف التجارية ورجال الأعمال والجمعيات الأهلية الخيرية، ولو كانت في محافظة ذات طابع قبلي يشارك العمد ورؤساء القبائل.
gt; هل شعرتم بتخوف من الجانب المسيحي؟
- هم يرفضون أن ينشر اللقاء، أو يجري تصويره. لذا تم اللقاء سراً. وبعد اتصالات عدة، قالوا لي قبل نحو ثلاثة أسابيع أن البابا تواضروس موافق على فكرة اللجان. لكن حدث تضارب في المواعيد إلى أن وقعت حادثة الخصوص.
gt; وماذا عن إدارة أزمة الكاتدرائية؟
- اتصلت بوزير الداخلية وكنت في مكتبه أثناء إدارته للأزمة. وكان المفترض أن تخرج الجنازة من المطرية، لكنهم قرروا خروجها من الكاتدرائية، وطبعاً هناك فارق كبير. علمت أن الناس اجتمعت في داخل الكاتدرائية، وخرجت رموز من laquo;6 أبريلraquo; والاشتراكيين الثوريين والرموز السياسية الأخرى، وهتافات laquo;يسقط المرشدraquo; و laquo;يسقط مرسيraquo;! كما علمت أن 150 شخصاً سيتوجهون في مسيرة إلى وزارة الدفاع، و150 آخرين إلى ماسبيرو.
gt; هل ارتبكت الداخلية في التعامل مع الأزمة؟
- الداخلية تعاني حالياً عدم وضوح الخطط الجاهزة مع انعدام الدعم الشعبي والإداري. والشرطة الآن تمر بانتكاسة فترة التعافي. تحدثت وأنا حزين جداً لأصوات التشدد التي خرجت مطالبة بالحقوق في الوزارات والهيئات. هل تطالبون الآن بحقوقكم؟
هذا المكتب كان للدكتور سمير مرقص الذي ترك المنصب اعتراضاً على الإعلان الدستوري. وعندما كنت في laquo;حزب النورraquo; كان يأتيني أقباط يريدون الانضمام للجمعية التأسيسية لصوغ الدستور، وكنت أدعمهم للترشح في اللجنة، ثم ينسحبون بعد ذلك.
gt; لكن كثيرين انسحبوا وليس الأقباط فقط؟
- لا أذيع سراً إذا قلت إن أسباب الانسحاب ضغوط سياسية، وأنهم شخصياً لم يكونوا مقتنعين بالانسحاب في الجمعيتين التأسيسيتين الأولى والثانية.
gt; وماذا الآن في ملف الأزمات الإسلامية المسيحية؟
- سننشئ بالتعاون مع وزارة الداخلية لجان فض المنازعات في ثلاث محافظات كخطوة أولى هي مرسى مطروح والإسماعيلية والأقصر.
gt; ما الفارق بين الأحزاب السلفية الموجودة على الساحة؟
- الحياة السياسية في مصر قبل الثورة لم تكن حقيقية. كانت صحراء سياسية وما زلنا نعاني نقصاً وقحطاً في فهم الحياة السياسية. وإبان تأسيس laquo;حزب النورraquo; بحثت عن نماذج تحتذى في مصر، فلم أجد. ومن العجائب أيضاً أن نجد حزباً ليبرالياً يطالب بعودة المجلس العسكري.
gt; لكن كثيرين من المصريين غير المنتمين لأحزاب باتوا يتعلقون بالجيش كطوق نجاة؟
- هذه نتيجة لعدم التزام حزب سياسي بمرجعيته. فكيف تكون بمرجعية مدنية وتطالب بطلبات عجيبة كهذا؟ يفترض أن الأحزاب تقود الشارع بفكر نضالي سياسي. لكن هذه الأحزاب ورجال الأعمال يسيطرون على الإعلام. أين بدائلهم؟ يعارضون الإخوان المسلمين وأخونة الدولة ويطالبون بعودة الجيش. هذا فشل. حين يحلم سائق الأجرة بعودة الجيش لإدارة شؤون البلاد، هذه مسؤولية الإعلام. نتيجة ما يبثه الإعلام أو فقدان الثقة في الأحزاب السياسية.
gt; وماذا عن النظام القائم؟
- النظام القائم له ما له وعليه ما عليه. هو يعاني الأمراض الموجودة في المجتمع من عدم نضج، وعدم تواصل مع المجتمع، وقلة خبرة في الممارسة السياسية. كان يفترض أن تطرح المعارضة حكومة ظل قوية بأفكار وبدائل قوية في النقل والمواصلات والتعليم وغيرها.
gt; لكن ماذا عن خبرة الإخوان المسلمين الطويلة حتى وإن كانت سرية؟
- لقد فوجئنا جميعاً بالثورة. وعلى رغم كل ما يقال عن المشروع الإسلامي إلا أننا فوجئنا بما حدث. والدولة في حاجة إلى خطوات حقيقية! نحن في وضع تحت الصفر وحتى نصل إلى الصفر نحتاج قدراً هائلاً من المجهود.
gt; وهل حزبكم مصنف كمعارضة؟
- نعم! يفترض أننا معارضة.
وماذا عن مواقف laquo;حزب الوطنraquo; من: اللجان الشعبية البديلة عن الشرطة لحين استعادة الداخلية لياقتها؟
نؤمن أن مناط استخدام القوة في الدولة الحديثة للجيش والداخلية فقط، وكل ما أو من عدا ذلك فهو مرفوض.
gt; عودة الأمن؟
- هناك قدر كبير من الشكوك بين الداخلية والجهات التنفيذية. هناك حالة من فقدان الثقة. الداخلية تشعر أنه تم إيقاعها ليس فقط في المعترك السياسي، ولكن تم التضحية بها ككبش فداء في الثورة وما بعد الثورة. يجب بناء جسور الثقة بين المؤسسة الحاكمة ووزارة الداخلية. والبعض يقول إنهم في إجازة لأربع سنوات لحين حلول موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
gt; المرأة؟
- نؤمن بأن لها دوراً هائلاً في كل مفاصل العمل. لديها دوران كإنسانة تعاني مشكلات الرجل من بطالة وقلة تدريب وغيرهما، بالإضافة لكونها أماً ومسؤولة بيت وقد تكون مطلقة أو أرملة أو مسؤولة عن أسرة. وليس صحيحاً ما يقال عن أن المرأة أصبحت مستهدفة بعد الثورة.
gt; ولكن الوردة الحمراء لمرشحات laquo;حزب النورraquo; أزعجت البعض؟
- الأمر متروك للمترشحة، من تريد وضع صورتها تضعها، ولو لم ترد فهي حرة. لكن ثقافة الشعب المصري تميل إلى ترشيح الرجل. حتى النساء يفضلن أن يخترن رجلاً يمثلهن، ربما لشعورهن أن الرجل هو الذي سيأتي لهن بحقهن!
التعليقات